لا حديث للوسط الرياضي هذه الأيام إلاّ عن انتقال لاعب اندرلخت البلجيكي أسامة هوساوي ولاعب الهلال أحمد الفريدي بعدما حط الأول رحاله في الأهلي بينما اقترب الثاني من الهبوط في مرابع الاتحاد، والمشكلة أنّ كثيراً من الجماهير الرياضية ومعهم بعض مسؤولي الأندية مازلوا يؤمنون بنظرية (الولد ولدنا) و(يعشق فريقنا من الصغر) في محاولة للدوران في فلك الولاء والانتماء وهو الذي غادر مع نظام الاحتراف بلا رجعة ولم يدركوا أن انتقال اللاعب لوجهة أخرى هي نظرة مادية بحتة يكفلها له النظام وعليهم أن يتخيلوا أن يشاهدوا جميع لاعبيهم بنهاية عقودهم في الفريق المنافس. بعد انتقال أسامه هوساوي من الهلال عبر (كوبري) النادي البلجيكي وصولاً إلى الأهلي الذي شهد منافسة اتحادية انتهت سريعاً لأفضلية العرض الأهلاوي ناهيك عن الدفعة الكبيرة المقدمة للاعب وناديه عند توقيع العقد، تذكرت في هذه الأثناء اتفاقيات سابقة غير قانونية كانت من باب تعاون يصب في مصلحة الرياضة السعودية للقضاء على مبالغات ومساومات اللاعبين ووكلائهم فيما يتعلق بمقدمات العقود التي قام بنقضها الجانب الأهلاوي خلال مفاوضاته مع أسامة ثم توقيعه الرسمي في خرق واضح وصريح لتلك الاتفاقية التي حضرها رئيسهم الأمير فهد بن خالد وكان من المؤيدين والمباركين لها والتي عقدت يوم الأربعاء 7-12-2011 في ضيافة نادي الهلال بحضور رؤساء كل من أندية الهلال من خلال رئيسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد والاتحاد من خلال رئيسه آنذاك اللواء محمد بن داخل والشباب من خلال رئيسه الاستاذ خالد البلطان وبحضور نائب رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد والمحاميين عمر الخولي وخالد ابوراشد، وربما الاتحاديون إن زادوا على ما قدمته الإدارة الهلالية لأحمد الفريدي فإنهم يكونون قد سلكوا نفس المسلك الأهلاوي وربما لو أُتيحت للهلاليين أو للشبابين ذات الفرصة فلن يلتفتوا لتلك الاتفاقية طالما أنّ الدعم يتعلق بأعضاء شرف ومحبين للنادي هم في الغالب من يتولى مثل هذه الملفات خاصة مع النجوم المميزين فدخول الاتحاديين في معترك التفاوض مع هوساوي والفريدي وإنهاء اتفاقها النهائي الرسمي مع الثاني خلال ساعات وربطها بالازمة المالية التي يعيشها النادي في هذه الفترة والتي يشكي منها الفايز وأعضاء إدارته مع كل ظهور هو نوع من الأسباب التي تمنع تفعيل مثل تلك الاتفاقية طالما الداعم لمثل هذه الصفقة لديه الملف كاملاً وهو المسؤول عن كل تبعاته فمثل هذه الاتفاقيات تأتي في زمن تنافسي يستحيل أن يلتزم به أي جانب إذ لا داعي لمثاليات سرعان ما تنكشف في مثل هذه الظروف. وقفات *ما قدمه لاعبو منتخبنا أمام منتخب التانجو من مستوى مميز ونتيجة ايجابية لايمكن أن نعتبره عودة حقيقية للكرة السعودية ولكن تأكدنا أنّ خامات العودة موجودة إن استطاع القائمون على المنتخب دعمها بالاستقرار والاحتكاك بمثل هذه النوعية من المباريات. * أخشى ما أخشاه أن يكون الاختيار القادم لاستحقاق كأس الخليج بالبحرين مختلفاً كلياً عن المجموعة التي شاركت في هذه المباراة ومنها نعود إلى نقطة البداية من جديد!