العنوان أعلاه لم تلده بنات أفكاري، إنما هو صرخة غاضب أطلقها بعد أن ضاقت به الطرقات، وتقطعت به السبل، وأوصدت في وجهه الأبواب، فلم يجد غير أن يصرخ كما لم يصرخ قبله أحد؛ لعل بصرخته المدوية أن يوقظ النيام.. وما هم بنيام! "عيب والله عيب".. هي صرخة رئيس الطائي خالد الباتع الرجل الخلوق، الذي لم يجد أفضل من هذه الكلمة يعبر بها عن سوء الأحوال، وتردي الأوضاع، وتفاقم المشكلات، التي حاقت جميعها به وبناديه إزاء ضيق ذات اليد، وقلة الحيلة مما لا يستشعرهما إلا من ساقه قدره لرئاسة أحد الأندية، وأي أندية.. إنها أندية المظاليم! رئيس الطائي حينما صرخ في وجه رابطة المحترفين قائلاً: "أعطونا حقوقنا.. حقوقنا فقط.. لا نريد من أحد أن يتفضل علينا، فنحن لا نطلب صدقة، إنما نطلب حقوقنا" لم يكن بصرخته تلك يفرغ عن معاناته ومعانة ناديه الطائي، إنما كان يفرغ عما في جوف ستة عشر نادياً يكتوون بذات المعاناة، ويتلوون من نفس الألم، بل إن البعض منهم يعاني ما هو أسوأ، إذ تحاصره الديون، وتخنقه المطالبات، وتطوقه الجماهير بحثاً عن إنجاز! الوضع بات خطيراً، بل خطير جداً، ولا يمكن معالجته بوعود جوفاء يقدمها في كل مرة محمد النويصر، ولا بتصريحات متناقضة يطلقها بين حين وآخر حافظ المدلج، ولا بتبريرات واهية يتصدى لها أحمد العقيل، فأن يدعو الباتع رؤساء أندية الدرجة الأولى بالتضامن وتقديم استقالة جماعية ما لم تصرف حقوق الأندية المتأخرة من أعوام سابقة، وأن يهدد قبله رئيس الرائد فهد المطوع بالاستقالة في غضون أسبوع ما لم تصرف حقوق النقل التلفزيوني، فليس لذلك معنى سوى أن رياضتنا أصبحت ترزح فوق بركان قابل للانفجار في أي لحظة. الغريب في الأمر أن رؤساء الأندية هم من يهددون بالاستقالة في حين أن المتنفذين في الرابطة متوسدين كراسيهم، وكأن الأمر لا يعنيهم، إذ يتعاطون مع الأمر وكأنهم موظفون حكوميون، بينما هم في الحقيقة موظفون لدى الأندية، ويتقاضون رواتبهم من إيرادات منتجها ألا وهو الدوري، ولولا هذا المنتج لما تقاضوا رواتبهم بعشرات الآلاف شهرياً. قلت في وقت سابق ان الدوري؛ سواء أكان دوري زين أو دوري ركاء، هو منتج الأندية، والرابطة ليست سوى مؤسسة تقوم بإدارته تنظيمياً وتسويقياً، وملزمة في نهاية المطاف تحصيل إيرادات هذا المنتج لتقدم صافي أرباحه للأندية، وبالتالي فليس مشكلة الأندية حينما يعجز النويصر وفريق عمله من استيفاء إيرادات هذا المنتج، من أي جهة كانت، ولذلك فلا مناص من أن يرفعوا أيديهم إعلاناً عن عجزهم. المشكلة اليوم معقدة أشد التعقيد، وتحتاج لتدخل من أعلى الجهات، فحقوق الأندية السعودية جميعها بلا استثناء مهدرة، وهي تتجاوز رابطة المحترفين إلى رعاية الشباب كمؤسسة حكومية، فالميزانيات السنوية لا تصرف منذ نحو أربعة عشر عاماً، وعقد رعاية شركة (زين) للدوري، وهو أكبر عقد رعاية في تاريخ الرياضة السعودية لم يدخل منه ريال واحد في خزائن الأندية، فضلاً عن أن حقوق السنة الأخيرة من عقد النقل التلفزيوني مع شبكة (ART) والذي بيع لقناة الجزيرة لم يعرف للأندية طريقاً بعد ثلاثة أعوام، كل ذلك ليس سوى غيض من فيض، وما خفي يبدو أعظم!