أوصى لقاء علمي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة بحتمية الاهتمام بتوسيع مفهوم المسؤولية الاجتماعية في المجتمع السعودي، وتبني قيادات فاعلة لقيادة العمل في مجال المسؤولية الاجتماعية على أن تتولى التخطيط والتفكير في هذا المجال، كما أوصت بضرورة العمل على تشجيع القطاع الخاص لممارسة نشاط المسؤولية الاجتماعية، وكذلك إيجاد مراكز متخصصة تساهم في توليد مبادرات في مجال المسؤولية الاجتماعية، ودعم القطاع الخاص بالمزيد من الأبحاث العلمية ودعم الكراسي العلمية في الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية في المجال نفسه، وضرورة توحيد الجهود بين مختلف الجهات المعنية في الحكومة والقطاع الخاص لضمان تحقيق الفائدة المرجوة من عائدات المسؤولية الاجتماعية وذلك بغرض حث شركات ومؤسسات القطاع الخاص إلى جانب دور الحكومة أيضا للمساهمة الفاعلة والجادة والمفيدة في خدمة المجتمع من أجل زيادة معدلات التنمية، ومساعدة الفئات غير القادرة وذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير الظروف الملائمة والمناسبة لها، وحتى تكون هذه الفئات قادرة على العطاء في ظل ظروف معيشية وبيئية أفضل، على أن يكون ذلك بوازع ديني، وطني، وأخلاقي ووفق مناهج وخطط وعمل جماعي وليس مجرد مبادرات فردية غير منظمة وخارج أي مظلة جماعية. من جانبه أشاد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز بقدرات الشباب السعودي في العمل التطوعي الذي اعتبره من أهم منطلقات وأسس نجاح المسؤولية الاجتماعية في المملكة، فيما اعتبر سموه الفرد هو محور الارتكاز لأي عمل تطوعي من أجل خدمة المجتمع ومن ثم رقيه والنهوض به، وقال في هذا الصدد يجب التركيز على الفرد أولاً ومن ثم الانطلاق نحو المجتمع على أن يقترن القول بالعمل استجابة لعقيدتنا الإسلامية، موضحاً أنه يجب أن تنطلق المسؤولية الاجتماعية من منطلقين متوازيين هما الالتزام والتطوع على أن يصاحب ذلك علو الهمة. وأكد سمو الأمير تركي طلال على ثقته في الشباب السعودي وقدرته على العمل العام والاجتماعي التطوعي، موضحاً في هذا الصدد أن الشباب السعودي قادر على تنفيذ أفضل الخطط والبرامج شريطة أن يتم التوفير له (الثقة التأهيل الامكانيات). وقدم سمو الأمير تركي بن طلال ورقة خلال هذا اللقاء استعرض فيها تجربة المساعدات التي قدمها شباب المملكة بالتعاون مع الشباب والجهات المعنية من الدول العربية في تقديم العون والمساعدة من خلال مبادرة نلبي النداء لمساعدة أهالي غزة بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2009م، كما طرح رؤيته لمستقبل العمل التطوعي، والنهوض بمستوى المسؤولية الاجتماعية سواء على مستوى الفرد، او شركات ومؤسسات القطاع الخاص أو على مستوى الدولة. جاء ذلك في اللقاء الأول من لقاءات على طاولة الحوار الأكاديمي الذي تنظمه كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز برئاسة صاحب السمو الملكي الامير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، ومشاركة من صاحبة السمو الأميرة لطيفة بنت ثنيان بن محمد آل سعود رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لأولياء أمور ذوي الاعاقة.من جانبها قدمت آسيا آل الشيخ تعريفا للمسؤولية الاجتماعية ومفهومها ودورها وأهميتها وكيفية تطويرها في المجتمع السعودي وخاصة في مجال رعاية الشباب والاهتمام بهم كقوة مهمة ومؤثرة في المجتمع السعودي.وطالبت شركات القطاع الخص بوضع استراتيجية للمسؤولية الاجتماعية، مشيرة أن تبني المسؤولية الاجتماعية في شركات القطاع الخاص لابد أن يكون نابعاً من رأس الهرم في تكوين الشركة، وأن تنطلق من استراتيجيات وخطط علمية وليس من منطلقات عشوائية، موضحة أن مجلات المسؤولية الاجتماعية عديدة ومنها خدمة المجتمع، الحوكمة، التطوع برامج داخلية لموظفين الشركة ذاتها، البحث العلمي والتطوير، الكراسي العلمية، إدارة البيئة، برامج التوعية، مشددة على ضرورة الاهتمام بالشباب الذين يمثلون مستقبل الوطن . من جهته كشف الدكتور حبيب الله تركستاني أنه سوف يعلن قريبا عن كرسي للمسؤولية الاجتماعية بجامعة الملك عبدالعزيز، وعرض لدراسة علمية حول مختلف مهام ومسؤوليات القطاع الخاص في هذا المجال.