أجمل ما في الحياة الذكريات الجميلة التي تغافلنا وتظهر لنا في لحظات غير متوقعة لتعيدنا لتلك الايام الماضية بغير موعد وبدون استئذان، وليس أجمل من ذكريات الدراسة بمراحلها المختلفة في التعليم العام، وكيف مضت بحلوها ومرها في الدراسة والتحصيل والعلاقة بيننا وبين معلمينا الذين كانوا لنا كالشموع اضاءوا لنا طريق العلم والمعرفة ووجهونا لسبل الخير والصلاح وكانوا لنا القدوة بعد المعلم الاكبر سيدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم. نعم انهم اساتذتنا لهم الفضل بعد الله، عندما كنا تلاميذ صغاراً كانوا يحنون قاماتهم بتواضع ابوي حنون لا يجيده الا هم ليسمعوا مانقول بأصوتٍ متلعثمة في سؤال... او جواب... او طلب واحيانا يساعدوننا في اكمال جملة ليشجعونا على الكلام ويطردون عنا الخوف انهم بحق مربون أفاضل وموجهون ورحماء. ومرت الايام نشب وهم يشيخون كالشموع التي تحترق من اجل اجيال صالحة لا يهمهم ثقل السنين ولا قسوة وزارة التربية والتعليم.. نحن همهم فلهم الفضل ومنا لهم التقدير والاحترام وقد اعجبت كثيراً بدعاء إمام مسجد قريب من المنزل يحمل شهادة علمية عالية درجة الدكتوراه في الحديث لم ينس المعلم من الدعاء. وكان من دعائه دائماً ( ...ولمن علمنا) كلمة وفاء شاملة ممن يعرف الوفاء. حركت في نفسي هذه الكلمات. غفر لنا ولمن علمنا في المسجد والمدرسة والمنزل وفي أي مكان. ونقول لهم قدركم عند الله الذي تخافونه ورتبتكم في الجنة الموعودة لامثالكم ولكم منا الدعاء الدائم بالصحة والعافية والمغفرة. حكمة: إن المعلم والطبيب كليهما لا ينصحان إذا هما لم يكرما فأصبر لدائك إن جفوت طبيبه وأصبر لجهلك إن جفوت معلما