الفنون الشعبية والحرف عادة ما تعكس ثقافة وتراث الشعوب.. وعلى هذا فالفنون الشعبية والحرف التقليدية هي تجسيد حقيقي لعادات وتقاليد الشعوب. ويمثل فن صناعة الخيام في مصر أحد الفنون الحرفية المهمة بما له من أصالة تمتد جذورها منذ الفتح الإسلامي لمصر حتى العصر الحالي. وتعد مهنة الخيامية من أهم المهن والحرف التي تصارع من أجل البقاء وعدم الاندثار، والاحتفاظ بهويتها في العصر الحالى كفن يدوي يواجه التطور والتكنولوجيا في صناعة النسيج. صناعة الخيام تعتمد على الجودة والمهارة الفنية واختيار الأشكال والألوان يقول الحاج أحمد يحيى اللقانى( 67سنة) " صاحب ورشة بالخيامية "أن كلمة "الخيامية" تعني صناعة الأقمشة الملونة التي تستخدم في عمل السرادقات، وذلك عن طريق التطريز على أقمشة القطن السميكة باستخدام مجموعة من الألوان الزاهية والخيوط البارزة . ويضيف أن مهنة الخيامية تعاني الآن من الإهمال من جانب اصحاب الحرفة أنفسهم ومن جانب الدولة التي لا تولي هذه الحرفة اهتماما باعتبار أنها فن مصري أصيل وجزء من تراث المصريين الثقافي الذي يعبر عن حضارتهم وعاداتهم وتقاليدهم. ويستطرد الحاج اللقاني قائلا: بالرغم من أن مهنة الخيامية تعاني من التدهور والتهديد بالاندثار، لكنها مازالت تصارع من أجل البقاء، والاحتفاظ بهويتها كفن يدوي يواجه التطور والتكنولوجيا في صناعة النسيج، ولن تستطيع التكنولوجيا الحديثة أن تقتحم مجال صناعة الخيامية لأنها فن يعتمد أساسا على الصناعة اليدوية، وهذا هو سر المهنة. ويضيف أنه يوجد في شارع الخيامية حوالي من 20 إلى 25 ورشة فقط، وهذا العدد في تناقص مستمر لأنه لا يوجد أحد يرغب تعلم هذه المهنة في العصر الحالي، لأنها صناعة تحتاج إلى الصبر، حيث يستغرق صناعة "الخيامية" من خمسة عشر يوما لأكثر من ثلاثة أشهر، على حسب حجم الرسومات على القطعة، وبالتالي فإن الشباب يعزفون عن تعلم هذه المهنة، لأنهم يبحثون عن الربح السريع، أما الذين يعملون حاليا في هذه المهنة هم حرفيون توارثوها عن أبائهم وأجدادهم. ويختتم الحاج اللقاني حديثه قائلا: مهنة الخيامية أصبحت الآن تجارة موسمية لا تنشط إلا في فصل الشتاء، وخلال موسم السياحة وكذلك في شهر رمضان المبارك ، إذ يزيد الطلب على السرادقات التي تقام بها موائد الرحمن والليالي الرمضانية، وخيمة رمضان بالفنادق والأماكن السياحية. وبغض النظر عن تاريخ بدء هذا الفن في مصر، لأنه لم يعرف بالتحديد متى بدأ فالبعض يرى انه بدأ كمهنة مع بداية عهد الفتح الاسلامي لمصر، حيث كان العرب الفاتحين يميلون إلى إقامة الخيام للإقامة فيها، ومهما يكن الأمر فإن تلك المهنة تعد من أدق المهن التي تبرز موهبة صانعها وتتطلب أن تتوافر فيه مجموعة من الصفات أهمها الصبر على العمل اليدوي حتى يخرج بلا أخطاء. وقديما كان يتم اعتماد الخيام في طائفة الخياميين عن طريق إقامة بعض الطقوس الخاصة بأصحاب هذه المهنة، حيث يتم عقد اجتماع لطائفة الخيامين برئاسة شيخهم لرؤية الأعمال التي قام بها الخيام، فإذا كانت على المستوى المطلوب يتم اعتماده، ويقام احتفال بمناسبة انضمامه للمهنة، أما حاليا فدخول المهن يتم بصورة تلقائية بعد تعلمها. ومن تحت بوابة المتولي في آخر شارع الغورية وابتداء من مسجد الصالح طلائع الأثري يبدأ سوق الخيامية وهو عبارة عن شارع ضيق قديم قدم التاريخ الذي يحكي أن الخيامية عمرها من عمر الدولة الإسلامية ودخول العرب الى مصر ومنذ فتحها المسلمون منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان. فني صناعة الخيام يقوم بحياكة قطعة فنية لوحة جميلة من النسيج لوحة من النسيج تمثل قرية مصرية قديماً