في الوقت الذي نؤمن فيه بقضاء الله وقدره وبقلوب راضية صابرة ومحتسبة، نشعر بالحزن والأسى لفقد صديق عزيز وغال، وهذه سنة الله في خلقه، خلق الله آدم وكتب على ذريته الفناء، كل شيء هالك إلا وجهه، وبالأمس افتقدنا الأخ الوفي صاحب المناقب الجمة الشيخ عامر بن عواض اللويحق، نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، كان رحمه الله ممن يألف ويؤلف ومن رجال المجتمع البارزين، كان محباً للخير يسعى إليه بكل جهد وتفان ومنذ أن أصيب بالمرض العضال وهو حامد شاكر، تجده عندما تزوره في المستشفى أو في منزله متهلل الوجه باسم المحيا لا يشعر زائره بامتعاض، متقبلاً ما أصابه بعين الرضا والصبر، كان محباً لعمله مخلصاً له، خدم من خلاله دينه ومليكه ووطنه، تقلب في عدة وظائف كان آخرها عضوا في مجلس الشورى، حضرت في مجلسه وهو يلاطف زائريه ببشاشته المعهودة ومرحه المعروف، وكان محباً للناس اجتماعياً بطبعه ويحبه الناس، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله العبد أنزل له القبول في الأرض)، نسأل الله أن يكون من أولئك الذين أحبهم الله وأحبه خلقه، ومن بشرى ذلك تلك الجموع الغفيرة التي أدت الصلاة عليه يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رمضان المبارك ومن تبع جنازته من جموع كثيرة كلها تلهج له بالدعاء والمغفرة والرضوان، وكان منزله رحمه الله مكتظاً بالمعزين على اختلاف مشاربهم كباراً وصغاراً، غفر الله له وجعل ما أصابه زيادة في حسناته وتكفيراً لسيئاته وأن يلهم أبناءه وبناته وأهله ومحبيه الصبر والسلوان. لقد عرفته رحمه الله منذ حوالي ثلاثين سنة وهو على درجة من حسن الخلق وبشاشة الوجه والكرم الحاتمي، ومنزله لا يخلو أبداً ممن يقضي لها حاجة أو يقوم بزيارة له لأنه ممن يزور ويزار رحمه الله رحمة الأبرار، فعندما تزوره تلقى أبناءه الكرام باستقبالك بكل حرارة واشتياق. كما قال الشاعر العربي الأصيل: تجده إذا ما جئته متهلهلاً كأنك تعطيه الذي أدت آخذه وكما قال الشاعر الآخر: بشاشة وجه المرء خير من القرى فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك رحمه الله ووفق إخوانه وأولاده بكل خير وجمعنا به في الدار التي لا تفنى، أما هذه الدنيا فكل الناس مغادروها ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. سليمان بن عثمان الفالح - المستشار الشرعي لسمو وزير الداخلية