حض مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الأئمة على الصلاة في مساجدهم والمحافظة عليها فروضا ونفلا والاعتناء والاهتمام بها. واستنكر آل الشيخ في حديث إلى «عكاظ» ترك بعض الأئمة لمساجدهم بحجة أداء العمرة قائلا: «بعض المساجد تخلو من أئمتها ويسأل الناس أين الإمام والمؤذن، فيقال: اعتمر، صحيح أن العمرة سنة ولا ننكرها، لكن وظيفة الإمامة واجبة فكيف يعطل واجبا للحصول على سنة»، لافتا إلى أن الفاعل لهذا مأزور غير مأجور. وفي ذات السياق دعا مفتي عام المملكة أئمة التروايح إلى خفض أصوات المكبرات أثناء الصلاة واستعمالها باعتدال وعدم الإطالة على المصلين في دعاء القنوت. قائلا: «يجب استعمال مكبرات الصوت باعتدال ولا نغلو في ذلك»، مضيفا «ذكر البعض أن مكبرات الصوت في بعض المساجد أكثر من المصلين الحاضرين في المسجد، بمعنى أن هناك مغالاة زائدة ووضع مكبرات بلا حاجة، وكذلك الحال في المنائر». وزاد «نحن نفرح بسماع أصوات القراء والمؤذنين ودعاء القنوت، لكن ينبغي أن نعتدل وألا نكدر على الآخرين حتى لا تضطرب الأصوات بين المساجد». وشدد آل الشيخ على ضرورة أن يقتصر دعاء القنوت على الوارد من الكتاب والسنة والحرص على عدم الإطالة على المصلين؛ مشيرا إلى أن «فيهم الضعيف والمريض والمحتاج». وبين مفتي عام المملكة أن الاعتدال في القنوت مطلوب ويكون بما وردت به السنة، مشيرا إلى أن «البعض من أئمتنا هدانا الله وإياه إذا ركع سبح تسبيحة واحدة، وكذلك إذا سجد وإذا قال سمع الله لمن حمده قال ربنا ولك الحمد دون أن يزيد عليها، وفي بعض الأحيان لا يقولها ثم يشرع في القنوت فيمضي نصف ساعة». وأضاف: إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للصحابي الجليل معاذ رضي الله عنه «أيكم أم الناس فليخفف فإن وراءه الصغير والكبير والمريض وذا الحاجة» هذا في الفريضة فكيف بالنافلة، فينبغي أن نختار الأدعية الجامعة المانعة ونبتعد عن الأدعية المسجوعة والتي فيها تكلف وربما خرجت إلى الاعتداء في الدعاء. وأوصى آل الشيخ أئمة التراويح في المساجد بالاعتدال في الدعاء وتقليله مع اختيار الكلمات الجامعة النافعة والبعد عن ما لا ينفع، وقال إن الدعاء من آيات الكتاب وصحيح السنة والمأثور عن محمد صلى الله عليه وسلم أفضل وأسمع وأكمل. وحث مفتي عام المملكة الأئمة على أداء الصلاة كاملة مع أركانها وواجباتها، مشيرا إلى أنه «لا يهم كثرة المصلين لكون الصلاة خفيفة بقدر أهمية أدائها على الوجه المرضي حسب السنة».