قال الفنان الكبير عبادي الجوهر بعد نهاية حفلته في الدوحة "مسرح سوق واقف" حيث واجه جمهوراً كبيراً زاد عن الثلاثة آلاف. أنا طرف من المنظومة الشعبية الموجودة في الخليج العربي، فالأغنية الشعبية أغنية مهمة ومطلوبة جداً، تحمل الكلمة الجميلة والمعبرة، ما جعل الفنانين العرب يستعذبون الغناء باللون الخليجي، ويقبلون على محاكاته بشغف، وقد ساعدت بعض القنوات الفضائية على نشره وانتشارهم معاً، ولكن من خلال توسعها قُدمت مئات الأغاني غير الجيدة. بينما عرض الأغاني عبر الفيديو كليب أساء للفن بشكل عام وبعض الفنانين تمادوا في تقديم الكليبات الخادشة للحياء. وأضاف الجوهر: إن الفنان هو المسؤول عن توجيه الفن والارتقاء بذوق الجمهور، ومن هذا المنطلق فإن الجمهور والمتذوقون ظُلموا في هذا الأمر حينما يصف الفنان والمنتج ب"الجمهور عاوز كده"، مع أن الجمهور يتأثر بما يسمع وما يرى، ومن هنا أناشد بعض المحطات الفضائية أن تقدر العمل الفني الجيد وتسعى إلى رفع ذائقة الجمهور فتقف في وجه هذه الموجة الهابطة، فنحن متعطشون للطرب الأصيل ومتذوقون للكلمة النبيلة واللحن العذب الذي يتعمق في الوجدان. وقال إن صدقي مع فني ورسالتي هي من جعلتني متواصلاً مع الجمهور، فلا يمكن الاستمرار وتقديم هذا الرصيد الزاخر لعشرات السنين إلا من خلال الصدق والإصرار على مواصلة الإبداع. وعاد عبادي الجوهر بذكرياته مع الراحل "صوت الأرض" طلال مداح: إنها ذكريات لا تنسى مدى الحياة، فكل الأشياء الجميلة تذكرني به، لقد كانت تجمعنا روحانية خاصة. بعيدا عن الفن والغناء فلا أحد يستطيع ان يملأ الفراغ الذي تركه الراحل طلال مداح في حياة المقربين منه من جانب، والساحة الفنية والتاريخ الطويل والأعمال العظيمة لأكثر من" 50 "سنة من جانب آخر. واستطرد في حديث عن الذكريات وبداية تعاونهما الفني، وقال: لقد كانت بداية تعاوننا الفني سنة "1968م" عندما قدم لي أول لحنين بدأت بهما مسيرتي الفنية. كما كشف عن أن موهبة التلحين لديه بزغت مبكراً، حيث كان في سنّ "16"، يقول: سجلت أول لحن لي، وقدمته للراحل طلال مداح، فكان أول من شجعني على التلحين، وأذكر أنه قال "إنك مشروع ملحن قدير، ما زاد من ثقتي بنفسي وشجعني على متابعة المشوار، فأخذ مني 6 ألحان حينها". أما انطلاقته خليجيا فكانت من الدوحة عام "1976م" بعد أن سجل أغنية "رحال" بالقاهرة والتي أعجب بها الراحل طلال مداح كثيراً، وصدحت بها في الدوحة وهي بداية انطلاقتي خليجياً في دورة الخليج الرابعة، بالإضافة الى أغنية "بنت الضحى" وأغنية "انا أشهد". وعن تميزه بالمعزوفة الإسبانية، قال: إنها صدفة وتوفيق من رب العالمين، وهي استجابة لصدى ذلك التاريخ، حينما أغرمت بالعزف على الجيتار، لكني تركته خوفاً من أن يبعدني عن آلة العود التي ترافقني أينما ذهب. وعن ولعة بمقام "الكرد" الذي يعلن عن نفسه مقاماً مركوزاً لا يكاد ينسلّ منه قليلاً حتى يعود إليه، قال: أحياناً اجدني غارقاً فيه حتى "بهارمونية" دقيقة تعطي "الميلودي" أبعاداً أخرى، تكتنف المستمع من كافة الجهات على وقع الإيقاعات الخليجية الفريدة التي لا يشبهها أي إيقاعات اخرى. وعن طموحه الفني، قال: إنه يعتبر نفسه أنه لم يغنّ بعد إلا ربع ما يتمنى تقديمه للجمهور. ويحلم بعمل فني ضخم يتحدث عن الحلم العربي في الاستقرار والأمن والأمان. واختتم عبادي الجوهر حديثه، وقال: أجهز حالياً أكثر من "12" أغنية، سوف أختار منها 6 أغانٍ لألبومي القادم والذي سيطرح نهاية الشهر الجاري.