أكد الأستاذ عدنان بن محمد أمين كاتب رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا أن ترسيخ روح التنافس الشريف بين مكاتب الخدمة الميدانية من جميع الجوانب بالإضافة الى إعطائها الحرية في التعاقد مع الحجاج التابعين للمؤسسة أحدث نقلة كبيرة في الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن . وتطرق إلى أن المؤسسة تنفرد بكونها الوحيدة التي تمتلك حتى الآن مقرا خاصا بها ولها السبق في الحصول على شهادة الأيزو العالمية لأدائها المتميز من 1425 ه وحصولها على جائزة مكةالمكرمة للتميز في عام 1430 ه وجائزة المدينةالمنورة للتميز في أعمال الحج. وتحدث الكاتب عن مهنة الطوافة ودور المرأة وآلية إسكان الحجاج والتنسيق مع مختلف الجهات والجانب الاجتماعي المتميز للمؤسسة وإعداد الحجاج وكيفية التعامل مع السلبيات والعديد من القضايا الخاصة بالحج في هذا اللقاء الذي أجرته معه الرياض : * بداية لمؤسستكم العامرة إنجازات متعددة يشهد بها الجميع على أعلى المستويات، فما أبرزها من وجهة نظركم وكيف ترون أثر كل إنجاز على أرض الواقع.. ؟ - بتوفيق من الله تعالى ثم بدعم ولاة الأمر تمكنت المؤسسة من تحقيق الكثير من الإنجازات التي لايتسع المقام لذكرها، لكن نشير إلى بعض منها، حيث إن مؤسستنا هي الوحيدة التي تمتلك حتى الآن مقراً خاصاً بها كما كان لها قصب السبق في الحصول على شهادة الآيزو العالمية عام 1425ه تقديراً لأدائها المتميز، الذي أهّلها للوصول إلى هذا المستوى الرفيع من التقدير العالمي بوصفها أول مؤسسة في العالم تحصل على هذه الشهادة في مجال خدمة حجاج بيت الله الحرام، وكذلك حصول جميع مكاتبها على هذه الشهادة بنهاية موسم حج عام 1431ه كما نجحت المؤسسة في تحويل جميع تعاملاتها الإدارية مع كافة مكاتبها الميدانية ولجانها المركزية من الورقية إلى الالكترونية من خلال تطبيق مفهوم ( الحكومة الالكترونية ) بالإضافة إلى أن المؤسسة شرعت منذ سنوات في إنشاء مشروعها الاستثماري المعروف بمركز الأهِلّة، والذي شارف على الانتهاء وسيكون معلماً حضارياً بارزاً في مكةالمكرمة، وسيقدم خدماته لساكنيها وزائريها من الحجاج والزوّار والعُمّار، كما سيوفر المشروع مروداً مالياً ثابتاً لجميع مطوفي ومطوفات المؤسسة. ومما لاشك فيه أن هذه الإنجازات وغيرها أسهمت وتسهم في توفير كل سُبل الراحة والاطمئنان لضيوف الرحمن طيلة إقامتهم في هذه البقاع المقدسة، وفي كل مراحل أدائهم لمناسكهم، كما وفرت قدراً كبيراً من الاستقرار المعنوي والمادي لمطوفي ومطوفات المؤسسة، الأمر الذي يدفعهم باستمرار لبذل المزيد من الجهد والعطاء من أجل راحة وفود الرحمن. وبفضل من الله تعالى تُوجت إنجازات المؤسسة بحصولها على جائزة مكةالمكرمة للتميز في مجال خدمات الحج والعمرة، بوصفها أفضل مؤسسة مقدمة للخدمة في موسم حج عام 1430ه، إضافة لمحافظتها على الاستثمار في مردودات المؤسسة لخدمة مطوفيها ومطوفاتها، كما حصلت المؤسسة على جائزة المدينةالمنورة للتميز في أعمال الحج في مجال تراسل بيانات