قبل فترة بسيطة كنت أنا وأحد الزملاء نتناقش في موضوع عن الرياضة السعودية وتحديداً عن نادي الاتحاد وكان يقول لي ان هذا النادي بهؤلاء اللاعبين الذين جلبهم سوف يحصد كل المشاركات التي سيشترك بها وسيبسط نفوذه على عرش الكرة السعودية فإذا كان هذا النادي غني ويستطيع شراء أي لاعب بارز يريده فلن يقف أي فريق عقبة في طريقه، وبكل بساطة جلبت له عدة أمثلة أردت ان أوضح له فيها ان كلامه هذا غير منطقي وأننا أصبحنا الآن في زمن اللعب الجماعي والتكتيك وليس للأسماء دور في اللعب وضربت له عدة أمثلة بسيطة منها مثلاً نادي ريال مدريد الأسباني هذا النادي العريق عندما جلب أكثر اللاعبين شهرة في العالم كزيدان ورونالدو وفيقو وبيكهام ومؤخراً مايكل أوين إضافة إلى اللاعبين المتواجدين في النادي كروبرتو كارلوس وكازياس وسولاري وغيرهم، فعندما نرى هذه الأسماء العريقة في فريق واحد فبكل بساطة مبدئياً سنقول ان هذا النادي لن يقف في طريقه أي فريق وسيحصد كل مشاركة يشارك بها، ولكن تفاجأ الجميع في ان قدم هذا النادي مستويات هزيلة في بداية الموسم في الدوري وخسر الدوري وخرج خالي الوفاض من بطولة أمم أوروبا وأيضاً خرج من كأس أسبانيا ولم يحقق هذا الموسم أي بطولة رغم هذه الأسماء الشهيرة التي يملكها، وكذلك نفس الشيء في النادي الأسطوري مانشستر يونايتد وبالتحديد عندما أبرم هذا النادي بداية الموسم صفقتين مع الإنجليزي روني والبرتغالي كرستيانو رونالدو إضافة إلى الأسماء الموجودة مثل جيجز وسكولز وفريناند وكين وغيرهم جعلت الجميع يتوقع ان يحرز بطولة الدوري ويتربع على الصدارة في انجلترا وفجأة خسر الدوري وخرج من بطولة أمم أوروبا بمستوى هزيل رغم الأسماء التي يملكها. فهذا أكبر دليل على ان كرة القدم ليست أسماءً فقط وإنما تعتمد على الروح والانسجام بين اللاعبين، والجميع أيضاً شاهد منتخب اليونان عندما شارك في بطولة أمم أوروبا الأخيرة وكل طموحه فقط تقديم المستوى الجيد بغض النظر عن الفوز بالبطولة ولكن تفاجأ الجميع بأن هذا المنتخب حقق البطولة رغم الأسماء المغمورة التي يملكها ولكن رأينا لاعبين يملكون انسجاماً عجيباً بينهم وروح عالية إضافة إلى مدرب يعرف كيف يوظف لاعبيه وبكل جدارة كسب البطولة باستحقاق، وإذا ماجئنا لنتحدث بشيء من الواقعية فعلينا ان نقر في ان زمن الأسماء الشهيرة واللاعبين البارزين وجمعهم في فريق واحد انتهى ونحن الآن في زمن المواهب والروح بين عناصر الفريق وما يحدث مؤخراً في نادي الاتحاد من تكديس للنجوم واستقطاب أي نجم يبرز هذا من وجهة نظري شيء سلبي وليس إيجابي للنادي ولكن عندما ابني وأصنع مواهب وصغار في السن وأصقلهم فهذا هو المنهج السليم والذي يجعل النادي مطمئناً لعدة سنوات على مستقبل لاعبيه وكذلك من السلبيات في تكديس النجوم هو القضاء على اللاعبين الموجودين بالنادي. فمثلاً عندما يجلب النادي مهاجماً أو لاعب وسط ويكون النادي دفع مبلغاً كبيراً في هذا اللاعب فبديهياً ان يكون هذا اللاعب أساسياً بالنادي وسيكون على حساب الشخص الموجود أساساً في هذه الخانة وسيكون مكانه دكة الاحتياط ومؤكداً سيهبط مستواه، وبشكل عام ما يحدث مؤخراً من انتقالات للاعبين وبهذا الشكل العشوائي سيكون له مردود سلبي على مستقبل الكرة السعودية وسيتضح هذا الكلام بعد فترة عندما ينتهي هذا الجيل فلن نجد جيلاً بديلاً له، وكل تمنياتي من المسؤولين في الرئاسة ان يجدوا الحل السريع لهذه المشكلة إما بوضع حد معين لانتقالات اللاعبين أو أي حل آخر لتدارك ما سيحدث لاحقاً، وعلى دروب الخير نلتقي. طارق الحميد