طفلة ينبع وقبلها أطفال كثيرون راحوا ضحية العمالة وقبلها ضحية للأهل الذين يرمون بفلذات أكبادهم تحت رحمة شخص مجهول!! كل ما نعرفه عنه لا يتعدى تعبئة ورق ودفع مبلغ من المال لاستقباله من المطار، لو كان المستورد جهازا لترددنا وخفنا ألا يصلنا المطلوب والإنسان أكثر تعقيداً من الجهاز، الإنسان مشاعر وصراع وطيبة وشر وربما خلفية من الإجرام والكره والحقد. سذاجتنا وعدم وعينا بالأمور تقودنا إلى عدم الوعي والعمق فى المعرفة وفوق ذلك دعونا نكون صريحين كسلنا كشعب واعتمادنا على الآخر وعدم قدرتنا على إدارة حياتنا بأنفسنا كل ذلك يجعلنا تحت رحمة العمالة المنزلية!! البعض بل الكثير باع أخلاقياته ودينه فى سبيل الحصول على عاملة!! هناك من يوظف الهاربة وهناك من تترك العاملة مع زوجها وأولادها الشباب!! وأتذكر واحدة من طالباتي قالت دكتورة "شغالتنا" تأخرت أسبوعين فجلسنا فى فندق!! طبعاً أتمنى أن طالبتي كانت تمزح!! النقطة المهمة أننا نحضر لبيوتنا شخصا مجهولا لا نعرفه قد يكون مريضا أخلاقيا، خريج سجون، مريض نفسيا... الخ. إذا كانت الإحصائيات تقول ان في كل 25 شخصا يوجد على الأقل واحد "سيكوباتيّ" يعني لديه ميول عدوانية لإيذاء الآخر، ولكم أن تعدوا كم نحضر من هذه الفئة!! دائماً أتساءل وأنا أرى فى مطاراتنا مشاهد لا أراها فى مطارات العالم! أرى تلك التجمعات الهائلة من العمالة (ذكورا وإناثا) عمالة غير مدربة وجاهلة، نأخذها من المطارات إلى بيوتنا وتعيش بيننا!! والسؤال الذي يدور فى ذهني: يا ترى هل نحضر عاملا أو عاملة تدير شؤوننا المادية؟ أكيد الجواب بالنفي، ولكنا للأسف نحضر عمالة تربي أطفالنا!! ختاما؛ هذا لا يعني أنني لا أتعاطف مع مصاب والدي طفلة ينبع وغيرها، ولا يعني أني أرفع الخطأ عن العاملة، ولكن نحن نخطئ فى حق أنفسنا وفى حق أطفالنا عندما نعتقد ونثق وبحسن نية فى شخص غريب لا نعرفه!!