في عام 1380ه انتقل اللاعب محمد القثمي الملقب ب(الوصلة) إلى النادي الأهلي سابقاً (الرياض حالياً) بمبلغ وقدره ألف وخمسمائةريال تم جمعها من بعض الإداريين واللاعبين الموظفين. وقد كنت موظفاً برئاسة الحرس الوطني على المرتبة الثامنة وأتقاضى خمسمائة وخمسة وعشرين ريالاً الصافي بعد حسم الطوابع والتقاعد أربعمائة وستة وستون ريالاً، وقد ساهمت بمائة وخمسين ريالاً في اتمام صفقة انتقال هذا اللاعب ليلعب معي كظهير أيمن وأنا في خانة الجناح الأيمن، ثم عاد إلى ناديه السابق في بداية عام 1382ه النادي الأهلي بجدة بمبلغ وقدره خمسة آلاف ريال، ثم توالت انتقالات اللاعبين حتى جاء عام 1387ه عندما انتقل اللاعب الكبير سعيد مدكور الغامدي الملقب ب(الغراب) إلى نادي النصر بمبلغ وقدره خمسون ألف ريال دفعها صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن سعود أحد أعضاء الشرف. وهذا المبلغ يمكن أن نشتري به فيلا في أرقى أحياء مدينة الرياض آنذاك. ٭ أما في هذا الوقت تحتاج بعض إدارات الأندية السعودية إلى عملية لقاح ضد الصدمات النفسية التي يتعرضون لها عند قراءتهم أو سماعهم بتلك الأرقام الخيالية التي تحملها بعض عقود اللاعبين المنتقلين من ناد إلى آخر وهذه الملايين لم تكن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تملكها كميزانية ثابتة تمول بها مطالب الأندية مجتمعة في التسعينات الهجرية.. سبحان مغير الأحوال: إذا تذكرت أياماً لنا سلفت قلت بالله يا أيامنا عودي تلك الأيام الخوالي نتذكر فيها البساطة والإخلاص للنادي، أما ذلك الفقر والشح المادي فوداعاً إلى غير رجعة. أتذكر أن نادي الرياض في عام 1394ه كانت إعانته من الرئاسة العامة لرعاية الشباب أربعة الاف ريال وكان سكرتير النادي آنذاك الأستاذ (عبدالعزيز العسكر) وأمين الصندوق الأستاذ (عبدالعزيز بن بديع) وكان معهما بعض أعضاء النادي يدفعون من جيوبهم كل حسب قدرته واقتداره وقد فوجئنا بأحد اللاعبين يطلب مبلغاً ضخماً مقداره خمسة آلاف ريال وإلا فإنه لن يلعب المباراة. قال له أحد المسؤولين: (ما لقينا شيئاً للحين.. تجينا الموتى بغضايرها أنت شايف عندنا فلوس ها نحن نفطر اللاعبين في المعسكر على ما تيسر هذه امكانياتنا الموجودة) وأعتقد أن اللاعب اقتنع بعدها. ٭ إننا نعيش هذه الأيام في ظل لائحة الاحتراف الظالمة التي تبكي وتحزن وتفرح وتفقر وتغني كل حسب اختصاصه.. تسمع أن لاعباً انتقل إلى ذلك النادي بعشرات الملايين وأنه توجّه إلى مدينته الجديدة وعلى طائرة خاصة، وفي اليوم التالي يعقد مؤتمر صحفي مع علمي وقناعتي أن مثل هذه المؤتمرات مثل تكوين شلة للعب (البلوت) وقد يكون صاحب هذا الاجتماع لا يحمل من المؤهلات العلمية أولها وقد تكون ثقافته محدودة وبذلك تكون الأسئلة معروفة قبل بدء طرحها على صاحب الشأن: (أن الدراهم تكسي الرجال مهابة وهي السلاح لمن أراد قتالا) ٭ لقد أصبحنا نعيش في ظل الاحتراف ومن حق أي لاعب أن يبحث عن تأمين مستقبله. ولكني أتساءل؟ هل بهذه الطريقة تكون النهاية مع ذلك النادي الذي نما وترعرع فيه ذلك اللاعب وعرف عن طريقه. وهل الجحود والنكران أصبحا صفتين تلازمين بعض اللاعبين حتى أصبحت المادة كل شيء في هذا الزمن. وكل ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي يكون بعض الإداريين على قائمة الانتقال بحثاً عن المادة الزائفة. أين المبادئ والقيم. وأين الوفاء والتضحية لذلك النادي الذي فتح كل أبوابه لذلك اللاعب الذي أصبحت سمته الجحود والنكران لكل ما قدم له منذ بداية حياته الرياضية وحتي أصبح لاعباً دولياً. إنني لا أبحث عن المثالية أبداً ولا أطلب من أي لاعب إبادة مستقبله بقدر ما أحب أن يكون اللاعب مثالياً مع ظاهرة الانتقال والتعامل معها بكل أدب وشفافية لكي يحتفظ بعلاقاته مع إدارة ناديه وزملائه السابقين والذين جعلوا منه كل شيء. وهذه صفة وسمة الأوفياء فأين الوفاء؟ ٭ أذكر أن اللاعب الكبير بعطائه وتاريخه وإخلاصه الكابتن (مبارك عبدالكريم) في الثمانينات الهجرية قد باع منجرته في شارع الوزير بمبلغ (6,450) ستة آلاف وثلاثمائة وخمسين ريالاً وسلمها لإدارة الهلال عندما علم أن ناديه الهلال في حاجة إلى مبلغ من المال وبقي رافضاً الانتقال لأي ناد في المملكة رغم العروض المغرية آنذاك وفضَّل البقاء وضحى بكل ما يملك من أجل ناديه، هكذا هو الإخلاص وهذا منتهى الوفاء وبأن التاريخ لا يموت فها هو اللاعب يحتفظ له النادي بهذا الموقف التاريخي الذي لا يمكن أن تمحاه الأيام فهل نتعلمه؟! وماذا بعد هذا؟! ٭ عن طريقة (صاده ما صاده) وفي تلك المواجهة التي أجراها الزميل بتال القوس في برنامجه الناجح ومع ضيفه الأستاذ (محمد المطرود) رئيس الاتحاد العربي لكرة اليد ورئيس الاتحاد السعودي ورئيس نادي الخليج الخ الخ.. وما كشفته تلك المداخلات من بعض الحكام ومن رئيس لجنة الحكام الأستاذ حسين باستيل ومن زميلنا اللاعب والكاتب الرياضي صالح الطريقي الذي تحدث عن بعض الجوانب من شخصية المطرود. ونحن نملك القدرة كمشاهدين لنقول إذا كان ما ذكره بعض الحكام صحيحاً عبر تلك المداخلات فهذا شيء خطير إذ تسير بعض النتائج حسب رغبة رئيس الاتحاد بتلك التدخلات المباشرة التي تضر بلعبة كرة اليد حاضرها ومستقبلها. ٭ إنني أطلب من الرئاسة العامة لرعاية الشباب سرعة التدخل واجراء التحقيق اللازم فليس صحيحاً أن أصحاب المداخلات والرأي الآخر غير صادقين وما شاهدناه لذلك الهدف الذي أصر على عدم صحته وهو هدف صحيح حيث عبرت الكرة بكامل حجمها ووزنها داخل المرمى بما لا يدعو مجالاً للظن والشك. ٭ على (المطرود) أن يعتذر عن الاستمرار حفاظاً على تاريخه ويترك المجال لغيره بعد تلك المداخلات التي سمعها كل المشاهدين عبر برنامج (المواجهة). ٭ إنني اقترح أن يعمل استبيان سري من الحكام ومن لجان اتحاد كرة اليد عن سيرة هذا الرجل وبعد ذلك يرفع للجهة المختصة. فالرجال الذين يستطيعون إدارة هذه اللعبة كثيرون وكفى تلاعباً بالألفاظ. فهل نحن فاعلون. ٭ أستاذ محاضر في قانون كرة القدم