يسعى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم الذي بدأ امس ويستمر حتى اليوم لبلورة آليات إضافية للتغلب على المعضلات التي تعترض متاعب منطقة اليورو. ويريد المسؤولون الأوروبيون ونظرًا للخلافات الحادة التي لا تزال قائمة بين حكوماتهم التركيز على معاينة الإشكاليات القائمة على المدى الطويل وتأجيل حسم القضايا الأكثر تعقيدًا لقمة مقررة في شهر ديسمبر المقبل. ومن المقرر أن تعكف القمة على مناقشة تقرير صاغه رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومباي ويتضمن مقترحات لإصلاح هياكل منطقة اليورو. ويرتكز التقرير، الذي تم إعداده بالتعاون مع مسؤولي المؤسسات الأوروبية الرئيسة وهي رئاسة منطقة اليورو والبرلمان الأوروبي والمفوضية والمصرف المركزي، على أربعة محاور تتعلق بالاتحاد المصرفي والمالي والاقتصادي والسياسي بهدف هندسة الإطار الجديد لمنطقة اليورو. ويقترح التقرير المعروض على القمة وضع موازنة مركزية لمنطقة اليورو بهدف تمويل الإصلاحات وتخفيف وقع وتداعيات الأزمة على الدول المتعثرة. ويطرح التقرير أيضًا إمكانية إصدار سندات ديون مشتركة وإنشاء صندوق مساعدات لدعم الدول ذات الديون المتراكمة قبل وأثناء الأزمة. وسيبحث القادة الأوروبيون أيضًا المشكلات والخلافات بين الدول بشأن الإشراف المصرفي الموحد أو إعادة رسملة المصارف بشكل مباشر. من جهة اخرى شهدت اليونان، امس، إضراباً عاماً رفضاً لإجراءات تقشف جديدة تشترط "الترويكا" تطبيقها لتقديم حزمة أخرى من المساعدات المالية لأثينا. ونزل آلاف اليونانيين في العاصمة أثينا وغيرها من المدن الكبرى للمشاركة في مظاهرات، احتجاجاً على إجراءات التقشف الجديدة، وعلى برنامج خفض الإنفاق العام بقيمة إجمالية تبلغ 41 مليار دولار تقريباً.