إن أكثر من يعاني من ارتفاع حموضة الدم الكيتونية هم مرضى الداء السكري من النوع الأول المعتمد على الأنسولين حيث يعاني حوالي 45% من هذا المرض ارتفاع شديد في سكر الدم يتزامن مع ارتفاع حموضة الدم الكيتونية، وتعتبر هذه شديدة الخطورة على حياة المرضى المصابين بهذا المرض حيث تتسبب في موت ما لا يقل عن 7% ممن يصابون بحموضة الدم وبالأخص كبار السن . لقد وجد الأطباء أنه في كثير من الأحيان تكون هذه الأعراض أول مؤشرات للإصابة بالنوع الأول المعتمد على الأنسولين، كما أن هذه الحالة تحدث أيضاً مع الحوامل المصابات بهذا النوع لكنها تتميز بانخفاض جلوكوز الدم لمستوى قد يصل إلى 60 ملليجرام لكل ديسيلتر . وقد وجد الأطباء أن مرضى السكري من النوع الثاني غير المعتمد على الأنسولين فإنهم نادراً ما يتعرضون لمثل هذه المضاعفات الخطيرة . الثوم ما هي أعراض حموضة الدم الكيتونية ؟ يؤدي نقص الأنسولين في الجسم إلى ارتفاع مستوى السكر والأحماض الكيتونية في الدم، وهي الأحماض التي تنتج عن حرق الدهون المخزنة في الجسم للطاقة، ويتم هذا الارتفاع تدريجياً حتى يصل إلى درجات عالية جداً فتؤدي إلى حدوث غيبوبة للمريض وذلك في حالة عدم حصوله على العلاج اللازم والسريع، وكثير من المرضى الذين يعيشون في قرى بعيدة عن المستشفيات يتوفون . من أهم الأعراض ما يلي : 1 زيادة التبول بكثرة وبشكل متكرر. 2 ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم بشكل شديد. 3 الشعور بالعطش الشديد وجفاف الفم. 4 ارتفاع نسبة الكيتون في البول الذي يتحول إلى اسيتون والذي يعطي رائحة الفواكه في فم المريض. 5 جفاف في جلد المريض واحمراره والشعور بالحكة الزائدة في الجسم وبالأخص في المناطق الحساسة. 6 صعوبة في التركيز وفقدان القدرة على التنبه. 7 الغثيان الشديد والرغبة الملحة في التقيؤ مع آلام شديدة في البطن قد لا يحتملها المريض. 8 معاناة الصعوبة في التنفس. 9 إذا لم يسعف المريض بأسرع وقت وأخذ العلاج المناسب وإلا فإنه سيدخل في غيبوبة وبالتالي الوفاة. 10 الضعف والفتور وكثرة ظهور الخراريج والدمامل وضعف الميل الجنسي لدى الذكور وضعف انتصاب العضو الذكري والتنميل في بعض الأطراف . القرع المر المضاعفات التي يسببها ارتفاع السكر وحموضة الدم الكيتونية : 1 هبوط البوتاسيوم بالدم ، حيث إن المحاليل التي في علاج حموضة الدم تسبب نقص في معدن البوتاسيوم في الدم، وإذا لم يعوض المريض عن نقص هذا المعدن فإنه يحدث هبوط البوتاسيوم في الدم الأمر الذي يؤدي إلى اضطرابات في عضلات الحجاب الحاجز المسؤول عن التنفس وكذلك تأثيره على عضلات القلب. 2 احتقان السوائل بالدماغ فهذا يحدث في الأطفال وخاصة الذين تم تشخيصهم بالمرض حديثاً وهو إنذار للمصابين بحموضة الدم الكيتونية. 3 تغيرات في الأوعية الدموية بشبكية العين التي تدعى " اعتلال الشبكية السكري ". 4 تغيرات في الأوعية الدموية للكليتين وهذه الحالة تعرف بحالة " اعتلال الكلية السكري " ويمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي . 5 يمكن أن تصاب الأعضاء أيضاً نتيجة لارتفاع حموضة الدم وهذه معروفة " باعتلال الأعصاب السكري ". 6 قد يؤدي الداء السكري إلى التصلب العصيدي وهو نوع من تصلب الشرايين قد يؤدي إلى السكتة أو فشل القلب أو الغرغرينا. ما هي الأدوية المستعملة في علاج مرض السكر ؟ توجد أدوية طبيعية وأخرى مشيدة كيميائياً: ومن أهم الأدوية الطبيعية هرمون الأنسولين الذي يعد أحد المشتقات الحيوانية، حيث يستحصل عليه من بنكرياس الماشية، وهذا الهرمون يعطى بجرعات مقننة من قبل المختص عن طريق الحقن للمرضى الذين يعانون من داء السكري من النوع الأول. كما يوجد من الأدوية الطبيعية كثير من الأعشاب الطبية والمعادن وبعض المشتقات الحيوانية الأخرى التي تعطى عادة لمرضى داء السكري من النوع الثاني ، ويمكن أن يعطى بعض منها لمرضى داء السكري من النوع الأول . أما فيما يتعلق بالأدوية الكيميائية المشيدة فهي عبارة عن أقراص وكبسولات لا يدخل في تحضيرها أي من المشتقات الحيوانية أو العشبية أو المعدنية. وتستعمل عادة لمرضى داء السكري من النوع الثاني. ويمكن في حالات قليلة أن تعطى مع الأنسولين لمرضى داء السكري من النوع الأول. يستخدم عدد من الأدوية العشبية مثل : القرع المر Bitter gourd : نبات عشبي حولي زاحف يعرف علمياً باسم momordica charantia ويعرف شعبياً بعدة أسماء مثل الكمثرى البلسمية والخيار الكوري، ويعد هذا من النباتات المشهورة التي ثماره تشبه الكوسا أو الخيار ولكنه يبرز على سطحها الخارجي نتوءات كثيرة وتتميز بمذاقها المر. لقد بدأت الأبحاث على ثمار هذا النبات عام 1960م، حيث أثبتت الدراسات أن هذه الثمار يمكنها أن تتحكم في مستوى سكر الدم لدى مرضى داء السكري. وفي تجربة إكلينيكية أجريت على الإنسان وجد أن 5 جرامات " حوالي ملعقتين صغيرتين " من مسحوق الثمار الجافة تؤخذ يومياً خفضت سكر الدم بمعدل 54% ، وفي دراسة أخرى أخذت ملليلتر " حوالي ربع كوب من خلاصة الثمار " حيث خفضت سكر الدم بمقدار 20% لقد قامت دراسة علمية في قسم العقاقير بكلية الصيدلة جامعة الملك سعود أشرف عليها الدكتور جابر بن سالم القحطاني بدراسة عدة نباتات من ضمنها ثمار القرع المر وأثبت فعالية هذه الثمار في تخفيض نسبة سكر الدم ، ولكن هناك نباتات أخرى كانت متميزة عن هذا النبات وقد نشر هذا البحث في Inernational Journal of crude drug research عام 1985م . يمكن أن تؤكل ثمار هذا النبات كما هي، أو يمكن عصرها، أو عمل مغلي منها، حيث يؤخذ أربع أونسات من الثمار المقطعة الطازجة وتغمر في لتر من الماء وتغلى حتى تصل كمية الماء إلى النصف " نصف لتر "، ويصفى ويشرب مرة واحدة في اليوم . البصل والثوم Onion and Garlic : البصل والثوم يعدان من المكملات الغذائية التي تستخدم منذ قرون طويلة لعلاج الداء السكري وبالأخص في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، وأما الثوم فهو يشبه البصل في تأثيره إلا أن البصل أقوى في مجال داء السكر، ويقال : إن أكل الثوم طازجاً هو أفضل شيء إن أمكن لتخفيض السكر، ويمكن للثوم المطبوخ مع الأكل أن يؤدي الغرض نفسه. لقد عملت دراسات كثيرة على البصل والثوم في مجال الداء السكري ومن ضمن الدراسات ما قام به الدكتور جابر بن سالم القحطاني كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود على النباتات المستخدمة في الطب الشعبي السعودي التي كان من بينها البصل والثوم حيث أجرى تجارب على حيوانات التجارب فحصل على نتائج مميزة للبصل والثوم ، وقد نشر هذا البحث في المجلة العالمية لأبحاث خامات الأدوية. كما قام بدراسة أخرى على البصل ضمن نباتات أخرى وقد أثبت أن للبصل قدرة على تخفيض نسبة السكر في الدم بحوالي 40% وقد نشر هذا البحث في مجلة IRCS SCI Medical ببريطانيا، والبصل له تأثيرات متميزة أخرى غير تأثيره على سكر الدم، فهو مضاد حيوي ومدر ومضاد للالتهابات ومهدئ وطارد للبلغم. كما يؤثر على الدورة الدموية وخاصة الناس الذين يعانون من الذبحة الصدرية. كما أن للثوم تأثيرات مشابهة، حيث يخفض ضغط الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية وعدوى السل ومرقق للدم وفي علاج التهاب المجاري البولية بالإضافة إلى كونه قاتلا لأنواع كثيرة من البكتريا.