يقول راشد من غرايب لحوني مثايلٍ قلبي عطاهن لساني أوجس بعيني مثل شوك الفنوني بين المرايش جفن نوني كواني يا طي قلبي طي بالي الشنوني بالي الشنون اللي طواها طواني ويا لوع قلبي لوع لدن الغصوني(1) لا جاه هيفيٍ نهار الصخاني وياحن قلبي حن خلجٍ بكوني ويا جر قلبي جر غرب السواني على الذي في حبهم ولعوني(2) ابي السلامه والله اللي بلاني تحيلوا بي بالهوى واطرحوني منهم حبيبٍ بالموده لحاني لحان وارث في ضميري اطعوني جادن صوابه والله المستعاني من مازح الخفرات نجل العيوني غر الوجيه مفلجات الثماني ومن ولعنه ناقضات القروني يبيع روحه بالفنا والهواني لا مت في راس الطويل ادفنوني(3) حطوا براس مصودعه لي مكاني متبينن لاهل النضا واذكروني قولوا لقينا بالمصدع مباني ولازم الى جوكم هلي ينشدوني قولوا بدا ما واجهه مودماني اخاف انا بنواحهم يزعجوني في راس مبني الحجا بالبياني يا ابن نقا لا تقبل العذر دوني حيثك وصيي وارم من هو رماني بمصقلٍ حده يقص المتوني شنعٍ صوابه شذرته ما تداني ربعي هل العليا حماة الضعوني فوق النضا ومعالجات العناني وابا احلف لك يوم حلت احتوني غير العنا من شوفهم ما وزاني الشاعر: لا نعرف عنه إلا ان اسمه راشد الوليعي العنزي هكذا جاء في المخطوط. مناسبة النص: جاء في تقديم النص أن أم الشاعر كان لها أربعة أولاد وكلما كبر أحدهم أصيب بالعشق ومات، وبقى راشد صغيراً ومن شفقة والدته عليه وخوفاً من أن يلحق بإخوته رأت ان تجعله بعيداً عن القبيلة فغادرت الحي براشد وفي أثناء الطريق التقوا برجل عابر سبيل يقال له ابن نقا وإذا بالمرأة وابنها في حالة شديدة من الجوع والعطش، فأنقذهم وسألهم عن سبب خروجهم من قبيلتهم في هذه الحال المزرية فأخبرته القصة وان مقصدها الحفاظ على سلامة ابنها راشد من عشق النساء، فقال لها إنكم بهذه الحال ستهلكون في الصحراء ولكن دعي ابنك عندي وسوف أراعيه وأحفظه بإذن الله من النساء، فقالت هو أمانة لديك حتى يتزوج وسوف يجد أهله إذا كبر وبلغ مبلغ الرجال،فقام ابن نقا بإيصال الأم إلى العرب وأخذ ابنها راشد معه، وحافظ عليه وأكرمه فأصبح الولد لا يفارقه في النهار وإذا جاء وقت الليل خصص له خيمة مشدودة أروقتها وساترة وقد وضع له أواني القهوة وما يحتاجه ويجلس معه في الخيمة ولا يشاهد أياً من النساء، وفي أحد الأيام أراد ابن نقا أن يستكشف المكان من حوله خوفاً من الأعداء فذهب إلى جبلٍ قريب من الخيمة، ولم يشك ابن نقا في أن راشد سيأتيه أحد فقد كان محذراً أهل بيته من مخالطته أو الحديث معه، ولكن النساء أردن أن يشاهدن هذا الرجل الذي دائماً ما يوصيهن ابن نقا بعدم مخالطته، فقلن لجاريتهن راقبي المكان وإن شاهدتِ ابن نقا مقبلاً فأخبرينا، ثم فتقن رواق الخيمة ودخلن عليه، وكان الولد شاباً في مقتبل العمر، فمزحن معه فقط، وعندما عاد ابن نقا لاحظ أن راشد لا يقبل على الطعام أو الشرب، وذات صباح قدم ابن نقا للخيمة كعادته يريد أن يتناول مع راشد القهوة فلا يجده وإنما يجد هذه القصيدة مكتوبة فيتعقب أثره فإذا هو قد صعد الجبل القريب منهم وألقى بنفسه من قمته ومات. دراسة