نشر المنتدى الاقتصادي العالمي الاسبوع الماضي تقريره لعام 2012م ووضع ترتيب المملكة في مؤشرالمساواة بين الجنسين في المركز ال 131 من ضمن 135دولة، أي تفوقت علينا 130 دولة بالتمام والكمال ،وتفوقنا على 3 دول والحمدلله !، وهذه الدول الثلاث لا تمثل مجالا للمقارنة ولا توجد على خريطة المنافسة لا إقليمياً ولا عالمياً . الشاهد في الموضوع أن مصطلح المساواة بين الجنسين في الأصل مصطلح بالغ الحساسية ويراه البعض تعديا وتجاوزا على كلمة الحقوق المقرة في الشرع وهذا موضوع فقهي بحت ، أما ما سوف اتناوله ان هذا المؤشر كما وضعه المنتدى يقيس المساواة بين الرجل والمرأة في 4 محاور هي التعليم والصحة والمشاركة السياسية والمشاركة الاقتصادية وهي محل اهتمامي هنا . وقبل كل ذلك لا بد لنا ألاّ نسلم بهذه التصنيفات الدولية التي في كثير من الاحيان لا تمثل الواقع كما هو بالفعل كما أن لها اهدافا اخرى مستترة وتستخدم هذه التصنيفات لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية وغيرها وتسبب الاثارة والانتباه اكثر من ان تشخص وتظهر الحقيقة . إن دليل عدم دقة هذه المؤشرات الدولية ان البنك الدولي وضع المرأة السعودية في المرتبة الاولى عالميا من حيث فرص التحاقها والانفاق عليها بالتعليم والتعليم يشكل 25% من وزن مؤشر المساواة فكيف تم احتسابه ؟لا احد ينكر ان لدينا تأخرا في العناصر الاخرى خاصة المشاركة السياسية التي بإذن الله بدأت بوادرها الإيجابية بالمقاعد ال 30 في الشورى والتي ستعزز هذا الدور إلا انه للحقيقة وهذا امر لا يحجب بغربال ان المشاركة الاقتصادية للمرأة السعودية تحت خط الصفر ولم تتجاوز 5% وفي الغالب بأسماء نساء لصالح الرجال في الوقت الذي تحتضن البنوك وبدون اي عوائد او فوائد اكثر من 105 مليارات ريال ارصدة نسائية غير مستغلة تسببت في مقارناتنا مع هذه الدول ومنافستها على المراكز الأخيرة. وبغض النظر عن مدلولات او اهداف هذه المؤشرات والتصنيفات التي لا يجب ان تكون هي غايتنا وطموحنا فهي في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب وان نستخدمها ونستفيد منها في معرفة كيف يفكر الآخرون والى ماذا يهدفون ولكن لا ننسى ان هناك امرا اهم من هذه التصنيفات وهو التقدم والانجاز على ارض الواقع والواقع وحده والذي امامنا الكثير والكثير لنصل الى هدفنا وطموحنا، حقيقة وليس على الورق ومثل هذه التصنيفات اتمنى يوما من الايام ان اجد مؤشرا وتصنيفا مستقلا وحياديا يظهر الحقيقة حتى وان كانت مرة ،فرحم الله من اهداني عيوبي. خاطرة.. بكل ود كل عام وأنتم بألف خير أعاده الله على الجميع بكل أمن ومحبة.