الهاتف النقال تعدى كونه مجرد جهاز لاستقبال المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية القصيرة أو تصفح الإنترنت والمشاركة في الشبكات الاجتماعية إلى أبعد من ذلك كثيراً، حيث أصبحت الهواتف النقالة تتيح لمستخدميها معرفة ما يدور حول مكان تواجد صاحب الهاتف النقال من أحداث، فإذا كان في رحلة سياحية مثلاً تقدم الهواتف النقالة تنبيهات عن المواقع الأثرية أو المطاعم أو حتى عروض السينما وأوقاتها، أو عروض المسرح في الأماكن القريبة من نقطة تواجد صاحب الهاتف النقال. وخدمة غوغل الآن "Google Now" والتي حسنتها غوغل كثيراً في نسختيها الأخيرتين من نظام أندرويد جيلي بين ذات الرقم 4.1 والرقم 4.2 لتصبح قادرة إدارة يوم مستخدم الهاتف النقال بشكل أفضل، فهي تتيح وعبر العديد من البطاقات الكثير من المعلومات التي يرغب صاحب الهاتف النقال في الحصول عليها وقبل طلبها، أو بالعبارة "ما تود معرفته قبل أن تقوم بطلبه" كما تزعم غوغل، وليكون المثال أوضح فبتسجيل وقت ورقم رحلة السفر تقوم الخدمة بعرض زمن الرحلة وتوقيت الوصول والمسافة بين نقطة الإقلاع ونقطة الوصول، وكل هذه المعلومات تقدم في بطاقة واحدة. ليس هذا فحسب فهي تقوم بعض المعلومات المناخية بناءً على موقع تواجد صاحب الهاتف النقال وبدون أن يحدد ذلك مسبقاً، ودور السينما القريبة والأفلام المعروضة فيها، بالإضافة إلى نتائج الفريق المفضل (لا يدعم الفرق السعودية حالياً)، كل هذا عبر أسلوب البطاقات التي تعمل به هذه الخدمة. ولعل مستخدمي تطبيقات مايكروسوفت أوفيس والمخصصة للمكتب، يعرفون جيداً ما يميز هذه التطبيقات وهو تكاملها معاً، وهذه الخدمة لم تستوعبها الشركات كثيراً، واليوم بدأت غوغل أكثر فهما لهذا الأسلوب وتحقيق التكامل بين الخدمات المختلفة التي تقدمها، فهي حققت تكامل بين خدماتها "Google Now" والبريد الإلكتروني "Gmail" ومحرك بحثها، فبمجرد استقبال معلومات الحجز عبر رسالة بريد الجيميل تقوم الخدمة بإنشاء بطاقة جديدة على الهاتف النقال تتضمن معلومات عن الرحلة، وليس ذلك فحسب بل الخدمة تقوم بتحليل البيانات والرسائل الموجدة في البريد الإلكتروني الشخصي ومن ثم تدير العمليات عبر البطاقات بناءً على هذا التحليل. وعلاوة على ذلك تتكامل الخدمة أيضاً مع عمليات البحث التي المنفذة سواءً عبر أجهزة الحاسوب المكتبية أو الهواتف النقالة أو الحواسيب اللوحية بشريطة أن تسجيل الدخول بحساب البريد الإلكتروني للجيميل أولاً، وبعد ذلك تقوم الخدمة بالتعلم من عمليات البحث التي تنفذ والتعرف على الاهتمامات ومن ثم تخصيص بطاقات بحث لهذه الاهتمامات. ولعل الهاجس الأكبر حول هذه الخدمة هو أمن معلومات المستفيدين من الخدمة وخصوصيتهم، وهذا الأمر يتطلب من غوغل تقديم الكثير من الضمانات لمستخدمي الخدمة في عدم إفشاء أي من المعلومات التي تحصل عليها، إذ سيصبح المستفيد من الخدمة كتابا مفتوحا أمام غوغل بمجرد تفعيل الخدمة، وهي بذلك تستطيع من توجيه الإعلانات بناءً على اهتماماتك، فمن سيضمن للمستفيد النهائي حقوقه وخصوصيته من التعدي عليها؟. بطاقتان للطقس في الرياض وآخر نتيجة للفريق المفضل