النص: بدأ الشاعر قصيدته واصفاً معاناته وكيف أنه يشعر بالألم وكأن الأشواك الدقيقة الحادة الرؤوس قد صارت بين جفنه وعينه، ويشعر أن قلبه قد انكمش مثل ما ينكمش الجلد البالي الذي كان يستخدم لحفظ الماء، وأن قلبه كان أشبه ما يكون بالغصون الخضراء الطرية فأصابها الهواء الساخن فذبلت، مشبهاً صوت أنينه بصوت حنين الإبل التي فقدت صغارها عند هجوم الغزاة، وأن قلبه يجذب بقوة مثل ما يجذب الغرب المليء بالماء، ليؤكد أنه كان يبحث عن النجاة من الوقوع في الحب ولكنه قضاء وابتلاء من الله فقد خططن عليه النساء المتخفرات وأوقعن به في فخاخهن ثم يذكر حبيبته من بينهن التي أصابته في مقتل وكل ذلك من تبادل الحديث والضحك معهن، ثم يوصي عند موته أن يقبر في قمة جبل (مصودعة) وإذا سألت والدته عن سبب وفاته فعليهم أن ينكروا مقابلته لأحد ثم يوصي ابن نقا بأخذ ثأره ممن كانت سبباً في وفاته ليعود ويقسم بالله أن ما أصابه لم يكن إلا بسبب المشاهدة فقط. والجدير ملاحظته أن كثيرا من قصص العشاق يتداولها الرواة فيدخلون عليها ويزيدون وربما يخلطون بين قصة وأخرى وغالباً ما تأخذ جانبا أسطوريا لا يستسيغه العقل، وقصة راشد الوليعي من هذه القصص وان كان لها حقيقة إلا أن هناك جانبا أسطوريا يجعلها تتشابه مع نهايات قصص أخرى وكأن موت العشاق لا يكتمل إلا بهذه النهاية المأسوية فيما قد يكون هناك أسباب أخرى أو تكون نهايات متخيلة نتيجة قراءة متأثرة بالنص حينما يذكر الشاعر الموت أو يوصي من حوله أين يكون قبره وهكذا وكأن الرواة يدخلون في تنافس أيهم تكون قصته المروية أشد تأثيراً وفي كل الأحوال فليس لنا إلا أن نتقبلها كتراث يعكس ثقافة المجتمع في فترة زمنية محددة، ولعل من أقرب القصص المشابهة لقصة راشد الوليعي والتي يذكرها الربيعي (رحمه الله) في مخطوطه قصة عيال الجلعودي من قبيلة عنزة قيل أنهم أربعة أولاد من كبر منهم أصابه العشق ومات ثم يسميهم عالي وعلي وراشد وقد قال عالي يوصي أخاه علي بعد ما أحس بدنو اجله: يا علي حط القبر بين البلادين في مدهل البطحا جنوبٍ من القاع ورز النصايب صوب مريوشة العين هبايب الصلفات تقرع به اقراع وحط النصايل يا علي قدر بوعين بهن المهل ياخوي لو زدت به باع وليا دفنتوني ورحتوا مقفين يا علي حطوا لي مع القبر مطلاع وجدي عليها وجد راعي قليبين متجرحٍ من كثر حفره من القاع جاه البرد ترمي اسوات المحاقين خذا البرد يومين بالزرع ما ماع ساقوا سوانيهم وراحوا ذليلين لا حصلوا مدٍ ولا حوشوا صاع أو وجد راعي هجمة وسرها زين ترعى طرات العشب يا وي مرباع شافه بوسط القفر قومٍ مخيفين متغترينٍ عن اشبوحٍ وطلاع عزل كمين القوم جوها مغيرين ولحقوا على صفرٍ من النزل فزاع وعلمي ارويعيها يصفق بالايدين قطوه منها مابقي حاشيٍ ضاع ردوا عليه وردة القوم شينين تقاطعوه بكل شلفا ولماع الهوامش: 1-يتشابه مع شطر من قصيدة الدجيما العتيبي( ياجر قلبي جر لدن الغصوني) 2- يتشابه مع شطر من قصيدة الدجيما العتيبي( ياليتهم بالحب ما ولعوني) 3- يتشابه مع شطر من قصيدة الدجيما العتيبي( أن مت من بين النهود ادفنوني)