لا يشك احد بما للتوعية بأضرار المخدرات من فوائد جمه توقظ النائم وتنبه الغافل وتدل الحيران، وقد زادت مثل هذه المناشط الإعلامية في السنوات الأخيرة، ولكن ما يلفت الانتباه ان كثيراً منها يغلب عليه الطابع الارتجالي البعيد عن التخصص، بل ان المدقق بأساليب التوعية يجد في الغالب عليها الهدم ونشر لثقافة التعاطي والتجريب من حيث لا يدري القائمون على مثل هذه البرامج. والمثال الواضح في هذا المقام ما تقوم به بعض البرامج من استضافة مجموعة من مرشدي التعافي والذين يذكرون وباستمرار تجاربهم في الماضي مع التعاطي وقصصهم المخيفة وكيف رجعوا الى طريق الصواب بعد عشرين او ثلاثين سنة من الضياع. فيا ترى كيف ستكون ردة فعل ذلك المراهق الذي يسمع مثل هذا الحديث وحب الاستطلاع لديه ونفسه تتوق لتجريب كل ماهو جديد خاصة ان ما يجول في خاطرة يدعوه الى التجريب لمدة محدودة ثم التوقف مثل ذلك المتعافي، والنموذج الحي يتحدث امامه.فهل من المعقول ان نضحي بالأكثرية السوية من اجل مجموعة قليلة من المتعاطين، وهل من المعقول ان نضحي بهدف الوقاية الأول وهو ان يبقى الأسوياء أسوياء.ان مثل هذه التوعية في نظري دعاية سلبية للتجريب، والسؤال المهم اين دور المختصين في هذا المجال خاصة في العلوم الإنسانية والذين يعرفون التأثير الكبير للنموذج الحي على سلوك المتلقي اكثر من الكلام النظري. ٭ الأخصائي النفسي