كشفت وزارة الإسكان عن استراتيجيتها الوطنية، المنتظر أن يوافق عليها بنهاية هذا العام، أن نحو 4% من الأراضي الممنوحة منذ 34 عاما تم استخدامها من قبل المستفيدين بصورة مباشرة، وهذه نسبة قليلة ولافتة للنظر، ومع الأسف لم تنشر الصحيفة التي نشرت الخبر، الأسباب الكامنة خلف عدم استخدام هذه المنح، وبالطبع قد تكون هناك أسباب كثيرة منها وقوعها في صحراء جرداء حيث لا ماء ولا شجر، أو وقوعها في أعالي الجبال، أو مجاري الأودية، ولو أنه ثبت ان الناس لا يبالون بالبناء في بطون الأودية حتى لو كانت النتيجة كارثية، وهو ما حدث في غير موقع، وفي غير مدينة، وقد يكون السبب بسيطا وهو وقوع الأراضي خارج نطاق العمران والخدمات، وكل هذا مفهوم، أما غير المفهوم بل وغير المعقول، فهو فرض رسوم على الأراضي غير المستخدمة، إذ كيف تؤخذ رسوم على أراض لا تصلح للاستخدام، والوزارة نفسها هاجمت برنامج المنح واصفة إياه بالجمود، ولو أنها اعترفت بأن البرنامج أسهم بنصيب وافر في نجاح توفير المساكن في المملكة خلال أعوامه العشرة الأولى منذ انطلاقته في عام 1389، ولكنه واجه صعوبات جمة بعد هذا التاريخ، وبعض هذه الصعوبات سبق أن ذكرتها أعلاه، ويضاف إليها سبب وجيه لعدم استخدام المنحة، وهي أن بعض من منحت لهم لم تكن لديهم حاجة فعلية لها.. وهنا نتساءل: كيف منحت لهم، هل هي الواسطة مرة أخرى؟ والخلاصة أن هذا البرنامج لم ينج من الداء الذي يصيب بعض المشاريع الحكومية، وهو عدم التخطيط وانعدام الدراسة، وما جاء على أصله لا يستنكر.