يقول الكاتب العراقي فارس حامد عبدالكريم «المحاصصة التوافقية» نظام سياسي مؤقت يخرج عن بعض القواعد العامة في العمل الديمقراطي يقوم مضمونه في الظاهر على أساس توزيع المناصب الوظيفية بين مكونات المجتمع القومية أو الدينية أو الطائفية أو السياسية على أساس نسبة المكون الاجتماعي العددية الى المكون الاجتماعي العام، اما نحن فنقول ان نظام «محاصصة الميول» الذي تتبعه القنوات الرياضية السعودية من خلال توزيع واستضافة المحللين وفق مبدأ «كلن يحلل مباريات فريقه» اسلوب غير مقبول، ولو كان هناك استطلاع حول «أيهما تؤيد محاصصة التحليل ام الابتعاد عن اختيار عبدالرحمن الرومي لمباراة طرفها الشباب، ويوسف خميس لمواجهة تجمع النصر، وحمزة ادريس للقاء بين الاتحاد وفريق اخر، وعادل البطي لمباراة طرفها الهلال ويوسف عنبر لمباراة أخرى طرفها الاهلي وزكي الصالح للاتفاق؟.. وهكذا» لجاءت الاجابة ضد «محاصصة الميول» التي ابتدعتها القنوات دون اي ادارك ان هذا العمل ما هو الا ترسيخ لمفهوم «التبعية» وتكريس التعصب وان الشبابي للشباب، والنصراوي للنصر، والاتحادي للاتحاد، والهلالي للهلال والاهلاوي للاهلي وبالتالي عدم مراعاة اشياء مهمة من الممكن ان تتدخل بها العواطف وبعض الاعتبارات مثل عدم السيطرة على الميول خلال التحليل اذا ما كان فريق الضيف مهزوما وغض الطرف عن بعض الاحداث حتى لا يقال انه ذكرها وبالتالي يظن المتابع انه متحيز لفريقه، او تجاهلها لأنها لصالح الخصم وهنا تضيع الحقيقة؟، ماذا لو سأله المذيع عن صحة ركلة جزاء ضد فريقه، ربما افتقد للصراحة على الرغم من ان بعض المحلليين يتداخلون في مهام «المحلل التحكيمي» و»يشطحون» باتجاه الاخطاء التحكيمية ويحاولون ان يعلقوا عليها كقولهم (الحكم لم يحتسب ركلة جزاء.. وأنه الغاء هدفا صحيحا وطرد اللاعب الفلاني دون وجه حق»، إذن نحن في هذه الحالة امام ضيوف الكل يريد ان يدافع عن فريقه وليس اشخاص مهمتهم فنية فقط والحديث عن الاداء ولماذا تفوق هذا وخسر ذاك وما هي نقاط الضعف والقوة حتى يكشفوا للمتابع اشياء غائبة؟ ومن السلبيات أن القناة حتى بعد الاستوديو التحليلي في برنامج الملعب مثلا تسأل الضيوف اسئلة ربما اغلبها يتعلق بالنواحي الفنية عن المباريات التي قبل قليل كان المحللون الاساسيون يتناولونها ويشبعونها نقدا وتحليلا لأداء الفريقين، هذا الأسلوب في القنوات قلل من اهمية الاستوديو التحليلي الذي يفترض ان يكون محصورا على المختصين والذين يتم اختيارهم بعناية بعيدا عن المجاملات والعلاقات الشخصية. نعرف ان مثل هذه النقاط لا تفوت على شخصية اعلامية كبيرة تعمل على قيادة القنوات نحو التطوير واقتحام اجواء المهنية والاحترافية بحجم الامير تركي بن سلطان انما تخذله بعض الأدوات وتحرجه امام الشارع الرياضي وينتج عن ذلك تساؤلات واستغرابات ومطالبات بأن تكون القناة للجميع ولكن ليس بنظام «المحاصصة» ووضع ممثل للأندية في البرامج والاستوديوهات. * ياسبحان الله تغضب اللجنة اذا اُنتقد عملها وأداء حكامها، وتفرد عضلاتها في وجه الاندية والاداريين كما فعلت في وجه رئيس التعاون، ولا تحاسب «اسياد الملاعب» الذين يعدون سببا رئيسا في تدهور الرياضة واحتقان الشارع بسبب قراراتهم المضحكة والمبكية، وليت نائب الرئيس يتولى الاشراف على تلاميذ ينشد بهم الظهر، وليس اشخاص يكررون اخطاء الرئيس ونائبه قبل الاعتزال!