قبل أكثر من عام ونصف قام الشعب السوري الحر بثورة شاملة ضد نظام بشار الأسد.. وكانت مطالب الثوار هي الحرية لعقود طويلة منذ حكم حافظ الأسد الذي ورثه ابنه.. كانت مطالب الشعب مشروعة وكان على بشار ان يتنحى كما تنحى من قبله الرؤساء في تونس وفي مصر وفي ليبيا وفي اليمن.. إلاّ ان بشار رفض التنحي وواجه الثورة بجيشه وحزبه وعشيرته العلوية و«الشبيحة» وكانت مواجهة شرسة كان متوسط القتلى فيها يومياً لا يقل عن 60 شهيداً. الثورة في سوريا قام بها جميع أطياف الشعب وتقدمت الثورة وكادت تصل إلي أهدافها إلاّ ان النظام السوري الدكتاتوري استعان بجهات خارجية حيث تلقي الدعم المادي والعسكري والمقاتلين من مناصريه.. وتلقى دعما ماديا ولوجستيا من روسيا والصين وكوبا.. ومن ثم صمدت قوات الأسد طوال هذه الأشهر في وجه ثورة عظيمة وأصبح الأمر، لا الثوار يحققون نصراً حاسماً ولا حتى قوات الأسد تحقق نصراً.. ووسط هذه المواقف تعالت أصوات الدول المحبة للشعب السوري الذي يواجه آلة القتل والقهر الجهنمية وكان على رأس هذه الدول المنادية لنصرة الشعب السوري الحر ووقف إراقة دمائه (السعودية) ودول الخليج الأخرى ودول الربيع العربي مصر وتونس.. وكان المجتمع الدولي متحمساً هو الآخر وعلى رأسه (تركيا) وهنا أثار كهنة النظام السوري العديد من الشائعات بأن من يحارب النظام السوري هم الاخوان المسلمون وتارة أخرى يقولون إنهم من القاعدة وتبنوا تصريحات بعض القادة العرب بأن تنظيم القاعدة استولى على ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن.. وأصبح هناك حسابات أخرى لدول الغرب وأصبح مجلس الأمن عاجزاً أمام (الفيتو الروسي والصيني) وأصبح الموقف مائعاً وسط انقسامات المعارضة السورية.. وبرغم ذلك حافظت المملكة العربية السعودية ودول الخليج على دعمها الإنساني للشعب السوري إيماناً منها بأن النصر سيكون في نهاية المطاف للشعب مهما دفع من تكاليف ودماء الشهداء.