اتفق عدد من المطربين السعوديين الشباب أن إمكانيات الفنان وموهبته هي المفصل الأساسي في وصوله للجمهور، مؤكدين أن ما حققوه حتى الآن من نجاح يعتبر مرضياً بالنسبة لهم ويتوافق مع الفترة التي قضوها في الغناء، رغم سيطرة نجوم الأغنية الكبار على مساحة الاهتمام من جمهور وشركات إنتاج وقبل ذلك شعراء وملحنين وموزعين موسيقيين. وأكد الفنان تركي أنه لا توجد معوّقات أمام الفنان المتمكن من نفسه ومن موهبته، وأن وصوله للجمهور هي مسألة وقت لا أكثر "فإذا كنت جاهزاً فنياً ولديك الإمكانيات التي تؤهلك لتقديم نفسك كفنان مستقل وصاحب موهبة فلا توجد أية معوقات تمنعك عن النجاح، وفي ظل كثرة الأسماء الشابة التي تغني سيتضح مع الوقت من الفنان الحقيقي والمتمكن مع أني أرى أن المدة الزمنية التي قضيناها كفنانين شباب قياساً بما وصلنا له هو شيء مرضي ويشجع لمواصلة المسير". جابر الكاسر: الميزانية التي ترصد لي أقل من نجوم الصف الأول! ويرى تركي أن ما يصّعب من مهمة أي فنان حالياً هو ما يجري من عمليات تحميل مجاني لأعمالهم عبر مواقع الإنترنت، وهو ما قد يربك حسابات شركات الإنتاج في قياس مدى نجاح فنانيها بالشكل الصحيح، وقال: "شركات الإنتاج تسعى لنجاح فنانيها بأفضل صورة لكنها تواجه مشكلة هدر مجهوداتها من خلال التحميل المجاني للأغاني، وأتحدى أن يحدث هذا الأمر في أوربا مثلاً، فحقوق الملكية محفوظة ولا يمكن أن يسمع أي عمل إلا من بعد أن تدفع قيمته، فلو طبق هذا الأمر هنا، حينها يمكن أن نعرف مقدار مبيعات أي فنان بشكل سليم وبالتالي يمكن أن نميزه عن غيره من زملائه الفنانين". نايف النايف: تشجيع سالم الهندي اختصر علي الكثير وبخصوص مشاركة الفنانين الشباب في الحفلات والمهرجانات الغنائية قال تركي: "هذا الأمر يعود للفنان نفسه فمتى ما كانت لديه القدرة على مقابلة الجمهور ويمتلك الصوت الجميل والحضور المميز فهو قادر على إقامة الحفلات والظهور بشكل مميز، وخلال هذه الفترة قد نكون صفا ثانيا أمام النجوم السابقين إلا أنه سيأتي الوقت الذي ترى الفنان الشاب في الصف الأول". ويقول تركي عن مدى تعاون الشعراء والملحنين في تقديم أعمالهم للأصوات الشاب: "الموضوع عرض وطلب والعمل الذي أسمعه ويعجبني سأطلبه، لا يعنيني ما يقدم للأسماء المعروفة بقدر ما يصلني ولامس إحساسي". تركي: الإنترنت أربك حسابات سوق الأغنية ومن جانب آخر تحدث الفنان جابر الكاسر بوضوح أكثر عن وضع الفنانين الشباب في ساحة الغناء، مؤكداً أنهم رغم تقصيرهم في تحركاتهم إلا أن أغانيهم تصل للجمهور بشكل جيد وتلاقي النجاح الذي يطمحون له، إلا أنه يجد أن من أهم المعوقات التي يواجهها شخصياً هو أن اسمه الفني معروف أكثر من صورته، مطالباً شركات الإنتاج أن تهتم في تقديم مطربيها للإعلام بشكل يتوافق مع الشهرة التي وصلت إليها أغنياتهم، ومن ذلك بإقامة الحفلات الغنائية وتقديمهم للجمهور من