يسمح الربط اللاسلكي بتسهيل الاتصال بالشبكات الداخلية أو الإنترنت، ويتيح الربط اللاسلكي رفع قدرة الموظف على تلقي المكالمات الواردة إلى الهاتف الثابت في مكتبه أينما كان، بحيث تحوّل المكالمات إلى صيغة صوتية رقمية تبث عبر شبكة آمنة، ليعمل الموظف من أي مكان كما لو كان في داخل مكتبه. وبما أن جامعات المملكة تشهد نمواً كبيراً في أعداد الطلاب الملتحقين بها، الأمر الذي يتطلب تطوير البنية التقنية التحتية، وبناء المزيد من الكليات والمرافق لتقديم الخدمات اللازمة لهم، ولأن تزويد المباني بالشبكات السلكية التقليدية أمر مكلف للغاية، وتتطلب صيانته جهدا كبيرا وكلفة مرتفعة، الأمر الذي دفع بعض الجامعات إلى تبني الشبكات اللاسلكية لربط الموظفين والطلاب مع نظمها، وتوفير مستويات الأمن الرقمي والحماية المطلوبة، مثل الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة. يقول الدكتور حاتم بن حميد الظاهري، عميد تقنية المعلومات بالجامعة الإسلامية، عن تجربة الربط اللاسلكي في الجامعة، أن الجامعة اعتمدت الربط اللاسلكي ليستفيد منه حوالي 12 آلف طالب وألفي موظف في الجامعة، بالإضافة إلى 3 مواقع جامعية بعيدة (المدينةالمنورة ومكة المكرمة)، وتحتوي الجامعة على 60 مبنى، مع تطوير خطة لإنشاء 10 إلى 12 مبنى جديدا في الفترة الحالية. هذا، وأصبح بإمكان الطلاب استخدام أجهزتهم الخاصة المحمولة، مثل الكومبيوترات الشخصية والهواتف النقالة والأجهزة اللوحية، للعمل عبر الإنترنت بكل سهولة، حيث يكفي استخدام اسم المستخدم وكلمة السر الخاصة به للتأكد من هويته، لتدعم الجامعة الإسلامية مبادرة "اجلب جهازك الخاص" بشكل سلس وسريع داخل وخارج مباني الجامعة، وبدأ العمل على تنفيذ منطقتين ذكيتين، بالإضافة إلى تقديم مناطق أكثر ومساحات أكبر. ويلمح المهندس طلال مرزا أمين اللجنة الفنية ومهندس الشبكات في الجامعة الإسلامية حول المسائل التقنية باستخدام تقنيات الربط اللاسلكي يمكن تغطية جميع قاعات ومكاتب وغرف المبنى في زمن قياسي وكلفة منخفضة مقارنةً بالربط السلكي، وفي الجامعة نفذ المشروع في حوالي 6 أشهر، ويتوقع تغطية جميع المباني لاسلكياً بالكامل خلال 18 شهراً. ومن المسائل التي يجب التعامل معها ومعالجتها لدى اعتماد الشبكات اللاسلكية: توفير آليات الأمن الرقمي المطلوبة، مثل نظم الحماية، ومراقبة المواقع التي يدخل إليها الطلاب والموظفون، وتكامل نظم الحماية من الفيروسات الضارة للأجهزة والبرامج، بالإضافة إلى تطبيق نظام للتعرف على هوية المستخدم وإضافة سياسات ونهج استخدام الأجهزة والبرامج. وفي هذا الصدد، يوضح مدير شركة "آروبا نيتووركس" لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا المهندس عمار عناية بأن تبني الجامعات للتقنيات اللاسلكية يسهل عليها التوسع وتقديم المزيد من الخدمات المبتكرة لموظفيها وطلابها، وبتكاليف أقل بكثير مقارنة بالربط السلكي للمباني، ناهيك عن سرعة تنفيذ العمل وتوفير مستويات أمان مرتفعة، وبهذه الطريقة يستطيع الطلاب والموظفون جلب أجهزتهم الشخصية إلى الجامعة واستخدامها بطرق آمنة وعملية ومريحة تسمح تسجيل تلك الأجهزة ومراقبتها وتقييد دخولها إلى المواقع الخطرة.