أفنى أعوام صباه وشبابه في خدمة النادي بمختلف مراحله السنية، لكنه لم يجد غير الجحود والنكران.. عاطل عن العمل يبحث عن وظيفة يسد بها رمق أسرته.. استجدى كل شيء كان ينقصه، من مال وعلاج وخلافه، لكنه وجد التجاهل التام.. بعد شد وجذب وقع مخالصة مالية لم يستلم منها فلسا حتى الآن، كان في حاجة ماسة للمال لمرض والده الذي كان يعاني ويلحظ ما يعانيه فلذة كبده بألم شديد ، لكنه رحل بعد التجاهل لابنه ، حرموه حتى من فرصة الانتقال إلى أحد الأندية البرازيلية التي أعجبت بما كان يقدمه من مستويات، لكنهم أحبطوه برفض العرض، وأحبطوه مرة أخرى من عدة فرص انتقال محلية ووقفوا له بالمرصاد بحجة واهية وهي أن «حسين غالٍ علينا».. فضله المدرب العالمي هنري ميشيل على الأسطورة ماجد عبدالله، لكن الإدارة رفضت ذلك، مما حدا بالمدرب الفرنسي الشهير إلى الرحيل.. إنه لاعب النصر السابق حسين هادي، التقته «شمس» في حوار لم يخل من صراحة ومنغصات ودموع.. ابتعد حسين هادي بطريقة غريبة عن النصر.. ماذا حدث بالضبط؟ ابتعدت باختياري.. فبعد اقتناعي بأن الجو في النادي غير مناسب للبقاء رأيت أن رحيلي سيكون أفضل. ماذا تعني ب«غير مناسب»؟ قدم لي عرض تجديد لمدة عامين في 1422ه على بياض، وتم تخفيض راتبي فيه من 12 ألف ريال إلى 10 آلاف فقط، حاولت مع الإدارة فقالوا لي إن الاتحاد السعودي لكرة القدم خفض ميزانيات الأندية فاضطررنا لتخفيض رواتبكم، فرددت عليهم أنه ليس لي ذنب، فأنا لا أحصل على مقدمات عقود، ولم يعالجوا إصابتي، والآن تريدون تخفيض راتبي، بعدها قررت أن آخذ مهلة للتفكير لمدة أسبوع، بعد عودتي قلت لهم: إنني موافق على العرض. قالوا: « ماعندنا إلا 3 آلاف ريال، وهذا العرض اللي عندنا». ولك أن تتخيل أن هذا المبلغ هو أول مبلغ كنت أتقاضاه كراتب احترافي عام 1415 ه، وبعد 7 أعوام أي في عام 1422ه ، يريدون إعطائي الراتب نفسه! حاولت قدر الإمكان أن يعيدوا المبلغ السابق وهو 10 آلاف ريال، ولكن لم أنجح، لأضطر في النهاية لتوقيع مخالصة مالية بمبلغ 200 ألف ريال، لم أتسلم منها شيئا حتى الآن، وهي عبارة عن رواتبي خلال عامين، وهذا الأمر أتعب والدي كثيرا إلى أن توفاه الله، بعد أن شهد ما حدث لي مع النصر من نكران وجحود. انتقلت إلى الحزم بعدها لكنك لم تكمل.. لماذا؟ لم أستطع التأقلم بعيدا عن عائلتي في الرياض، فطلبت التنسيق من الحزم لأنتقل بعدها لفريق الرياض، وبقيت 3 أعوام معهم، ثم انتقلت إلى الفيحاء وأصبت، ولم أكمل مسيرتي، لأقرر بعدها الاعتزال. وماذا عن عرض الوحدة السوري وقتها؟ بالفعل حصلت على عرض وكنت أنوي الذهاب إلى هناك، لكن صعوبة ترك أبنائي وحدهم وبعض المشكلات الإدارية التي حدثت في النادي السوري منعتني من إكمال التجربة. هل صحيح أن نادي النصر لم يتكفل بعلاجك من إصابة لحقت بك معهم؟ نعم هذا صحيح، والإصابة كانت عبارة عن قطع في الرباط الجانبي والخلفي للركبة، وهذه الإصابة عرفتني بمعدنهم الحقيقي، حيث رفض النادي إعطائي مبلغ ألف وثمانمئة ريال ثمن إجراء الأشعة، بحجة عدم وجود سيولة، في تلك الأيام اختارني مدرب المنتحب الأوليمبي إيفو رغم الإصابة، لأنضم إلى معسكر المنتخب في المنطقة الشرقية، وبقيت أسبوعا معهم، وأجرى لي الدكتور أحمد شاكر وقتها تدريبات خاصة، لكن لم يطرأ على إصابتي أي تحسن، فطلب مني الدكتور ضرورة عمل أشعة، فعدت إلى الرياض وذهبت إلى إبراهيم الدهمش في الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي قال لي إن إصابتي حدثت لي في نادي النصر وليس مع المنتخب، فأكدت له حقيقة ذلك، لكنني أبلغته أن المسؤولين في النادي لم يساعدوني لعلاج الإصابة، فقط الأمير عبدالعزيز بن سعود، الذي كانت تربطني به علاقة خاصة منذ أن كنت ضمن الفئات السنية بالنادي، أبلغ الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد الذي أمر بإجراء العملية في المستشفى التخصصي بالرياض، وبقيت في المستشفى أسبوعا كاملا بعد العملية للعلاج الطبيعي، ولم يتكرم أي شخص من نادي النصر بمجرد الاتصال بي للاطمئنان على صحتي. تعرض عدد من لاعبي النصر وأنت أحدهم إلى انخفاض في المستوى بعد عودتهم من المشاركة مع المنتخب.. ما تعليقك؟ شتان ما بين المعاملة التي يجدها لاعب النصر عندما ينضم إلى المنتخب، وما يلاقيه في ناديه، أحدهم وصفني بأنني «شايف نفسي» بعد عودتي من المنتخب، وهذا ما يحز في النفس كثيرا؛ لأن لاعبي النصر غير مقيمين التقييم المناسب الذي يستحقونه، فزملاؤنا لاعبو المنتخب من الأندية الأخرى يوقعون مقدمات عقود بمئات الآلاف من الريالات، بل أحيانا بملايين، ونحن في النصر محبطون؛ لأن الراتب لا يتجاوز ال3 آلاف ريال ودون مقدم. لماذا هبط مستواك كثيرا بعد انضمامك للمنتخب خلال تصفيات كأس العالم 94 ؟ تعرضت إلى ضغط نفسي كبير حيث كبرت المسؤوليات على عاتقي وطالبوني بأن أقدم مثلما قدم الأسطورة ماجد عبدالله.. وعندما عدت إلى النادي عاد ماجد إلى اللعب، وكان من الصعب علي أن ألعب أساسيا، وهذا كان السبب في اختلاف وجهات النظر بين المدرب وقتها هنري ميشيل والإدارة. بسبب ماجد؟ نعم؛ لأن المدرب هنري ميشيل كان يريد اللاعبين الذين بدأ معهم، وقال للإدارة إنه لا يحتاج إلى اللاعب ماجد عبدالله سوى في آخر 20 دقيقة من زمن المباراة، وهذا هو سبب الخلاف بين المدرب والإدارة التي تريد أن يلعب ماجد أساسيا، لكن ميشيل مدرب قوي الشخصية ورفض تماما التدخل في عمله، وهذا ما دفعه للمغادرة في موسم 1415ه على الرغم من أن النصر وقتها كان قد قدم واحدا من أجمل مستوياته. هل صحيح أن الجمهور لا يحب حسين هادي؟ لولا الجمهور لما وصل حسين هادي إلى هذه المكانة، ومن حقه أن يغضب على اللاعب، لكن مشكلة البعض منهم أنه لا يعرف الحقيقة، الجمهور لا يعرف أنني كثيرا ما أمر بظروف نفسية ومالية سيئة؛ نتيجة المعاملة غير العادلة التي عوملت بها من ناحية المكافآت أو تأخير الرواتب وخلافه. ما أطول فترة لم تستلموا فيها رواتبكم؟ 7 أشهر، وكانت قبل تأهلنا لكأس العالم للأندية في عام 1419ه.. وكثيرا ما بقينا لأكثر من 4 أشهر دون مرتبات. هل صحيح أن النادي رفض عدة عروض قدمت لك وآخرها كان من فريق برازيلي؟ نعم صحيح.. وكان ذلك في عهد الأمير فيصل بن عبدالرحمن، تم ذلك بحجة أنني ابن النادي. ولماذا تم رفض العرض؟ الأمير فيصل تساءل عن المقابل المادي لانتقالي، فقلت له أنتم من تحددون السعر المناسب، وأصررت على الذهاب للبرازيل؛ فربما أفتح باب الاحتراف للاعبين السعوديين في دولة متقدمة كرويا، لكن تم رفض العرض؛ مما سبب لي إحباطا شديدا. وماذا عن العروض المحلية؟ تلقيت عرضا شفويا من نادي الهلال بعد مسابقة كأس الاتحاد عام 1418ه، ولكن رئيس النادي وقتها الأمير فيصل أيضا رفض العرض وقال: «حسين غالٍ علينا». وكان هناك عرض آخر من نادي الشباب، وتم رفضه من قبل الأمير عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله. معنى حديثك أن هناك لاعبين كثر لديهم مشكلات مع إدارة النادي؟ المسؤولون يريدون من اللاعب أن يركض باستمرار دون أدنى اهتمام بالأمور المالية. ما رأيك في مردود فريق النصر خلال الموسم السابق؟ بكل أمانة هناك عمل يشكر عليه رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي، خصوصا في توافر السيولة المالية، ولكن ما يعاب عليهم أنهم يعملون لكنهم لا يعرفون ما نقاط الضعف في الفريق، كذلك لديهم مشكلة في اختيار اللاعبين المناسبين. أين تعمل الآن؟ أنا بلا وظيفة حاليا، وأبحث عن عمل، لأعول أسرتي المكونة من زوجة وطفلين .