يبدو أن حلم الشعب الأمريكي بدأ يتأرجح مرة أخرى قبل 3 اسابع من انطلاق الانتخابات بين كفتي الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري لأكثر من 90 دقيقة أشعل فتيلها المناظرة بين الرئيس المرشح لفترة رئاسية أخرى باراك أوباما والمرشح للرئاسة ميت رومني كتم خلالها 68 مليون مشاهد أنفاسهم أمام شاشات التلفاز. المناظرة الأمريكية التي أثارت النقاد وكسبت جمهور واسع من المهتمين بالسياسة الأمريكية على مستوى دول العالم جذبت أنظارهم وأثارت الشهية السياسية للخوض في التحليل والرهان على من سيكون الرئيس الأمريكي المقبل . لم يوفق خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في التصدي لضربات المرشح رومني, بعد أن عرف بقدراته الفذة في الإلقاء منفردا على خشبات المسرح في لقاءاته بمؤيديه فيما بدأت على ملامحه الإنهاك وعدم الحرص في تقديم أداء جيد دفعه إلى ذلك حسبما قال النقاد ثقته بنفسه بشكل ساهم في التفريط بتلك الجولة المهمة في السباق الرئاسي خصوصا أن المناظرة كانت تركز على الجانب الاقتصادي باعتباره أحدى الملفات الهامة والذي أصبح يلامس جزء كبير من حياة المواطن الأمريكي وعنصر مؤثر لخطف انتباهه في التصويت بعد تراجع نسب التوظيف وازدياد البطالة والذي كان أحدى عامل حساس ساعد المرشح رومني للضغط من خلاله على أوباما في حملته الانتخابية. ساهم ذلك بالتأكيد في تقليص حجم الفارق بالنقاط بين اوباما ورومني وانتهت لصالح الأخير متفوقا. بالتأكيد كان لما حدث تأثيراته على الشعب الأمريكي بعد أن أرتفع سقف طموحاته وتطلعاته وأصبحت تركيزه أكثر على أن يكون الرئيس القادم ملامسا لواقعهم الاقتصادي البسيط لخفض الضرائب وتقليص نسبة البطالة إضافة إلى المهارات التي يفترض أن يجيدها الرئيس القادم في لعب دور مميز في ملف السياسة الأمريكية الخارجية وهو ما أجادة الرئيس أوباما بعد تنصيبه رئيسا في عام 2008 وفشل فيه المرشح رومني من خلال ردة فعل الشعب المتزايدة على تصريحات رومني بعد أن أستنكر تصريحات أوباما الناعمة تجاه ما حدث في ليبيا ما أدى إلى مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستفينز بعد نشر الفيلم المسيء للرسول, واعتبار الشعب أن ما دعي إليه رومني من شأنه أن يؤجج الفتنة ويزيد لهيب ردود فعل سيئة للشعب الأمريكي في ظل مطالبهم بردود فعل دبلوماسية. أوقع ذلك الشعب في حيرة من أمره بعد فشل خطط أوباما الاقتصادية بعدما اعتبروا ما حققته من نجاحات لا يزال ضئيلا مقارنه مع ما كان يردده قبل أعوام وتخوفهم من المرشح القادم للبيت الأبيض ميت رومني.