مؤتمر الطفولة المبكرة الذي عقد في جامعة الاميرة نورة الاسبوع الماضي يمثل تحفيزا مباشرا للعناية والاهتمام بالطفل السعودي، خاصة ونحن نعلم جميعا ان اهتمام الامم بأطفالها وإشباع احتياجاتهم الصحية والتربوية والتعليمية والاجتماعية والامنية والترفيهية وخلافه، اشباع تلك الاحتياجات اليوم بشكل صحي ومتكامل يعني مستقبلاً زاهراً بمشيئة الله. يمثل هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات المشابهة محفزاً ايجابياً للاهتمام بالطفولة، خصوصاً وأن الطفل السعودي حتى الآن الخدمات الموجهة إليه اقل مما يجب، ومما يحسب للقائمات على المؤتمر انهن حرصن على شمولية اوراق الاعمال وتنوعها بحيث تخدم نتائجها الطفل في كافة المجالات وعدم الاقتصار على مسار واحد خاصة مسار التعليم باعتبار ان حاضنة المؤتمر جامعة، مع التزام محاور أوراق العمل بالمعاهدات الدولية التي وقعتها المملكة. نجاح تنظيم المؤتمر يجير لصالح المرأة السعودية التي تثبت يوما بعد يوم انها جديرة بالثقة وانها باتت تستحق اكثر واكثر، نعم فالمؤتمر قام على جهد نسائي في كل تفاصيله، والجميل فيه انه حمل درجة عالية من الوفاء والتقدير لإدارة الجامعة السابقة ممثلة في صاحبة الفكرة الاميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد حيث اكدت على ذلك معالي مديرة الجامعة الحالية الدكتورة هدى العميل وهي بادرة وفاء مستحق من طرفيه، والمؤتمر يمثل ممارسة واعية للمسؤولية الاجتماعية للجامعة خاصة وهي المؤسسة التعليمية المختصة بتعليم المرأة. بالعودة للمؤتمر بأوراقه العلمية وتنوعها اقول المأمول ان تتحول اوراق العمل وتوصيات المؤتمر الى واقع يرتقي بمستوى الخدمات المقدمة للطفل السعودي في كافة المسارات، ولعل تنوع الاحتياجات للطفل السعودي يبرز في غير مجال مع ملاحظة ان هناك جهودا تبذل لخدمته ولكنها لاترتقي لمستوى استحقاقات اطفال المملكة العربية السعودية بثرائها البشري والمالي. الجهد الذي بذل لإنجاح المؤتمر مثمن للقائمات عليه، ولكنه سيكون جهدا مثمرا في حال تحولت توصيات المؤتمر الى منظومة عمل تطبقها الجهات المختصة وبالذات وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة ووزارة الشؤون الاحتماعية بالاضافة للجامعات. أما في حال بقيت التوصيات حبيسة الادراج فانه جهد بشري كبير مهدر، وهذا يجعلنا نتمنى على الجهات المختصة كل في مجاله الاستفادة من تلك النتائج وتحويلها الى برامج عمل تخدم الطفل وتصنع منه رجل وامرأة المستقبل الذي نريد. وأكرر بقراءة واقع الطفل السعودي نجد انه مازال يحتاج للكثير من الارتقاء في مجالات متنوعة وخاصة التوسع في مدارس رياض الاطفال. تفعيل توصيات المؤتمرات يمثل قمة الاستثمار لكل الجهود البشرية والبذل السخي لتلك المؤتمرات والندوات لتحقيق الارتقاء بجودة الاعمال وتحسين مستوى العمل أو الخدمة، فيما يمثل إهمال التوصيات هدراً اقتصادياً ببعديه البشري والمالي. من هنا سنسعد كثيرا بتفعيل توصيات المؤتمر خاصة أن هناك مشاركة من وزارة الصحة والتربية والتعليم والشؤون الاجتماعية، وهي الأكثر تماساً مع الطفل، رائع لو تحققت اللوحة الجميلة لأطفال المدارس في افتتاح المؤتمر حين عددوا حقوقهم بكل براءة بين سكن، وعلم، وأمن، وصحة، وحب، وحسن تربية، وملبس، وتغذية الروح والجسد.. اللهم اسعد اطفال وطني واشبع احتياجاتهم وحقق كل أمانيهم.