في ظل تطور وسائل الإعلام والاتصال وتعددها وظهور ما يسمى بالإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي، فقد أصبح هناك تدفق كثير من الأخبار والروايات والتي تضع الشخص المتلقي في حيرة من أمره وكيف يتأكد صدقها من عدمه، ولقد ساعد على انتشار الإشاعة في وقتنا الحاضر تنوع الوسائل وتعددها عن طريق البث المباشر بوسائله المختلفة. وفي ظل هذا التطور فقد استفحلت ظاهرة الإشاعة وكثر مطلقوها لأهداف مختلفة، وهي ليست وليدة اليوم بل هي قديمة جداً فالإشاعة آفة قاتلة مدمرة ومذمومة ونادراً ما تكون صحيحة ولكن سواء كانت حقيقة أو كذباً فهي تطلق لأهداف مختلفة قد يكون فيها إحداث فساد أو ضرر أو قياس مدى ردة فعل لقضية ما ، وهي تنتشر بين الناس بسرعة فائقة ويتم إضافة الكثير عليها أثناء انتقالها وتبدأ في البداية بسمعة أحد الأشخاص من دون أن يسميه أو يقولون .. ويتم فيها اتهام أحد أو مؤسسة أو .. باتهامات باطلة ليست صحيحة. وللشائعة أسباب عديدة منها الفراغ وحب الظهور والشعور بالكراهية تجاه الأشخاص الناجحين وأصحاب النفوذ وأصحاب الأموال من بعض الحساد من أجل الانتقام والانتقاص من شأنهم ومن أسبابها ضعف الوازع الديني والذي يقف حائلاً دون إطلاق الإشاعة والجهل واتباع الهوى للنفس الأمارة بالسوء وغيرها . وفي ظل ظهور الإعلام الجديد بأدواته المختلفة والمتعددة زاد انتشار الشائعات في المجتمع وسهل إطلاقها وقد يكون من أسبابها انتشار استخدام أدوات هذا الإعلام بين الجميع وقلة التكلفة ويسر الاستخدام. كما يساعد على انتشار الاشاعة في أدوات الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي عدم وجود أنظمة محددة تحكم استخدامات هذه الأدوات ومحاسبة المسيء إذ بإمكان أي شخص تسجيل اسم مستعار في أدوات التواصل الاجتماعي واستخدامه في إطلاق الشائعات والافتراءات بل إن الأمر تطور إلى قيام البعض باستخدام أسماء أشخاص مشهورين والكتابة بأسمائهم وإطلاق الإشاعات دون حسيب أو رقيب. كما أن من أهم الأسباب في وقتنا الحاضر عدم تطور بعض وسائل الإعلام الرسمية في آلياتها وطرقها في متابعة الأحداث والوقائع والتأخر في تغطيتها وعدم الشفافية الواضحة والتي تقف حاجزاً بين مروجي الشائعات ومستخدمي الإعلام الجديد إذ لازالت بعض وسائل الإعلام الرسمية إلى الآن تتعامل مع الأحداث والوقائع بالنظرة القديمة القاصرة والتي كانت تستخدم في أوقات ماضية في ظل عدم توفر وسائل التقنية الحديثة، إذ لم يعد بالإمكان الآن إخفاء حادث أو واقعة كما كان يحدث في السابق أو عدم السماح للبعض بالخروج ونشر الآراء حيال بعض القضايا. كذلك من أسباب انتشار ظاهرة الشائعة حديثاً دخول أعداد كبيرة كمستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعي من محدودي الثقافة ومن صغار السن ومن أصحاب الميول والهوى والذين قد لا يعرف أحدهم عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه والذنب الذي يتحمله بتدوينه تغريدة في (Twitter) أو في مدونته أوفي ( Facebook ) ولا يعرف مدى صدق ما كتبه ودونه، إن المطلوب من مستخدمي هذه الأدوات التأكد من مصدر الأخبار التي يتلقونها والتأكد منها قبل نشرها وتدوينها ، وان يشعر بالضرر الذي قد يلحقه بالآخرين تجاه ما يكتب ويدون. قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) وقال صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع). *مستشار إعلامي بوزارة الثقافة والإعلام