قرأت فى إحدى صحفنا ان مؤذني المساجد بالعويقيلة رفعوا مطالبة إلى معالى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عبر صحيفة (عاجل) يشتكون فيها من ضعف المكافأة التى تصرف لهم وأنها لاتسد أقل حاجة لواحدهم لاسيما وأن منهم من يعتمد اعتمادا كليا على تلك المكافأة الضئيلة فى معيشته. وحقيقة ان هناك فوارق بين رواتب أو مكافآت الأئمة والمؤذنين وأن مكافأة الإمام حسبما أعلم تبدأ من 1425ريالا إلى 3450 أما المؤذن المثقل بالواجبات فتبدأ مكافأته من 1050إلى 1350ريالا فالفارق كبير علما أن أكثر من 90% من الأئمة لايعرفون شيئا عن المساجد وما يدور بها إذا حان وقت إقامة الصلاة أتاك مترجلا إما من الخلف يشق الصفوف أو من باب المحراب فتقام الصلاة ويؤم المصلين دون أن يؤدى ركعتي السنة وحال ما يسلم وقد يسبح الثلاث والثلاثين وقد لا يسبح فيعود أدراجه خارجا من المسجد ولا علاقة له بتحفيظ ولا اهتمام بمتابعة شركة الصيانة والقيام بواجباتها ولا بتوقف الماء عن دورات المياه ولا بتبريد المساجد أو تدفئتها حتى أن ارتباطه بمسجده أمر قد يكون ثانويا يقول فى قرارة نفسه يصلى المؤذن لو تأخرت حتى الحديث الذى كنا نسمعه بعد صلاة العصر وقبل صلاة العشاء فى كثير من المساجد إن لم يكن بكل المساجد لم نسمعه اليوم إلا ما ندر علما أن الكثير منهم من المشائخ والقضاة والمدرسين ونحو من ذلك وعلى الرغم من كل هذا يحظى أكثرهم بالمكافأة المجزية أما صاحب الحمل الثقيل والمسؤولية العظمى والارتباط الشديد والمكافأة الزهيدة فهى من نصيب المؤذن (لا أقول ذلك حسدا وإنما قصد الإنصاف) والذى أعرفه أن المؤذن اشد ارتباطا بمسجده وحرصا على اداء واجبه بل ويتلقى كثيرا من النقد واللوم وربما الشتم والسخرية الذى يكدر الخاطر من بعض جماعة المسجد حالما يرون تقصيرا أو خللا فى واجباته وإن كان غير مقصود أو واجبات شركة الصيانة التى لاتعترف بالواجب وهنا أسأل أليس المؤذن الذى تلك صفاته أولى بمكافأة مجزية ؟ بلى ولاسيما وأن الأمر الملكى الكريم قضى بأن لايقل راتب أو مكافأة أي موظف أو عامل عن ثلاثة آلاف ريال كالمؤذنين وبعض الأئمة والسؤال الآخر بالله عليكم هل ال 1050 ريالا المكافأة الأولى للمؤذن و1425ريالا للإمام تفتح بيتا أجزم أن هناك مؤذنين لا دخل لهم غير هذه المكافأة الزهيدة كما يتضح ذلك من طلب مؤذنى العويقيلة وإذا كان لديه خمسة من الأبناء هل يكفيهم هذا المبلغ لما تعارفنا عليه بالفسحة المدرسية أو هل تكفى لتسديد مصروفات الكهرباء والماء من المؤكد أن الجواب بلا لذا أضم صوتى إلى أصواتهم وأرى انه من واجب الوزارة تغيير نظرتها إلى مكافأة المؤذنين وبعض الأئمة وتطبق الأمر الكريم بشأنها أسوة بسائر موظفى الدولة وعامليها ومن شرفه الله على الخلائق يوم القيامة بطول العنق (المؤذون أطول الناس أعناقا يوم القيامة) والمؤذن يغفر له مدى صوته) وله مثل أجر من صلى معه ) وأن كل من سمعه يشهد له يوم القيامة ) وقال صلى الله عليه وسلم " الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فأرشد الله الأئمة وعفا عن المؤذنين " فمن شرفه الله ورسوله بتلك الصفات ألا يجدر بنا أن نميزه بالدنيا بمكافأة تسد رمقه وترفع مكانته أجزم انه جدير بهذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.