بمناسبة صدور الأمر السامي الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية صرح مدير جامعة الملك خالد الدكتورعبدالرحمن بن حمد الداود قائلا: إن هذه البلاد الميمونة المباركة التي تتخذ من كتاب الله العظيم ومن سنة نبيه الكريم – صلى الله عليه وسلم – دستورًا ستظل بإذن الله خالدة في ظلال أسرة مباركة، يتوارث أبناؤها المجد والعدالة جيلاً بعد جيل، يتعلمون المنعة والإباء من آبائهم الذين سطروا في صفحات المجد صادق الأفعال والأقوال، إن هذا الصرح المكين المتين المحمي بالله ثم بحكامه وأبنائه وبناته يقوم على صواب الرأي، ونفاذ البصر، وسداد البصيرة؛ فكانت بذلك القرارات المستندة على رجاحة عقل قائد المسيرة في اصطفاء خير الخلف لخير السلف، في حكمة وحنكة ورأي وروية، فيخلُف القوي القوي، ويعقب الأمين الأمين، في صورة تجلّت في تلبية طلب صاحب الحكمة والبصيرة صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز –وفقه الله- للترجّل عن المهمات التي أشغلت فكره وهمه وهمته، لفارس آخر تلقى الفروسية على يدي أبيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز –رحمه الله- وعمه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز –حفظه الله- في صرح يستظل الأمن بوارف ظلاله، ويعيش في أكنافه، وأضاف الداود قوله: لقد جاء الأمر الملكي الكريم بتلبية رغبة رجل مخضرم مدرك للمهمات الجسام، وتعيين رجل آخر واكب المرحلة، وعاش التجربة، في عرين تتناوب الليوث الضارية دون حماه، وتذود باللين والقوة عن ثراه، اللين في حينه والقوة في أوانها، ولقد أسهم كل من السلف والخلف –حفظهم الله- في الحفاظ على هذا الحمى من عبث العابثين، ومن تطاول السفهاء والضالين. ولا شك أن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزيرًا للداخلية جاء شاهد عدل لما قدمه سموه من جهود جبارة في هذا القطاع المهم في الدولة، ولما له – وفقه الله – من إنجازات جوهرية في الدفاع عن حياض الوطن من خلال الوقوف برحمة وبحزم، وبلين وبقوة، سدًا منيعًا أمام الفكر الضال نصحًا للمغرر بهم وللغاوين، وقمعًا للمتطاولين والصائلين، وما برنامج المناصحة الذي أضحى له صيت بارز لنجاحه منقطع النظير إلا دليل على ما قدمه سموه الكريم من فسح المجال وفتح الباب للراغبين في الرجوع إلى الصواب. ولقد تتلمذ صاحب السمو الملكي وزير الداخلية –حفظه الله- في مدرسة والده القوي الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز –رحمه الله- تلك المدرسة التي تجعل من أمن الوطن والمواطن غاية نبيلة، ومقصدًا شريفًا، ومطلبًا ملحًا، تمهَّدُ من أجل تحقيقه الوسائل المفضية إليه، إذ ليس ثمة بلاد تنشد الرقي والنماء بلا أمن ولا طمأنينة. وليست المهمة يسيرة، وإنما تنهض بها شوس الرجال، وتحملها رواسي الجبال، وعلى قدر عظمها تكون عظمة همة صاحبها، ولأن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف –وفقه الله- أهل لهذه الثقة والهمة والمهمة فقد كان القرار الحكيم على قدر المسؤولية، حفظ الله قائد المسيرة والنماء خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه وولي عهده الأمين، ووفق الله صاحب السمو وزير الداخلية حصنًا حصينًا، وصرحًا مكينًا دون حمى هذا العرين، وقبلة الله تعالى للعالمين