أقامت وزارة الثقافة والإعلام مساء أمس الأول بمحافظة جدة حفلها السنوي لتكريم الوفود الإعلامية والثقافية المشاركة في تغطية ونقل شعائر حج هذا العام، وذلك بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ومعالي نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر. وقد بُدئ الحفل بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم. ثم ألقيت كلمات الوفود الإعلامية حيث ألقيت كلمة من القارة الآسيوية ألقاها الصحفي جوزيه جويل ماكيزا وكلمة الوفود العربية ألقاها أحمد عبدالرحمن عطية من وزارة الثقافة في جمهورية مصر العربية ثم كلمة القارة الأفريقية ألقاها الإعلامي السيد كومارا ثم كلمة وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ألقاها المذيع في تلفزيون سلطنة عمان عامر بن أحمد العمري. وقد عبروا خلال تلك الكلمات عن إعجابهم الشديد بما شاهدوه أثناء تأديتهم مناسك الحج من تطور ومنجزات في المشاعر المقدسة كتوسعة الحرمين الشريفين والمسعى وقطار المشاعر التي كان لها الأثر الكبير في تيسير أداء الحجاج مناسكهم بيسر وأمن وأمان وراحة، مرجعين الفضل في ذلك إلى الخالق عز وجل ثم لما وفرته حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الذي لم يدخر وسعا في سبيل توفير الإمكانات لخدمة بيوت الله، سائلين العلي القدير أن يجزيه خير الجزاء نظير ما يقوم به من جهد لخدمة الإسلام والمسلمين في مختلف أنحاء العالم. وأزجوا الشكر لوزارة الثقافة والإعلام على حسن الضيافة وكرم الوفادة وعلى ما قدموه لهم من أجل تأديتهم نسكهم وإتاحتها لهم أن يقضوا أياما مباركة في رحاب المشاعر المقدسة متجردين من كل ما يتعلق بهموم الدنيا، مشيدين بالجهود المتفانية التي تقدمها المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا كل عام من أجل إنجاح موسم الحج. ورفع مدير عام جريدة صوت الأحرار الجزائرية الأستاذ محمد نذير بولقرون برقية شكر وتقدير لخادم الحرمين الشريفين، وقال إن استقبال الملايين من الحجاج في فترة زمنية قصيرة ورقعة جغرافية محدودة هو تحد كبير تخوضه المملكة بنجاح واقتدار لا ينكرهما إلا جاحد. وأضاف إن ما شاهدناه من المشاريع الضخمة لتوسعة الحرمين وبناء الطرق والجسور والأنفاق في المشاعر المقدسة وتهيئة وتوفير الخدمات، خاصة قطار المشاعر وحسن استقبال الحجاج منذ وصولهم يجسد رغبة وإصرار خادم الحرمين الشريفين وحكومته في تسهيل الحج لضيوف الرحمن، وجعل شعار " خدمة الحجاج شرف لنا " حقيقة ملموسة". الضيف الجزائري : استقبال الملايين من الحجاج تحدٍ كبير تخوضه المملكة بنجاح باهر وهنأ بولقرون خادم الحرمين بنجاح حج هذا العام الذي كان بحق حجاً مثالياً ومبهراً، وختم بقوله : إننا نعود إلى ديارنا وأهلينا نحمل أجمل الذكريات عن هذا البلد الطيب إلى نكنُّ له في قلوبنا كل الحب ،فألف شكر على حسن الاستضافة وكل عام وأنتم بخير. بعد ذلك ألقيت قصيدة شعرية بهذه المناسبة ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة كلمة نقل في مستهلها تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله - لضيوف الوزارة بعد أن منّ الله عليهم وعلى كافة حجاج بيت الله الحرام بأداء فريضة الحج بيسر وسهولة وأمان وأجواء روحانية عظيمة. وأضاف معاليه "رغم كثافة الحجاج لهذا العام إلاّ أنه ولله الحمد لم يسجل وقوع حوادث أو صعوبات تعكر على الحاج صفو أداء الفريضة وهذا بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ما تقوم به الدولة من مشروعات عملاقة بتوجيه ومتابعة دقيقة من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - تسهل على الحاج تحركاته وتنقلاته مثل توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وجسر الجمرات والتعجيل في إنهاء مشروع القطار وغيرها من المشروعات التي تسعى الدولة في إنجازها، وكذلك ما تبذله الجهات المشاركة في أعمال الحج من وزارات وقطاعات عسكرية ومدنية تجند فيها كامل طاقاتها البشرية والآلية لخدمة الحاج". وأبرز معاليه أثر وسائل الاتصال والإعلام الجديد على الرسالة الإعلامية وقال :" واليوم ونحن نعيش أحدث موجة من موجات الإعلام وما أكتنفه من ثورة ضخمة في وسائل الاتصالات وتقنياته.. اليوم نقرأ في هذه الرحلة الإيمانية معاني جديدة لم يعرفها السابقون، قبل هذه التطورات المذهلة في وسائل الإعلام ، ويكاد ذووكم وأصدقاؤكم أينما كانوا، يعيشون معكم الحج لحظة لحظة، وأنتم تؤدون مناسككم، صورة وصوتاً وكلمة، ولعل أدبا جديداً للحج تشكل بسبب هذه الوسائط الجديدة، ربما أخذ طابع الآنية واللحظية، ولكنه امتاز بها، ولعل من قرأ ما تبثه الوسائط الاجتماعية الجديدة كالفيس بوك وتويتر، يدرك رسالة مختلفة لأدب الحج، فيها مزيد من الأشواق الروحانية إلى هذه الفريضة، وإلى البقاع المقدسة، نقرأها على تلك الصفحات الضوئية، ونكاد نمسك فيها بالعبرات وهي تسكب على أثير تلك الوسائل". وختم معاليه كلمته محملاً الإعلاميين مسؤولية الكلمة وشرفها وخطرها قائلاً : "أحسب أن كل إعلامي، وكل صاحب كلمة عاش طرفاً من ذلك في الأيام المعدودات التي هي رحلته للحج، وأن عليه واجباً مضافاً يختلف عن سواه من الناس فنحن الإعلاميين والمثقفين مسؤولون أمام الله - تبارك وتعالى - وأما الناس عما نقوله، فالكلمة في ديننا السمح أمانة ومسؤولية قال تعالى ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار )، فما أحرى أن نتمثل هذه المعاني القرآنية العظيمة، ونحن نخاطب الناس في كل مكان، وجدير بكل صاحب كلمة أن يستشعر شرف الكلمة وخطرها، وأن يوطّن نفسه على القيم العليا التي يدعو إليها ديننا السمح امتثالاً لقول الله تعالى: ( وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد )". حضر الحفل وكلاء وزارة الثقافة والإعلام وعدد من المسؤولين والأدباء والمثقفين ورجال الإعلام والصحافة. معالي وزير الثقافة والإعلام في حفل ضيوف الوزارة جانب من ضيوف الحفل جانب من الوفود المشاركة في حفل التكريم. (واس)