يتطلب مركز خط الوسط وتحديداً «محور الارتكاز» مهارات من نوع خاص إذ يعدّ اللاعب في هذا الموقع ضابط الإيقاع و»مايسترو» الأداء خصوصاً لو كان صاحب مهارات فردية عالية، وخرجت الملاعب العالمية أكثر من نجم ترك بصمة غائرة في هذا الموقع ومن أبرزهم على سبيل المثال لا الحصر البرازيلي دونجا والفرنسيان بلاتيني وزيدان، وفي الملاعب العربية المصري محمد أبو تريكة، ويعدّ لاعب وسط الاتحاد محمد نور من الطينة نفسها، إذ إنه صاحب مهارات مميزة وضعته في مقدّمة هذا الجيل من لاعبي الكرة السعودية، وبات يرتبط تألق فريقه بالحالة المزاجية لنور، وبخلاف تاريخه المحلي والدولي العريض، تمكّن اللاعب أخيراً من قيادة فريقه لفوزين كبيرين بثلاثية على الغريم الهلال، الأولى كانت حاسمة وأقصت «الزعيم» من دوري أبطال آسيا والثانية قرّبت «العميد» من بلوغ المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين «النخبة» إذ جاء الفوز الأخير على الهلال في عقر داره بالرياض، وستكون مباراة العودة (الأحد) المقبل بجدة ويلزم (الزعيم) الفوز بأربعة أهداف نظيفة. شخصية عنيدة بطبعه ويردّ بقسوة على «اللغط» داخل الملعب نور من مواليد 26 فبراير 1978، ويلعب للاتحاد منذ 1996، ويجيد اللعب كوسط مهاجم وصانع أهداف، بالإضافة إلى امتلاكه حساً تهديفياً عالياً مما يجعله ينافس المهاجمين في احراز الاهداف، ويعرف دائماً بمجهوداته داخل الميدان وهو قلب الفريق النابض، ويعتبر من أفضل اللاعبين السعوديين في جيله. ويلقب ب»الاواكس، مفتاح جدة، الفيتو، فارس الملعب، معالي الوزير، المايسترو، أبو نوران، القوة العاشرة، ولكنه يفضل لقب ابن مكة». وتخطت شعبية محمد نور إلى خارج الحدد السعودية بعد تألقه الدولي مع المنتخب السعودي وناديه الاتحاد في أكثر من مناسبة مما دفع عدداً من المدربين والنقاد الأجانب للحديث عنه، فقال عنه المدرب البلجيكي ديمتري: إنه عنوان للتميّز في الملعب». وقال الصربي نيبوشا: «هو فريق بأكمله ومن القلائل في العالم». وأضاف الهولندي فاندرليم: «عين المدرب ورئة الفريق». وحين سُئل المدرب الروماني يوردانيسكو عن أفضل لاعب درَّبه في الدوري السعودي قال: «لديهم في السعودية لاعب اسمه محمد نور ومكانه الطبيعي أن يكون أساسياً في أفضل الأندية الأوروبية». وقبل إحدى المباريات الدولية الودية بين المنتخبين السعودي والسويدي استغرب مدرب السويد من عدم تواجد اسم نور ضمن قائمة لاعبى المنتخب السعودي وعلق قائلاً: «إنه سيواجه منتخباً جباراً إذ إنه على اطلاع بموهبة نور وعدم اشراكه في القائمة يدل على ان لاعبى المنتخب يضاهون بل ويفوقون (نور) في لعبهم وادائهم». وعلى الصعيد العربي نال نور شهرة كبيرة فقال عنه اللاعب المصري الشهير والمحلل طاهر أبو زيد: «محمد نور أفضل لاعب عربي على الإطلاق وأتمنى احترافه في الأهلي المصري، كما أنه أفضل لاعب في تاريخ الكرة السعودية على الإطلاق وهو اللاعب الوحيد الذي يجيد الدفاع والهجوم معاً، إذ يسجّل بجميع الطرق والأشكال والألوان، بل إنه من نوادر صنّاع اللعب في العالم، فنادراً جداً ما نشاهد لاعب وسط حريفاً يجيد ألعاب الهواء والتسجيل بالرأس، محمد نور وزين الدين زيدان فقط من يجيدان هذه المهارة». وتابع أبو زيد: «محمد نور لعب في جميع المراكز الممكنة في كرة القدم باستثناء حراسة المرمى والظهير الأيسر وأبدع فيها جميعها، واسترجعوا تاريخ نور وستجدونه صاحب صولات وجولات في كل المراكز». «الأواكس، مفتاح جدة، الفيتو، فارس الملعب، معالي الوزير، المايسترو، أبو