مازال أكثر من خمسة عشر ألف مواطن من محافظة الحبيل والكرى وبرقان والعشير والعاينة وجبال صلب وقرى ضهياي وقرى أخرى جنوب محافظة رجال ألمع يعيشون معاناة شبه مستديمة بسبب تدفق الأودية الكبيرة بالسيول الجارفة وانهيار العبارة المقامة في عرض الوادي قبل أكثر من سبعة أشهر من تنفيذها، إضافة إلى ما تسببه تلك الأمطار الغزيرة من انقطاع كامل للتيار الكهربائي في كافة قرى الحبيل خاصة خلال موسم الصيف الحار، «الرياض» رصدت جانباً من هذه المعاناة المرهقة للمواطنين مع هذا الوادي، ففي البداية تحدث المعلم إبراهيم محمد حسن عسيري، وقال إن تنفيذ هذه العبّارة بهذا الشكل يعتبر فاشلاً تماماً، معللا ذلك بعدم مراعاة المقاول المنفذ للمشروع النواحي الهندسية والفنية والبيئية عند التنفيذ، مما أدى إلى انهيار الردميات التي أقيمت قبل أكثر من سبعة أشهر بعد تنفيذ المشروع مباشرة، وتساءل عن غياب دور بلدية رجال ألمع في إلزام «المقاول» بمراعاة ضوابط السلامة والمقاومة عند إنشاء هذه «العبّارة»، لاسيما وأنها تقع على واد يُعد من أكبر الأودية الناقلة للسيول. وأشار إلى أن هذه «العبّارة» تعتبر المنفذ الوحيد لعبور الوادي ولكنها فشلت في التقليل من مخاطر السيول، وأصبح سكان قرى الحبيل عرضة لمخاطر الأمطار، التي يكثرُ نزولها في مواسم الصيف، مؤكدا في حديثه أن المعاناة تتضاعف في أوقات الدوام الرسمي للطلاب والمعلمين والموظفين. من جانبه أبدى المواطن، يحيى حسين مفرح من سكان قرية الحبيل، استغرابه لتنفيذ المشروع بهذه الطريقة السيئة، وقال: لقد فقدت مواطنة حياتها عندما لم تتمكن من الوصول إلى المركز الصحي بالقرية بسبب كثافة السيول التي قطعت الطريق قبل فترة زمنية ليست بعيدة، حيث ظلت تُعاني من الألم حتى فارقت الحياة، مطالبا بلدية المحافظة بسرعة معالجة هذه «العبّارة» التي نُفذت بشكل لا يخدم المصلحة العامة. فيما ناشدت مجموعة من المواطنين وهم: إبراهيم محمد الشريمي، أحمد إبراهيم عسيري موسى محمد علي، حسن مفرح حسن عسيري، ناشدوا بلدية رجال ألمع بضرورة إنشاء «كوبري» كبديل أفضل ل«العبّارة»، التي لا تتحمل أبدا قوة السيول القادمة من أعالي جبال عقبة ) رز ووادي كسان، ورادة ( والتي تصب جميعا في هذا الوادي محدثة سيول كبيرة، وأشاروا إلى أن القرية تضم العديد من الإدارات الحكومية من مدارس ومراكز للرعاية الصحية الأولية وهي بحاجة ماسة إلى معالجة هذا الوضع الذي بات هاجس الجميع. من جهة أخرى رصدت عدسة «الرياض» توقف الحركة للعديد من المواطنين عندما داهمت السيول وأدي ريم وأدت إلى توقف الحركة من وإلى قرى ضهياي، وهي معاناة أخرى تتكرر كل صيف مع ما تشهده المحافظة من أمطار موسمية غزيرة حيث تجلت معاناة مجموعة من المواطنين مع جريان هذه الأودية بالسيول الكبيرة، وما تسببه من انقطاعهم لساعات طويلة وربما أيام في انتظار فتح منافذ جديدة داخل هذه الأودية. من جانبه طمأن رئيس بلدية رجال ألمع المهندس/ سعيد بن سعد هادي القحطاني سكان قرية الحبيل، من أنا البلدية قد اعتمدت ترسية تنفيذ المشروع على إحدى الشركات الوطنية، التي سوف تبدأ في العمل به مع بداية شهر رمضان كحد أقصى، مشيراً الى أن المواصفات الهندسية والفنية لم تكن دقيقة، مبينا أن تنفيذ «العبّارة» بهذه الطريقة لم يكن مجديا، حيث أدرجت كحالة استثنائية في وقت سابق ضمن عدد من مشاريع الربط المتمثلة في الكباري و«العبّارات»، وذلك لمعالجة وضع مدخل وادي الحبيل لفترة مؤقتة، حتى تتمكن البلدية من اعتماده كمرحلة أساسية ضمن مشاريع ربط أخرى تنفذ داخل قرى وهجر محافظة رجال ألمع، مؤكدا أن البلدية حريصة على خدمة قرى الحبيل ومدها بكافة الخدمات من سفلته وإنارة ونظافة أسوة بباقي القرى والهجر التي استفادت من هذه الخدمات.