عقود إسكان الحجاج في المدينةالمنورة لموسم حج عام 1431ه . * ونحن في سياق الحديث عن إنجازات المؤسسة، منح فخامة الرئيس الباكستاني ( آصف على زرداري ) قبل عدة أشهر سعادتكم وسام ( نجمة باكستان ) تقديراً لجهودكم الكبيرة من أجل تطوير مؤسسة جنوب آسيا والوصول بها إلى أعلى المراتب، وكذلك تطوير مهنة الطوافة، وتفانيكم في خدمة ورعاية حجاج بيت الله الحرام بصفة عامة، وحجاج جمهورية باكستان على وجه الخصوص، فما هي انطباعاتكم إزاء هذا التكريم ؟ - إن هذا التقدير الكبير وهذا التكريم العظيم من دولة باكستان الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً سيظل مصدر فخري واعتزازي وتقديري، ولاسيما أنه امتداد للتكريم الذي نلته من دولتي الرشيدة – أعزها الله – في عام 1423ه بحصولي على ( نوط الحج ) من يد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا – تغمده الله بواسع رحمته - وبطبيعة الحال فإن حصولي على هذا الوسام الرفيع يعود بعد توفيق الله تعالى وفضله ومنّه للدعم الكبير والرعاية الكريمة التي يحظى بها القائمون على خدمة ورعاية ضيوف بيت الله الحرام من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية. وكذلك المتابعة الواعية الأمينة والاهتمام الشخصي لمعالي وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار ورجال وزارته، وأحب أن أنوه هنا بأن هذا الوسام ليس تكريماً لشخصي فحسب، وإنما هو تكريم لجميع مطوفي ومطوفات مؤسسة جنوب آسيا، لتضافر جهودهم والتفافهم حول مجلس إدارة مؤسستهم وبذلهم أقصى الجهود لخدمة ورعاية وفود الرحمن. * رسختم مبدأ التنافس الشريف بين مكاتب الخدمة الميدانية، مما انعكس أثر ذلك إيجابياً على الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، فكيف تم ذلك ؟ - نفذت المؤسسة منذ عام 1420ه تنظيماً خاصاً لخدمة الحجاج التابعين لها من خلال عقد موحد يعتمد على المنافسة بموجب اتفاقية تبرم بين المؤسسة وبين رؤساء مكاتب الخدمة الميدانية لتقديم الخدمات المطلوبة للحجاج طيلة بقائهم في هذا الديار المقدسة، وقد تضمنت الاتفاقية توصيفاً دقيقاً لجميع الخدمات التي تقوم بها المكاتب الميدانية بعيداً عن العشوائية والارتجال، ووفقاً لمعايير دقيقة لامجال فيها للأهواء والأغراض الشخصية، إلى جانب إذكاء روح التنافس الشريف بين هذه المكاتب من خلال إعطائها الحرية في التعاقد مع الحجاج التابعين للمؤسسة واستقطابهم والتنافس في التعاقد معهم وفتح مجال جديد لتقديم خدمات إضافية . وقد حقق هذا التنظيم الأهداف التي رسمها له مجلس إدارة المؤسسة، حيث أحدث نقلة كبيرة في مجال الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، مما كان له أبلغ الأثر في نفوس الحجاج وممثليهم، الذين لمسوا تطوراً كبيراً في الخدمات المقدمة لهم . ونتيجة لما حققه هذا التنظيم من نجاحات كبيرة فاقت التوقعات فقد صدرت في عام 1423ه موافقة المقام السامي الكريم باعتماده واستمرار العمل به. * ما الآلية التي قمتم بتنفيذها في إسكان الحجاج بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ؟ - أصدرت الدولة الرشيدة – أيدها الله – في عام 1410ه الضوابط والتعليمات الخاصة التي تنظم موضوع إسكان الحجاج في مكةالمكرمة، وبموجب هذه الضوابط تتولى بعثات الحج وممثلي الحجاج استئجار مساكن الحجاج، في حين يتركز عمل مؤسسات الطوافة في الإشراف على تلك المساكن ومتابعة توفر الخدمات الأساسية فيها . أما فيما يتعلق بإسكان الحجاج في المشاعر المقدسة، فتقوم المؤسسة بعملية إسكان الحجاج التابعين لها في مشروع الخيام المطورة بمشعر منى، وفي الخيام التقليدية التي تقوم بتشييدها في مشعر عرفات، مع توفير كافة الخدمات الأساسية فيها من ماء بارد وجلايل ومراتب ومخدات... وذلك وفق جداول زمنية محددة. * استفدتم العام الماضي بنقل أكثر من (150) ألف حاج من الحجاج التابعين لمؤسستكم عبر القطار، فما الخطوات التي تم اتخاذها لهذا العام في هذا المجال.. ؟ - يعد مشروع قطار المشاعر من المشاريع الحضارية العملاقة، التي قامت الدولة بتنفيذها خدمة لضيوف الرحمن وتيسيراً لهم، وأنفقت من أجل ذلك أموالاً طائلة، وقد أسهم القطار في العامين السابقين في سلاسة أداء الحجاج المستخدمين للقطار لمناسكهم – ومن ضمنهم فئات من حجاج المؤسسة – وتحقيق أرقام قياسية في إيصالهم إلى مواقعهم في المشاعر المقدسة، وفي هذا العام سوف يتضاعف أعداد الحجاج التابعين للمؤسسة المستخدمين للقطار ليصل إلى حوالي (350) ألف حاج. وقد قامت المؤسسة بوضع خطة تشغيلية تنسجم مع هذه النقلة الحضارية التي تشهدها المشاعر المقدسة في مجال النقل، بحيث تتضمن الخطوات التنظيمية الجديدة لكل ما يتعلق بجزئيات وتفاصيل نقل حجاج المؤسسة عبر القطار، بالإضافة إلى توضيح مهام ومسؤوليات المؤسسة ومكاتبها الميدانية وبعثات الحج والتجهيزات اللازمة من أجل إيصال الحجاج إلى محطات القطار وكذلك استلامهم منها بصورة منظمة ومقننة، وفق الأُطر الزمانية المحددة من قبل الجهات المختصة وبشكل يحقق لهم أقصى درجات الراحة والطمأنينة. * ما طبيعة التنسيق القائم بينكم وبين مختلف الجهات الأخرى الحكومية والأهلية المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن ؟ - هناك تنسيق واضح وملموس بين كافة الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج، من خلال أجهزة وشُعب متخصصة في تلك الجهات، حيث تتضافر جهود هذه الجهات، وتتعاون فيما بينها سواء كانت حكومية أو أهلية لخدمة أكثر من مليون ونصف حاج من الخارج، ومثلهم تقريبا من الداخل في ظل محدودية الزمان والمكان. ويحدونا الأمل في المزيد من التنسيق والتشاور والتناغم بين كافة هذه الجهات في كل ما يخدم ضيوف الرحمن، حتى نكون بإذن الله تعالى عند مستوى تطلعات وطموحات قيادتنا الرشيدة – أيدها الله – التي تبذل الغالي والنفيس في سبيل راحة وطمأنينة ضيوف الرحمن. * مؤسستكم رائدة في محور الجانب الاجتماعي، ويتضح ذلك جلياً في التفاعل البناء مع مختلف الجهات، فكيف تقيمون ذلك ؟ - إن أهداف مجلس إدارة المؤسسة لا تقف عند حد خدمة ورعاية ضيوف بيت الله الحرام، بل تمتد لتشمل أهدافاً أخرى مهمة، ومنها خدمة المجتمع بمختلف فئاته وشرائحه فكرياً وثقافياً وعلمياً واجتماعياً.. وتفعيل عمليات التواصل والتلاحم مع المجتمع أفراداً ومؤسسات حكومية وأهلية، وذلك من منطلق تحمل المجلس لمسؤولياته حيال مجتمعه ومشاركة أفراده اهتماماتهم وتطلعاتهم المختلفة. ولتحقيق هذا الهدف تم تسخير كل إمكانات المؤسسة، ومن ذلك مقرها الدائم بمكةالمكرمة، الذي احتضن منذ إنشائه في عام 1422ه الكثير من الندوات واللقاءات والمناسبات المتنوعة مجاناً وبدون مقابل. ولا تقف جهود المؤسسة في خدمة المجتمع عند هذا الحد، بل تشمل المشاركات الفعالة والمساهمة بما لديها من طاقات وإمكانات بشرية ومادية في كافة الفعاليات التي تنفذها مؤسسات المجتمع المختلفة، ومن ذلك المساهمة في إرشاد المعتمرين التائهين وكبار السن والنساء والأطفال في شهر رمضان المبارك من كل عام، ونقلهم بعربات ( الجولف ) إلى المسجد الحرام، وكذلك المشاركة في حملات التبرع بالدعم وحملات التطعيم ضد شلل الأطفال، ويوم الصحة العالمي ومكافحة المخدرات... * خططكم التشغيلية لهذا العام على ماذا ترتكز، وما أهم بنودها ؟ - تقوم المؤسسة في كل عام بإعداد خطة تشغيلية تتكامل وتتناسق فيها أنشطة وبرامج كل جزء من أجزائها – مجلس الإدارة، اللجان المركزية، مكاتب الخدمة الميدانية... – بقدرة كبيرة يمكن معها إقامة علاقات ملائمة بين وحدات العمل المختلفة . وقد حرصت المؤسسة في وضع خططها التشغيلية على انتهاج أسلوب متميز يحقق تنفيذ توجيهات ولاة أمرنا – أيدهم الله – في الوصول بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن إلى أرقى المستويات، بصورة تواكب النهضة الحضارية الكبرى التي تشهدها الخدمات المقدمة لوفود الرحمن في هذا العهد الزاهر الميمون. كما راعت المؤسسة في كل عام أن تكون خططها التشغيلية شاملة بحيث تعتمد على الأساليب العلمية الحديثة في علم الإدارة ذات الأسلوب الأفضل للعمل في مجال خدمة الحجاج، ولاسيما أن الخطة التشغيلية هي تفصيل لبرامج العمل التي وضعت لأجهزة الخدمات الميدانية، التي تتولى تقديم كل الجهود لخدمة الحجاج منذ وصولهم وحتى مغادرتهم إلى بلادهم وفق الزمان والمكان المحددين لتلك الجهود والخدمات. وكدأبها في كل عام فقد قامت المؤسسة بإحداث تطوير في خطتها التشغيلية لموسم حج هذا العام، وذلك من أجل المزيد من التقنين في برامجها الخدمية، التي نتشرف بتقديمها للحجاج الكرام، وتفعيل هذه البرامج على أرض الواقع بشكل يحقق أقصى درجات الراحة والطمأنينة لهم حتى يؤدوا مناسكهم بكل سهولة ويسر. * مهنة الطوافة مهنة جليلة، حدثنا عنها وعن مراحلها المختلفة ؟ - تعد مهنة الطوافة من المهن القديمة جداً، حيث ذكر العديد من المؤرخين والباحثين أن بداية ممارسة هذه المهنة كانت بقدوم السلطان المملوكي الأشرف قايتباي من مصر إلى مكةالمكرمة في عام 884 ه وقيام قاضي مكةالمكرمة – آنذاك – القاضي إبراهيم بن ظهيرة بتطويفه وتلقينه الأدعية، ومنذ ذلك التاريخ بدأت هذه المهنة تُعرف في مكةالمكرمة على أيدي القضاة والعلماء وطلبة العلم المشهود لهم بالتقوى والصلاح . وفي العهد السعودي الزاهر شهدت هذه المهنة تطوراً هائلاً، حيث وضع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – أُسس ومسارات لقطاع الحج والحجاج والقائمين على خدماتهم . وأكمل أبناؤه البررة من بعده مسيرة النهوض والارتقاء بهذه المهنة، حيث مرت بمراحل تطويرية مهمة، وانتقلت على إثرها من العمل الفردي إلى العمل الجماعي المؤسسي، وذلك بعد صدور الأمر السامي الكريم رقم 4/ص 13162 في 13/1/1399ه بالموافقة على فكرة إقامة مؤسسات تجريبية لرفع مستوى مهنة الطوافة وخدمات الحجاج. وخلال السنوات الماضية حققت المؤسسات التي تم إنشاؤها نقلة في مستوى ونوعية الخدمات التي نتشرف بتقديمها لضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث ارتقت أساليب خدمات الحجاج، وأصبحت تعتمد على الخطط العملية المدروسة والتنظيم العلمي الدقيق، الذي يهدف إلى تقديم أقصى وسائل الراحة والأمان . وامتداداً للرعاية الكريمة والاهتمام البالغ الذي توليه الدولة الرشيدة لهذه المهنة ولغيرها من مهن أرباب الطوائف الأخرى، فقد صدرت موافقة مجلس الوزراء الموقر برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – في الجلسة المنعقدة بتاريخ 7/3/1428ه بتثبيت جميع مؤسسات أرباب الطوائف ( المطوفين – الأدلاء – الوكلاء - الزمازمة ) وإزالة صفة التجريبية عنها. ومما لاشك فيه أن هذا القرار المفصلي في تاريخ مهنة الطوافة، سوف يرسخ – عند تنفيذه – من مكانة هذه المؤسسات الاعتبارية والمهنية، وسوف يتيح لها آفاقاً واسعة لمواكبة مستجدات العصر وكذلك استشراف المستقبل. * كم عدد الحجاج الذين تتشرفون بخدمتهم، وهل تم إنهاء كافة الترتيبات لقدومهم لتأدية هذه الشعيرة الإسلامية المباركة؟ - ستتشرف المؤسسة في موسم حج هذا العام 1433ه بخدمة ما يزيد عن نصف مليون حاج، وقد جندت المؤسسة كل طاقاتها وسخرت جميع إمكاناتها واستكملت استعداداتها لخدمة هؤلاء الحجاج. حيث نعيش في هذه الأيام حالة استنفار قصوى لخدمة ورعاية هؤلاء الحجاج الذين بدأوا في التوافد إلى هذه البقاع المقدسة منذ بداية شهر ذي القعدة، وشرعت مكاتب الخدمة الميدانية التابعة للمؤسسة، التي تعد بحق الأداة الفعلية المنفذة لخطط المؤسسة، والمسؤولة عن توفير أقصى قدر من الخدمات للحجاج في استقبالهم وتهيئة كل سُبل الراحة لهم، استعداداً لانطلاقهم خلال الأيام القليلة القادمة إلى رحلة الحج المقدسة. * كيف ترون تعاون بعثات الحج مع المؤسسة ؟ - يحرص مجلس إدارة المؤسسة على عقد الاجتماعات التنسيقية والتواصل المستمر مع مسؤولي بعثات الحج منذ وقت مبكر من كل عام، وذلك من أجل التباحث والتشاور والتنسيق في كل ما يخدم ضيوف الرحمن، حتى يؤدوا مناسك حجهم بكل يسر وسهولة . والحقيقة ان المؤسسة تجد تعاوناً مثمراً وتنسيقاً ملموساً من قبل بعثات الحج في كل ما تقدمه من خدمات. * كيف يتم التعامل مع السلبيات التي تحدث في مواسم الحج ؟ - يتم التعامل مع أي سلبية تحدث أثناء الموسم بشكل فوري نظراً لأن الخدمات المقدمة للحجاج محكومة بزمان ومكان محددين، ثم نقوم بعد نهاية كل موسم حج بعقد الاجتماعات المكثفة لدراسة وتحليل ما يرصد فيه من إيجابيات وسلبيات استعداداً للموسم القادم . حيث يقوم مجلس إدارة المؤسسة بدراسة شاملة ومتأنية لجميع الخدمات التي قُدمت للحجاج للوقوف على الإيجابيات وهي كثيرة بحمد الله تعالى للأخذ بها والتأكيد عليها، وكذلك رصد السلبيات، وتحليل مسبباتها، ودراسة الآثار السلبية المترتبة عليها بكل شفافية، من أجل تلافيها والقضاء عليها في الموسم القادم. * هل واجهتم عقبات في مسيرة عملكم لخدمة الحجيج وكيف تم علاجها ؟ - تظهر بين فترة وأخرى بعض العقبات والإشكاليات، نتيجة للمستجدات والمتغيرات التي تؤثر على واقع الميدان الخدمي، إلا أن هذه العقبات تزول – بإذن الله تعالى – بالتخطيط الجيد والإعداد المسبق، والعمل الدؤوب. لذلك كله أولت المؤسسة جانب البحث العلمي أهمية خاصة، حيث تتبنى بصورة دائمة إعداد الدراسات العلمية والمسوحات الميدانية في كافة الخدمات التي تتشرف بتقديمها لحجاج بيت الله الحرام. وقد أسهمت هذه الدراسات والمسوحات التي قام بها عدد من أساتذة الجامعات السعودية في إيجاد حلول جذرية لعدد كبير من الصعوبات والعقبات التي كانت تواجهنا في السنوات الماضية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، نقل المرضى والمتوفين في مناطق الازدحام وخاصة في أوقات الذروة، وإيصال العجزة والمسنين إلى مواقع مخيماتهم في المشاعر المقدسة، وحالة ووضع المرضى المتحسنين بعد خروجهم من المستشفيات يومي السابع والثامن من ذي الحجة، وكيفية إدارة مخيمات مكاتب الخدمة الميدانية، وإرشاد الحجاج التائهين في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. * تحرص مؤسستكم على تأهيل منسوبيها مهنياً، من خلال عقد الدورات التدريبية وإقامة ورش العمل، ما هي معايير اختيار هذه الفعاليات، وماذا تحقق لديكم من وراء ذلك ؟ - قام مجلس إدارة المؤسسة بوضع خطة تدريبية شاملة وطويلة المدى لتدريب وتأهيل منسوبي المؤسسة – ولاسيما الأجيال الجديدة من المطوفين وأبنائهم والموظفين الجدد – بالتعاون والتنسيق مع مركز تدريب العاملين في الحج والعُمرة التابع لوزارة الحج، حيث سعينا من خلال تنظيم الدورات التدريبية وورش العمل وفق معايير تدريبية وتأهيلية خاصة بالاستعانة بنخبة من الأكاديميين والمختصين في مجال التنمية الذاتية والتدريب المهني والوظيفي، وتطوير الأعمال، لإكساب مطوفينا العاملين في مجال تقديم الخدمة المهارات والخبرات اللازمة في مجالات أعمالهم وتزويدهم بالأُسس العلمية للتعامل الفعّال، وكذلك ما يتعلق بتطوير مهاراتهم في التعامل والاتصال الإنساني مع الحجاج الكرام، لأنهم من يتعامل مع الحجاج مباشرة ويعطونهم الصورة الحقيقية عن مواطني هذه المملكة الغالية القائمين على خدمتهم، ويتركون في نفوسهم أجمل الانطباعات وأحلى الذكريات للأيام التي يقضونها في هذه البقاع المقدسة لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام. وبفضل من الله تعالى ثم بتضافر جهود منسوبي المؤسسة، وتفاعلهم الإيجابي الكبير مع تلك الفعاليات التدريبية، حققنا إنجازات كبيرة أشرت إليها في معرض إجابتي عن السؤالين الثاني والثالث. * ما هو الدور الفعّال الذي تقوم به المرأة في المؤسسة لخدمة ضيوف الرحمن ..؟ - وضع مجلس الإدارة منذ عدة سنوات خطة لتشجيع المطوفات وبنات المطوفين للانخراط في العمل الخدمي بصورة تتناسب مع مكانتهن ودورهن الفعّال ولاسيما أن المطوفات يمثلن نصف عدد مساهمي المؤسسة، وكانت البداية في عام 1426ه بإنشاء لجنة نسائية تعمل على رعاية الحاجّات المريضات والمنومات بالمستشفيات وتفقد أحوالهن وأوضاعهن، والسؤال عنهن وتقديم الهدايا لهن، وكذلك إرشاد الحاجّات وتوعيتهن دينياً وصحياً واجتماعياً، الأمر الذي استقطب الكثير من المطوفات وبنات المطوفين والمطوفات للإسهام في هذه المهام الإنسانية النبيلة وفي إطار التجديد والتطوير الذي دأبت المؤسسة على القيام به فقد توصل مجلس الإدارة في عام 1429ه إلى رأي بتحويل هذه اللجنة إلى لجنة نسائية تطوعية لاعتبارات تنظيمية وقانونية وتوسيع دائرة المشاركة والعمل فيها، وقد شهدت مواسم الحج التالية نشاطاً مكثفاً لهذه اللجنة التطوعية من خلال العديد من البرامج التي تم تنفيذها كاللقاءات والمحاضرات التوعوية... وترجمتها إلى لغات الحجاج إضافة إلى تنظيم زيارات متنوعة لضيفات الرحمن لاطلاعهن على النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا الغالية، وكذلك الزيارات الترفيهية والثقافية لأُسر وأطفال الحجاج للوقوف على معالم النهضة الحضارية في مكةالمكرمة . ولا يقف دور المطوفة في مؤسستنا عند هذا الحد،حيث تتيح المؤسسة لمطوفاتها العمل في خدمة ضيوف الرحمن من خلال توكيل غيرهن من الرجال المحارم للعمل نيابة عنهن، وذلك وفق الضوابط التي حددتها الأنظمة والتعليمات. ويبلغ في موسم حج هذا العام عدد المطوفات الموكلات سواء لأزواجهن أو أبنائهن أو أقربائهن (457) مطوفة ويمثل هذا العدد من وكلاء المطوفات أكثر من (50%) من الأعضاء العاملين في مكاتب الخدمة لميدانية التابعة للمؤسسة. * ما الكلمة الأخيرة التي يود سعادتكم أن يختم بها هذا اللقاء ؟ - لايسعني في هذا المقام إلا أن أحمد الله تعالى على ما منّ به على قيادة وحكومة هذه البلاد وشعبها من شرف خدمة ضيوفه الكرام، كما أنتهز هذه الفرصة لأرفع أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية، ومعالي وزير الحج ومسؤولي الوزارة على ما نلقاه منهم من رعاية كريمة وعناية فائقة، كما أشكر كافة الجهات العاملة في الحج على دعمها لنا وتنسيقها المستمر معنا. كما أهيب بجميع إخواني وأخواتي منسوبي المؤسسة لبذل أقصى الجهود في سبيل تنفيذ الخطة التشغيلية للمؤسسة في هذا الموسم بكل دقة ووفق منظومة عمل متجانسة وبروح تعاونيه صادقة حتى نحقق ما ننشده جميعا وهو نجاح موسم الحج وأداء جموع الحجاج لمناسكهم في يسر وسهولة – بإذن الله تعالى. عدنان كاتب