نوران، القوة العاشرة، ولكنه يفضل لقب ابن مكة، كلها ألقاب اشتهر بها نور». وأضاف: «ميزة نور إضافة إلى تميُّزه الفني، أنه لاعب صاحب روح قتالية مجنونة جداً، وشخصية عنيدة جداً فكلما زاد اللغط حول شخصه وحول مستواه يأتي رده داخل الملعب قاسياً جداً، وأعتقد أنه لو قدّر لنور أن يحترف في أوروبا منذ 2001 عندما تلقى عروضاً مغرية لكان اليوم من أفضل لاعبي كرة القدم في العالم على الإطلاق». وقال عنه المهاجم المصري عماد متعب الذي خاض تجربة قصيرة مع (العميد): «نور من أفضل اللاعبين السعوديين والعرب وصاحب روح وحماس يستطيع قيادة فريقه للفوز في الوقت الذي يريده». وجذبت إبداعات نور أشهر المعلقين فقال عنه رؤوف خليف: «نور منارة نادي الاتحاد وهو القنديل الذي يشعل نور العميد». وقال المعلق عصام الشوالي: «لست محامياً لمحمد نور ولكنه لاعب «استثنائي» للمنتخب السعودي وهو من أفضل10 لاعبين عرب في السنوات العشر الأخيرة إن لم يكن أفضلهم». إنجازات نور مع فريقه الاتحاد كثيرة، أشهرها الثلاثية الشهيرة والفوز بالدوري السعودي مع العميد (7 مرات) وبطولة كأس ولي العهد (3مرات) وبطولة كأس الاتحاد السعودي مرة وبطولة السوبر السعودي المصري مرتين وبطولة أندية الخليج مرة وكأس الكؤوس الآسيوية مرة ودوري إبطال آسيا مرتين ودوري أبطال العرب مرة، وبحسب إحصائية عن اللاعب فإنه حصد نحو 21 بطولة متنوّعة مع الاتحاد. ومع المنتخب السعودي يعرف بلقب «القوة العاشرة» وبدأ مشواره مع «الأخضر» منذ أن ضمّه المدرب التشيكي ميلان ماتشالا في كأس القارات عام 1999 في المكسيك ولم يلعب سوى20 دقيقة فقط امام البرازيل في نصف النهائي والتي انتهت للأخيرة 8 -2وكان يومها في 21 من عمره الا أن انطلاقته الدولية الحقيقية كانت في كأس آسيا في لبنان ثم التصفيات المؤهلة لمونديال 2002. وقبل مشاركة نور في المونديال الأول في حياته اسهم مع زملائه بقيادة (الأخضر) للفوز بكأس الخليج التي اقيمت في الرياض توجّه بعدها إلى اليابان حيث نهائيات كأس العالم، لكنه حافظ على مركزه وكان في قمة تألقه بقيادته المنتخب السعودي للفوز بكأس العرب الثامنة في الكويت بتسجيله هدفاً ذهبياً في مرمى البحرين وكأس الخليج التي اقيمت في الكويت أيضاً. وشارك محمد نور مع المنتخب السعودي في مونديال كوريا واليابان 2002 وكذلك في ألمانيا 2006 م، وتعتبر مباراة اسبانيا الأفضل للاعب بعد أن وقف للجناح الايسر خوسيه انطونيو رييس بالمرصاد وادى دوره الهجومي كما يجب، إذ صنع عدة كرات خطرة لم يستغلها الهجوم. «استرجعوا تاريخ نور وستجدونه صاحب صولات وجولات في كل المراكز، فنور لعب في جميع المراكز الممكنة باستثناء حراسة المرمى، وأبدع فيها جميعها».وتصاعدت الانتقادات في حقه على خلفية تجاوزات سلوكية وصدر قرار ايقافه داخلياً وخارجياً من قبل الامير سلطان بن فهد حتى نهاية موسم 2004 لكن نور استفاد من العفو الملكي وفي تصفيات كأس العالم عام 2005 لم يقنع كالديرون مدرب المنتخب السعودي آنذاك رغم تألقه مع ناديه بإحراز دوري ابطال العرب وقرر خوض التصفيات من دونه رغم المطالب الجماهيرية بضمه، وفيما كان كالديرون ينجح في إيصال المنتخب المونديال 2006 كان نور يسير على الخُطى نفسها بقيادته الاتحاد للاحتفاظ بلقبه بطل دوري ابطال آسيا والتأهل إلى كأس العالم للأندية في اليابان. واختير نور أفضل لاعب في مباراة اياب النهائي امام العين الإماراتي بعد تألقه ومساهمته بفوز الاتحاد 4-2، ومن أبرز المحطات في مشوار محمد نور حصوله على جائزة أفضل لاعب عربي عام 2003.