تتجه حرفة صناعة الأقفاص يدوياً في المنطقة الشرقية، إلى عالم الاندثار، متأثرة بتقلبات الزمن، وتطوّر الحياة، وعزوف ممتهني هذه الحرفة عن مزاولتها، نظراً لقلة مردودها المادي من جانب، وندرة سعف النخيل، الذي يستخدم في صناعة الأقفاص، من جانب آخر. ويندرج أحمد الحمد، ضمن قائمة، تضمُّ قليلاً من الأفراد، حافظوا على مهنتهم وهي صناعة الأقفاص من جريد النخيل، ويروي الحمد جزءاً من تفاصيل حبه وعشقه لهذه الحرفة «تعتبر صناعة الأقفاص من سعف النخيل من الحرف اليدوية القديمة، التي كانت تشتهر بها محافظة الأحساء في الماضي، وما زالت قائمة حتى اليوم، ولكن بشكل متواضع، وذلك لتطوّر نمط الحياة، مما أثر في الكثير من الحرف»، مستدركاً «ولكن في الواقع، أرى أن مهنة صناعة الأقفاص مهنة تحاكي ماضي الأجداد، ويجب المحافظة عليها من الاندثار، فهي وسيلة تذكّرك بالبيئة الزراعية، التي نعتد بها في محافظة الأحساء». ويضيف الحمد: «تعلمت هذه الحرفة منذ 35 عاماً، وأنا في عمر10 سنوات تقريباً، حيث اكتسبتها على يد والدي، الذي كان يمارسها بشكل احترافي في السابق، وكان يشجّعني على كيفية تعلمها، مما زرع في نفسي الثقة التامة». وعن الصعوبات التي تواجهه، يقول الحمد: «ليست هناك أي مشاكل أو صعوبات تواجهني أثناء عملي، ولكن في بعض الأحيان، قد نتوقف عن العمل بسبب عدم وجود سعف نخيل، ونضطر إلى البحث في أماكن أخرى لشرائه من أجل الاستمرار في عملنا». وتابع الحمد: «المواد الخام التي يتم استخدامها لصناعة القفص هي جريد النخيل، حيث يتم تقطيعها على شكل أعواد متساوية الطول، ومن ثم نقوم بربطها مع بعضها البعض، بخيط مصنوع من ليف النخلة»، موضحاً أن «المدة التي استغرقها لصناعة قفص، تصل إلى يومين تقريباً».