خلالها. ويواصل الكاسر "إن ما يتم رصده لي من ميزانية من قِبل الشركة المنتجة لتنفيذ ألبومي الغنائي أقل مما يصرف للأسماء المعروفة ولا يوازي طموحي في تقديم أعمال غنائية مميزة لذلك أعمل في حدود الميزانية". إلا أن الكاسر لا يلقي باللوم الكامل على الشركة المنتجة بسبب ما تتعرض له الشركة من "سطو" إلكتروني على أعمالها من عمليات التحميل والنسخ والتزوير. نايف النايف وتطرق الكاسر لإشكالية أخرى تنحصر في طريقة اختيار الأعمال الغنائية من الشعراء والملحنين، حيث يواجه الفنان الشاب تجاهلا وعدم تقدير لموهبته وهو ما جعله يعتمد على التلحين لنفسه، لأن ما يبحث عنه ويعجبه عن الملحنين يكون محتكراً للفنان النجم فقط. جابر الكاسر ويشاركنا الفنان الشاب نايف النايف الذي يستعد لطرح ألبومه الأول، فيقول: "الفنان الشاب قادر أن يصل للجمهور ويثبت اسمه بفضل ما يمتلكه من موهبة وشخصية فنية، والدليل أن هناك أسماء شابة من أول ألبوم خطفت الأنظار وأصبحت تقارع النجوم، فالفنان الشاب بما يمتلكه من موهبة وإمكانيات ولا يحتاج سوى شيء من الدعم المادي والإعلامي وكذلك المعنوي". وعن تعاون الشعراء والملحنين مع الأسماء الشابة قال نايف: "هم يوفرون أجمل الأعمال للأسماء المعروفة وهذا الأمر تعرضت له بنفسي، حيث قدموا لي أعمالاً عادية لا ترتقي لذائقتي، وهذا الأمر جعلني أعتمد على نفسي في تجهيز ألبومي الأول وأبحث عن الأسماء الشابة من شعراء وملحنين كانوا أكثر مرونة في التعامل". وأثنى النايف على روتانا التي من خلالها سيصدر ألبومه الجديد وقال: للأمانة وجدت منهم كل تعاون وتشجيع ،ورجل راق مثل الأستاذ سالم الهندي كان استقباله لي محل حفاوة وترحيب، ووجدته إنساناً واقعياً ويفكر بمنطقية عالية استفدت منها الكثير، أضف لذلك أنهم وعدوني بتقديم جيد للجمهور من خلال الإعلام". تركي الفنان محمد المشعل الذي بدأ أولى خطواته الفنية من خلال عملين غنائيين كان صداهما مميزاً، أكد أنه وجد لنفسه مساحة جيدة في شركة روتانا التي ينتمي لها ولم يكن هناك أي تقصير منهم في دعمه من خلال هذين العملين، وأثنى كثيراً لوقفة الأستاذ سالم الهندي في احتوائه وتقديمه بصورة جيدة، وقال: "كل ما يحتاجه الفنان الشاب هو إثبات الوجود واهتمام الإعلام به، ومتى ما توفر ذلك فإنه سيختصر الكثير على نفسه". ويضيف المشعل: ما قدمته حتى الآن من أغنيات كانت محاطة بكثير من الود والتقدير سواء من الملحن الراحل صالح الشهري أو من الشعراء الذين غنيت لهم، قد يكون للعلاقة الشخصية دور في ذلك، ولكن الأمر المزعج هنا هو ما قد يواجهه الفنان الشاب عند تنفيذه لأعماله، حيث يواجه بعض الإجحاف من بعض عناصر التنفيذ سواء من عازفي إيقاع أو موزع موسيقي أو مهندس صوت، الذي من الممكن أن يستغلوا قلة خبرته في تنفيذ العمل بأقل جهد وأقل جودة، وهذا الأمر واجهته بنفسي مما اضطرني لإعادة "المكس" مرة أخرى".