(يالبيه) و(الشيطان الصغير) و(أحلى خشة) هذه العبارات لم تكن مكتوبة في أحد الميادين العامة التي دائماً ما تتعرض لأذى بعض المراهقين وعبثهم، إنما هي عبارات للأسف يرددها بعض المعلقين في تلفزيون حكومي وناقل حصري للدوري السعودي على مسمع ملايين المشاهدين في الوطن العربي، هذه العبارات هي غيض من فيض فغيرها الكثير من العبارات والمصطلحات المخجلة والتي تكشف مدى ثقافة هؤلاء المعلقين، فأحد هؤلاء المعلقين عندما سجل لاعب الأهلي البرازيلي فيكتور أحد الأهداف لفريقه قال المعلق: "فيكتور ياصلاة النبي عليك" أي تهريج ياهذا!! ومعلق خليجي مخضرم ينقل تعصبه للقناة الرياضية ويتهكم بأحد أندية الوطن، ما يحدث في كبائن التعليق على الدوري السعودي تعدى حدوده بشكل كبير، وأصبح يتطلب وقفة جادة من مسؤولي القناة فمعظم القنوات الخليجية تترك لك حرية اختيار المعلق الأفضل فالخيارات متعددة ومميزة لديهم، بعكس القناة السعودية الرياضية التي لم تترك لمتابعيها سوى اختيار وحيد وهو كاتم الصوت (mute)، وذلك هرباً من معلقيها وخروجهم عن النص بشكل كبير جداً حتى أصبحت المسامع لا تستطيع تحملهم أبدا. العبارات الهابطة التي يسوقها بعض المعلقين تقودنا للكثير من التساؤلات ولعل أبرزها: - ماهي المعايير والأسس التي يتم بناء عليها اختيار هؤلاء المعلقين للعمل داخل كبائن التعليق؟ - وهل يوجد لجان متخصصة وفيها خبراء تعليق يقيمون عملهم قبل ان يبدأوا في العمل الرسمي؟ عندما تستمع لبعض المعلقين السعوديين الذين يعملون في القنوات الخليجية أمثال فهد العتيبي وعيسى الحربين وما يقدمون من وصف تعليقي جميل مدعوم ببعض المعلومات الرياضية المفيدة، يبرز أمامنا تساؤل عريض لماذا هم بعيدون عن الدوري السعودي؟ ولماذا لا تقدم لهم حوافز مالية مميزة مثل بقية القنوات الأخرى؟ فوجود معلقين نخبويين أمثال هؤلاء سيكون من أبرز العوامل المساعدة لجلب المعلنين والمستثمرين، فوجود هذا الثلاثي سيجعل القناة تستغني عن عشرات المهرجين لديها والذين دائماً مايضعون القناة في ورطة مع المشاهد بسبب افتقادهم لأبسط أدوات المعلق الناجح والذي يعرف جيداً كيف ينتقي عباراته لانه يحترم المشاهد وذائقته، أخيراً.. من يعلق الجرس ويرحم المشاهدين ويريحهم من تلك الأصوات النشاز!!