( إذا هبت .. فاذر ) هذا المثل يستخدم للدلالة على استغلال الفرص لتحقيق ما ينشده الانسان ، ففي أحايين كثيرة تحصل فرصة اذا استغلها الانسان حقق مايريد، أما اذا فوتها فقد يكون من الصعب أن تتوفر هذه الفرصة مرة أخرى فيندم لعدم استغلالها وقصة هذا المثل أخذت من التجارب والخبرة والحاجة في نفس الوقت، فالمزارعون يجدون صعوبة بالغة في تنقية العيش ( القمح ) وهذا شأن الزراعة كلها فهي كلها نصب وتعب ومشقة فعندما تهب الرياح يستغلها المزارع البسيط في عملية تنقية العيش فالزرع بعدما يحصد وييبس .. يدوسونه .. وعلشان يعزلون التبن من العيش يذرونه .. وذلك بأن يضعونه في ( منخل ) وهي آنية تشبه الصحن ولكنها أعمق وأسفلها شبكة تسمح بمرور الشوائب الصغيرة دون مرور القمح فلا يسقط في الأرض بل يبقى في ( المنخل )، وقد يضعونه في (محفرة ) فيدفع مافي ( المنخل) أو ( المحفرة ) الى الأعلى في الهواء ليبعد الشوائب والتبن عن القمح فتطير الشوائب بفعل الهواء القوي ويسقط القمح في ( المنخل ) أو ( المحفرة ) وتكرر هذه الفعلة مراراً عديدة حتى يكون القمح نقياً بدون شوائب، أي أن الريح اذا هبت بقوة فانها تختصر الوقت وتساعد على الانجاز في وقت قياسي فقالوا ( اذا هبت .. فاذر )، وقد وثق الشعر هذا المثل فقال الشاعر العربي : إذا هَبَّتْ رياحُك فاغتنمْها فإنّ لكل خافقةٍ سكونُ وقال الشاعر الشعبي في نفس المعنى : اذا هبت هبوبك اذر فيها ترى لابد للهبايب من سكون