استخدم محققون امريكيون في اماكن لم يكشف النقاب عنها في معتقل خليج غوانتانامو في كوبا وسائل مرعبة في محاولاتهم لانتزع اعترافات من السجناء وقد ترددت الكثير من تلك الوسائل البشعة على نطاق واسع التي يرقى بعضها الى مستوى التعذيب بموجب القانون الدولي غير انه لا يعرف الكثير عن دور اطباء عسكريين في تلك التحقيقات بل وانهم كانوا مخططين لوسائل التحقيق تلك البشعة. ففي اغسطس عام 2002 كانت هنالك مذكرة من وزارة العدل الأمريكية سعى للحصول عليها محامي البيت الابيض البرتو غونزاليس لحماية المحققين من مقاضاتهم لاستخدامهم تلك الوسائل في التحقيقات مثل الحرمان من النوم وتعريف التعذيب بمعايير طبية ونصت المذكرة بأن الوسائل المستخدمة في التحقيقات لا تشكل تعذيباً ما لم تؤد الى الموت أو شلل احد اعضاء الجسد او احداث ضعف خطير في وظائف البدن أو معاناة عقلية طويلة الأمد وانه يمكن استخدام عقاقير لتحقيق الغاية مادام خلوها من آثار خطيرة وزادت المذكرة عن ذلك بقولها انه حتى عندما يتم تجاوز تلك المحاذير فإن المحققين لا يعتبرون مرتكبي أعمال تعذيب اذا كانوا يؤدون مهامهم بنية طيبة أو بالتشاور مع خبراء. وتتهم لجنة الصليب الاحمر الدولية التي تعمل على مراقبة ممارسات الاعتقال في اوقات الحرب بأن عاملين في المجال الطبي في غوانتانامو شاركوا معلومات طبية مع محققين في انتهاك فاضح للأخلاق والمعايير الطبية بهدف انتزاع الكثير من المعلومات من المعتقلين. ويقول البنتاغون ان تلك الاتهامات زائفة وغير حقيقية، ولكن فقد اوضحت لجنة الصليب الاحمر الدولية بأن التحقيقات في الدور الذي قامت به الكوادر الطبية في جمع المعلومات الاستخباراتية العسكرية في العراق وغوانتانامو قد اكتشف نمطاً من الاعتماد على معلومات طبية وليست فقط تمرير معلومات طبية الى محققين وبأن اطباء وعامين آخرين في المجال الطبي ساعدوا في اعداد وتنفيذ خطط تحقيق قسرية. ويخالف مثل هذا السلوك التزامات الولاياتالمتحدة بموجب معاهدة جنيف والتي تحظر التهديد والاهانة وأنواع المعاملة القسرية الاخرى ضد المعتقلين. وهناك ايضا احتمال في الاشتباه بأن بعض الأطباء كانوا مشاركين في استخدام وسائل تحقيق تعتبر تعذيبا بموجب القانون الدولي. ولم يكن الأطباء والعاملين في المجال الطبي الآخرين المعنيين بهذا الأمر راغبين في التحدث عنه بعد كشف النقاب عن تلك الممارسات في غوانتانامو وبعضهم أشار الى اوامر بعدم التحدث علنا عن اداء مهامهم. وقال الميجور ديفيد اوش قائد الوحدة الطبية التي عملت في سجن ابو غريب عندما أخذت صورا للتعذيب البشعة لسجناء بأن ضابط مخابرات عسكرية أبلغ العاملين الطبيين معه بعدم التحدث عن حالات الموت التي تحدث في المعتقل. وكان الميجور جنرال جوفري ميلر الذي عمل اولا في غوانتانامو ثم بعد ذلك في أبو غريب قد أوضح في مذكرة سرية في اواخر عام 2003 بأن هنالك حاجة الى علماء نفس وأطباء نفسانيين من أجل تطوير استراتيجيات التحقيق وتقييم نتائج التحقيقات الاستخباراتية ودعا الى تشكيل فريق من هؤلاء المتخصصين عرف باسم «البسكويت» الذي تألف من مختصين في علم النفس وأطباء نفسانيين. ورفض الميجور اسكوت يوثول الطبيب النفساني الذي عمل في العراق التحدث عن تلك الممارسات غير أن مصادر عسكرية أخرى بما فيها رئيس استخبارات سجن ابو غريب الكولونيل ثوماس باباس القى الضوء على بعض مكان يفعله أعضاء فريق البسكويت في شهادة له ادلى بها في فبراير الماضي لتقرير داخلي ثم أعلنت على الملأ في اكتوبر فقد وصف الكولونيل باباس كيفية مساعدة اطباء في اعداد وتنفيذ استراتيجيات تحقيق موضحا بأن فريق استخبارات عسكرية كانت تعمل على تهيئة معتقلين للخطط التحقيق مضيفا بأن اطباء واطباء نفسانيين كانوا يراقبون ذلك. «لوس انجلوس تايمز»