سيلعب قائدا الأهلي والاتحاد تيسير الجاسم ومحمد نور دوراً مؤثراً في حسم مصيري الفريقين في دوري أبطال آسيا حين يلتقي الفريقان مساء اليوم (الأربعاء) على ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة في إياب الدور نصف النهائي من النسخة العاشرة لأهم بطولات الأندية في القارة (الصفراء). ودعم القائدان فريقيهما في البطولة حتى وصلا إلى هذه المرحلة من خلال دورهما الواضح في منتصف الملعب، فضلاً عن أنهما لعبا دور القيادة بامتياز، وعلى الرغم من أنهما لم يزورا الشباك كثيراً، إلا أن ذلك لايقلل من الإشادات التي تلقاها النجمان خلال البطولة، خصوصاً أن الفريقين يتمتعان بخطي هجوم قويين. ويعد مركز المحور الدفاعي عاملاً مشتركاً في بدايات النجمين، قبل أن يكتشف الصربي نيبوشا تيسير الجاسم في مركز المحور الهجومي، ويضع البلجيكي ديمتري محمد نور في مركزه الحالي. وسجل الجاسم هدفين من أصل 17 هدفاً في مشوار فريقه في البطولة، وساهم بشكل مباشر في تقديم العروض اللافتة ل»قلعة الكؤوس» حتى تمكن من الوصول للدور ما قبل النهائي، وهي أفضل مرحلة وصل إليها الفريق بعد وصوله لنهائي بطولة آسيا للأندية أبطال الدوري في موسم 1986 وخسارته أمام بوسان الكوري 1-3 على ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة. ونشأ الجاسم في قرية بني معن شرق الهفوف في الأحساء، وهو من مواليد العام 1984 ولعب لفريق الحارة قبل أن ينتقل إلى فريق هجر ومنه إلى الأهلي وهو في ربيع ال17 وتحديداً في العام 2001. ولم يحصل الجاسم على فرصته في اللعب باكراً، لكنه تمسك بالفرصة حين تحصل عليها في موسم 2004 واستطاع تثبيت أقدامه في الفريق الأهلاوي الأول، قبل أن ينضم في فترات متقطعة للمنتخب السعودي، لكنه استطاع تقديم نفسه بشكل مميز في كأس آسيا الرابعة عشر والتي أٌقيمت في اندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، وهي البطولة التي قدم فيها المنتخب السعودي مستويات كبيرة بقيادة البرازيلي هيليو سيزار انجوس، وكان الجاسم من ضمن الفريق الذي كسب به المدرب الصربي نيبوشا الرهان وحقق به بطولة الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد من أمام غريمه التقليدي الاتحاد، قبل أن يحقق بطولة الأندية الخليجية ال24 من أمام النصر موسم 2008. وتراجعت عطاءات الجاسم بعد نهاية كأس الخليج ال19 موسم 2009، إذ أخفق في تسجيل ركلة جزاء تسببت بخسارة المنتخب للقب من أمام عمان، لكنه عاد وشارك مع فريقه البطولات المحلية محاولاً إحراز المزيد من الانجازات حتى حقق الفريق كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال في موسمي 2010 و2011، وعرف الجاسم بهدوئه وتمتعه بمحبة الجماهير والقيادة الأهلاوية، فضلاً عن رغبته بالبقاء وانهاء مسيرته مع ناديه وهو ما بدا جليا حين جدد ارتباطه بناديه عام 2009 لأربع سنوات. وعلى الجانب الآخر، يحظى قائد الاتحاد محمد نور بشعبية جارفة في المدرج الاتحادي، وهو الذي أسهم بشكل كبير في تألق فريقه في العقد الأخير رغم حالة عدم الاستقرار التي مر بها الفريق في السنوات الأخيرة. وبرز محمد نور المولود في العام 1978 بمكة المكرمة بشكل لافت بعد أن حصل على فرصته في موسم 1998 مع المدرب ديمتري، غير أنه لم يكتف بالعطاءات الفنية، إذ شكل مركز القيادة في الفريق مطلع العقد الجديد. وساهم نور بشكل مباشر في حصول الاتحاد على البطولة الآسيوية موسم 1999 وكذلك دوري أبطال آسيا موسمي 2004 و2005، كما لعب دوراً في حصول الاتحاد على بطولة الأندية العربية موسم 2005 وكذلك لقب الدوري السعودي خمس مرات وكأس ولي العهد في مناسبتين وكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال مرة واحدة، وبطولة السوبر السعودي المصري مرتين. ولم تكن مسيرة محمد نور مع المنتخب السعودي جيدة، إذ شهدت المزيد من الاخفاقات والانكسارات على صعيد المنتخب وعلى الصعيد الشخصي، إذ على الرغم من مستواه الجيد في كأس العالم 2006 إلا أن تعرضه لقرار الإيقاف الشهير بعد عودة المنتخب من المشاركة في (خليجي 17) ومن ثم قرار الإيقاف لمدة عام على خلفية التلاعب في عقده الاحترافي في موسم 2006، لكنه عاد لقيادة فريقه مستفيداً من عفوين، وجاءت عودته بشكل مختلف، إذ أظهر نضجاً فنياً وصفات قيادية جنبت فريقه عدداً من الأزمات، حتى وإن أُتهم من قبل مراقبين بأنه أحد أسباب فشل العديد من المدربين الذين أشرفوا على الفريق.