وجه محمود الزهار أحد القادة السياسيين لحركة «حماس» انتقادات لاذعة للسلطة الوطنية وحركة «فتح» والرئيس محمود عباس، تركزت على موضوعي تأجيل الانتخابات وما تبعه من مشادات كلامية وما دعا عدم التنسيق في موضوع الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وبعض المستوطنات شمال الضفة الغربية. وأكد الزهار في تصريحات له، فقدانه الثقة بأبومازن نتيجة ما وصفه بعدم التزام الرئيس بالاتفاقات مع حركة «حماس»، محذرا السلطة الفلسطينية من مواجهة الحركة اذا لم تنسق معها في موضوع الانسحاب. كما وجه الزهار انتقاداً إلى دعوة اللجنة المركزية لحكومة وحدة وطنية خلال اجتماعها الأخير في العاصمة الأردنية عمان حيث بدا أنه سيؤثر بشكل سلبي على موقف الحركة من المشاركة قائلاً: «نحن لن نكون جزءاً من حل المشاكل الداخلية وتجاوز صراعات داخلية في داخل «فتح» أو داخل الحكومة الحالية نحن حينما نقرر دخول الحكومة نقررها عن طريق الانتخابات وندرس أيضا ما عرض علينا». وأشار إلى أن دعوة اللجنة المركزية جاءت للتنسيق في موضوعي الانتخابات والانسحاب الإسرائيلي المتوقع من غزة وشمال الضفة، مؤكدا أن هذين الموضوعين يمكن حلهما بعيدا عن الحكومة الوطنية. وأوضح قائلا: «أن ما تم عرضه الآن هو فقط لإجراء الانتخابات والتصرف في المستوطنات نحن نقول التصرف يتم عبر اللجنة الوطنية الشاملة التي يشارك فيها من قام بالتحرير وليست أية جهة أخرى لتكبير العدد وأيضا الانتخابات يتم حلها حيث إن هناك لجنة مركزية عليا للانتخابات »، مطالبا بضرورة العمل على إعادة هيكلة وترتيب اللجنة العليا للانتخابات بما يضمن نزاهتها. وانتقد الزهار بشدة مواقف الرئيس محمود عباس وطريقة تعامله، مشددا على أن «حماس» فقدت الثقة فيه لعدم تطبيقه ما تم الاتفاق عليه مع الحركة والفصائل، وأوضح سبب فقدان الثقة قائلاً: «أن ما اتفقنا عليه لم يتم تحقيقه فاتفقنا على المرجعية الوطنية ولم يتم تنفيذها واتفقنا على السلامة الأمنية ولم يتم تنفيذها وعلى الجولة الثالثة من الانتخابات المحلية ولم يتم تنفيذها علما بأن هناك أشياء موقعة في هذا الموضوع». وأضاف «كما اتفقنا على انتخابات المجلس التشريعي ولم يتم تنفيذها وأجلها من طرف واحد والآن عبر «فتح» يقوم بتحديد مواعيد أخرى، مضيفا «تعالوا نتفق على مواعيد أخرى ولذلك في الحقيقة لا يمكن الحصول على أي ثقة عقب التجربة التي مررنا بها». وأكد الزهار أن عدم تطبيق السلطة لاتفاقاتها مع الفصائل أثر بشكل سلبي على العلاقات بين الجانبين، مجدداً استنكاره لما وصفه بالتجاوزات اللفظية من حركة «فتح» على «حماس». وقال الزهار: «بالتأكيد بنيت علاقات سيئة ما حدث من تجاوزات لفظية على «حماس» من جانب «فتح» في موضوع الانتخابات الأمر الذي خلق في القاعدة الجماهيرية لدى «حماس» ولدى الجمهور الفلسطيني شعورا سلبيا للقاء وحتى للنقاش»، مشددا على أن «حماس» تعمل ما بوسعها من أجل «تجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر». وأكد أن «حماس» ما زالت تتمتع بجماهيرية واسعة وان محاولات تأجيل الانتخابات التشريعية من قبل السلطة لن تؤثر على شعبيتها. وقال: «الهروب للأمام من استحقاقات المرحلة ومنها الانتخابات لن يغير من قناعات الشارع الفلسطيني شيئا»، مضيفا «إذا ظن البعض أن الانسحاب والتصرف في الأراضي الفلسطينية سيرفع من أسهم جهة ما فهذه الأرض حررت بالمقاومة ولم تتحرر بالمفاوضات هذه الأرض حررت بالدماء ولن يسمح احد بسرقة دماء الشعب الفلسطيني ومقدراته في المراحل المقبلة». وشن الزهار هجوما شديد اللهجة على ما اعتبره تجاهل السلطة الوطنية للتنسيق مع الفصائل والتفرد في موضوع الانسحاب الإسرائيلي المزمع لوحدها. على الصعيد الميداني أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن قصفها مستعمرة «نتساريم» جنوب مدينة غزة بسبعة صواريخ من طراز «قدس1» فجر أمس الثلاثاء. وقالت السرايا في بيان لها ان سرية الشهيد محمود طوالبة قصفت المستعمرة المذكورة بصاروخين منتصف الليل، تبعها قصف بصاروخين آخرين من سرية الشهيد محمد سدر في الساعة الثالثة فجراً، ثم أطلقت سرية الشهيد عبد الفتاح رداد ثلاثة صواريخ على نتساريم قرابة الساعة الخامسة فجراً. واكدت أن هذه العملية تأتي رداً على الخروقات الإسرائيلية والتي كان آخرها اعتقال مقاومين من حركة الجهاد الإسلامي في الخليل وجنين وطولكرم.