أروى ابنة أخي ذات الاثنين والعشرين عاماً، التي وافاها الأجل فجر الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك هذا العام 1433، كانت كمثيلاتها من بنات جنسها المحافظات، ولكن ميزها ربها بصفات جعلتها قريبة من الجميع، هي لم تتزوج ولكنها كانت كالأم لاخواتها الصغار، فهي ترعى شؤونهن في ظل وجود والديها - حفظهما الله - وأقر أعينهما بصلاح أبنائهما. أروى رحمها الله بابتسامتها البسيطة تأسر القلوب وتفتح في الآفاق الأمل، كانت رحمها الله سمتها التفاؤل، وصفتها التواضع، تحترم وتقدر الكبير وتعطف وترأف بالصغير، كان كل شيء حولها جميلا، تبادلك الاحساس والمشاعر. أروى رحمها الله لم يكن همها الوحيد نفسها ومستقبلها فقط، وإنما كان همها الجميع من دون استثناء، ولا أدل على ذلك إلا تلك الجموع الغفيرة التي توافدت للصلاة عليها، وتشيع جنازتها ومشاركة أهلها العزاء، كان لها رحمها الله حضور في المواقع الاجتماعية مما جعل أحدهم يغرد بعد وفاتها بأنها فقيدة تويتر، وكثيرون عبروا عن فقد تلك الفتاة النقية حافظة القرآن، التي كانت ستزف بثوبها الأبيض بعد عيد الفطر، ولكن إراد الله أن تزف إلى جنات النعيم بإذن الله. أروى رحمها الله أحبتني فأحببتها كثيراً وحزنت لفراقها فقبل وفاتها بيومين طلبت من والدتها الدخول عليها وكان لا يسمح بزيارتها لظروف مرضها، ولكنها أرادت هي ذلك، فأقبلت عليها وقبلتها ودعوت لها. فرحم الله أروى الصابرة المحتسبة التي منذ بلغت بإصابتها بمرض السرطان حمدت الله وصبرت، وصبّرت أهلها فحمدوا الله وشكروه، حمانا الله وإياكم من جميع الأمراض والأسقام، وشفى الله جميع مرضانا ومرضى المسلمين. اسأل الله العلي القدير ان يتقبلها في رحمته ويجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وأن يجمعها بوالديها ومحبيها في الفردوس الأعلى من الجنة وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان. أروى الحبيبة قد فارقت الحياة ورسمت بذكراك أجمل الآيات أروى الحبيبة قد نثرت العبرات وتركت في قلبي أعظم الحسرات أروى الحبيبة قد شهد لك الجموع وسُطرت فيك أعظم الجمل والأبيات