التقى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر مساء الجمعة مع قيادات في الحراك الجنوبي بالعاصمة المصرية القاهرة، لحثهم على المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وحضر اللقاء الموسع قيادات جنوبية بينهم الرئيس الأسبق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس، فيما تغيب عنه نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض. ويهدف اللقاء على حث فصائل الحراك الجنوبي المختلفة على المشاركه في مؤتمر الحوار الوطني المقرر نهاية هذا العام والذي سيناقش القضايا الوطنية، ومن بينها حل القضية الجنوبية. ووضع المشاركون في لقاء القاهرة شروطاً من بينها الاعتراف بحق تقرير مصير جنوب اليمن، وأن يكون الحوار (شمالي – جنوبي) ويقام خارج اليمن برعاية دولية ، فيما طالب بن عمر من الحاضرين المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني لحل القضايا اليمنية بشكل سلمي دون شروط، وقال إلى انه ليس هناك تأييد دولي لانفصال جنوب اليمن.ونقلت مصادر صحافية عن بن عمر قوله "لم أسمع من أي طرف في مجلس الأمن الذين التقيتم بهم من طرح القضية الجنوبية، الطرف الوحيد الذي طرح ذلك هو التقرير الذي طرحه الأمين العام للأمم المتحدة، ليس هناك طرف واحد في مجلس الأمن طرح فكرة تقرير المصير لشعب الجنوب". واكد الرئيس الجنوبي السابق على ناصر محمد على اهمية الحوار، مشددا على ضرورة اتخاذ خطوات مهمة للتمهيد لهذا الحوار. وقال على ناصر محمد " نحن دعاة حوار، وننبذ العنف والقوة وكل ما يمكن أن يؤدي إلى القتل والحروب، ويشهد على ذلك النضال السلمي الطويل الذي يخوضه شعبنا في الجنوب منذ عام 2007م بالرغم مما تعرض ويتعرض له من عنف وقتل واعتقالات على يد النظام "واضاف " لقد اطلقنا دعوات مبكرة جداً بعد شهر فقط من انتهاء حرب صيف العام 1994م الظالمة على الجنوب إلى الحوار وإلى معالجة آثار تلك الحرب ونتائجها الوخيمة، وأكدنا حينها أن الحرب حسمت عسكرياً ولكنها لم تحسم سياسياً وأن المنتصر في هذه الحرب مهزوم وهذا ما اثبتته الاحداث اللاحقة التي شهدتها اليمن حيث بلغ مستوى القهر والظلم والاقصاء والاعتداء على الهوية والتاريخ حداً لا يطاق مما استوجب انطلاق الحراك الجنوبي السلمي في الجنوب وثورة شباب التغيير السلمية في الشمال والجنوب على حد سواء. واكد الرئيس ناصر أن لا بديل عن الحوار والتفاهم طريقاً للوصول إلى حلول ناجعة للنزاعات السياسية، ونقول هنا من واقع تجارب صراعاتنا الماضية في الجنوب والشمال وبين الجنوب والشمال ومن واقع تجارب الشعوب الأخرى التي مرت بمثل تجاربنا أن الحلول كانت في الأخير سياسية وعبر الحوار...وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لبناء الثقة للشروع في أي حوار حتى يلمس الشعب مدى جدية السلطة وبقية الأطراف الأخرى، ومدى الفائدة من الحوار خاصة ما يخص القضية الجنوبية العادلة وبقية القضايا العالقة، وقلت وأكرر وأشدد على ذلك هنا أيضاً أن عدم القيام بإجراءات جدية لاستعادة الثقة لايسهل مهمة الحوار لهذا فإن المطلوب من القيادة التي آلت إليها الأمور أن تسارع إلى اتخاذ إجراءات جدية وملموسة لتسهيل مهمة الحوار الوطني. وسبق أن قدمناها الى القيادة الجديدة." وغاب عن لقاء القاهرة حسن باعوم الذي يتواجد بالقاهرة ورجحت بعض المصادر ان يلتقي بن عمر باعوم بشكل منفرد.من جانب آخر اتفقت أحزاب اللقاء المشترك مع جماعة الحوثيين على صيغة سياسية للتعاون بين الطرفين خلال المرحلة المقبلة. وقال بيان صحفي إن اجتماعاً عقد الجمعة بين ممثلين عن المشترك والحوثيين اتفق خلاله على وضع "صيغة سياسية للتعاون والتنسيق لإنجاح الشراكة الوطنية للوصول بالعملية السياسية إلى غايتها الوطنية". واكد البيان ان الطرفين اتفقا على وقف «التعبئة الإعلامية والتحريض»، والعمل بشكل مشترك «على حل القضايا العائقة باعتبارها جزء من الموروث السياسي والفكري الذي يفترض أن تكون الثورة الشعبية قد شكلت معه قطيعة لا يجوز العودة إليها». وقال البيان إن الطرفين أكدا على "أهمية تذليل الصعوبات أمام مشاركة الحراك السلمي في الحوار الوطني وإيلاء القضية الجنوبية الاهتمام الكافي الذي يؤكد على محوريتها في العملية السياسية الجارية (...) وعلى ضرورة توحيد الجيش تحت قيادة مهنية وطنية كضمان لإجراء الحوار في ظروف طبيعية". ويأتي الاتفاق بعد توتر شديد ساد العلاقة بين حزب الاصلاح اكبر احزاب تكتل اللقاء المشترك والحوثيين.