قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز إن إطلاق النار الذي تعرض له مساء السبت الماضي، كان مصدره وحدة من الجيش الموريتاني، وأنه وقع عن طريق الخطأ أثناء مرور موكبه قرب تلك الوحدة العسكرية، نافيا بذلك أن يكون قد تعرض لمحاولة اغتيال متعمدة كما ذكرت بعض وسائل الإعلام. وقال ولد عبدالعزيز في أول ظهور له عبر وسائل الإعلام الرسمية، بعد حادثة إطلاق النار عليه، إنه خضع لعملية جراحية ناجحة، شاكرا الطاقم الطبي الذي أشرف على العملية. وقد ظهر ولد عبدالعزيز خلال تصريحه وهو على سرير طبي وقد لف صدره بالضمادات، وحوله رئيس الوزراء مولاي ولد الأقظف، وقائد أركان الجيش الموريتاني الجنرال محمد ولد الغزواني وعدد من أعضاء الحكومة. وقد نقل الرئيس الموريتاني أمس بعد إخضاعه لعملية جراحية في المستشفى العسكري بنواكشوط، إلى فرنسا لتلقي العلاج هناك في طائرة طبية خاصة تم استدعاؤها لهذا الغرض. عدد من سكان نواكشوط في محيط المستشفى العسكري وكان موكب الرئيس الموريتاني قد تعرض لإطلاق نار أثناء مروره بالقرب من وحدة عسكرية في بلدة "طويلة" على بعد 50 كلم شمال العاصمة نواكشوط، وذلك أثناء عودته من إجازته الأسبوعية خارج المدنية، وقد أصيب ولد عبدالعزيز بطلق ناري في البطن، ونقل مباشرة إلى المستشفى العسكري حيث أخضع لعملية جراحية من أجل انتزاع الرصاصة التي أصابته. وقال مصدر عسكري ل"الرياض" إن وحدة عسكرية بقيادة ملازم يدعى "الحاج ولد احيمد" هي التي أطلقت النار على ولد عبدالعزيز، بعد مرور السيارة التي تقله بالقرب من قاعدة عسكرية يحرسها عناصر الوحدة المذكورة، ورفض سائق الرئيس الامتثال لتعليمات الحراس بالتوقف، ما دفع عناصر الوحدة إلى إطلاق الرصاص باتجاه سيارة الرئيس وإصابته بشكل مباشر. وقد توجه قائد أركان الجيش الموريتاني الجنرال محمد ولد الغزواني، إلى موقع الحادث، وتم وضع عناصر الوحدة التي أطلقت النار على رئيس الجمهورية رهن التوقيف، انتظارا لاكتمال التحقيق في الحادث. وقد أثارت هذه الحادثة ردود فعل متباينة في أوساط الشارع الموريتاني، وإن كان الجميع أعرب عن قلقه من تداعياتها على الأوضاع الداخلية في البلد، وقال أحد قادة أحزاب الأغلبية البرلمانية الداعمة للنظام، إن إصابة رئيس الجمهورية في هذه الظروف يعتبر امتحانا حقيقيا للأوضاع في البلد وقدرة الحكومة ومساعديه على ضبط الأمور والسيطرة على مقاليد السلطة حتى عودة الرئيس. وفي محيط المستشفى العسكري بنواكشوط الذي نقل إليه ولد عبدالعزيز بعد إصابته، تجمع آلاف المواطنين، من مؤيدي الرئيس وبعض الفضوليين والسكان المتطلعين إلى معرفة حقيقة الوضع الصحي للرئيس، وقد استطلعت "الرياض" آراء عدد من المواطنين، أجمعوا كلهم على تمنياتهم لرئيس الجمهورية بالشفاء العاجل وقال عبدالدائم، إنه ينتمي إلى أحزاب المعارضة الداعية إلى إسقاط الرئيس، لكنه يرفض أن يكون ذلك السقوط عن طريق العنف أو الإصابة البدنية، مجددا دعوته لولد عبدالعزيز أن يستقيل، بينما اعتبر المواطن مبارك ولد سيدي وهو أحد مؤيدي ولد عبدالعزيز أن البلد تحتاجه في هذه الظروف الصعبة، مضيفا أنه لولا وجود رئيس الجمهورية على رأس البلد لوقع في الكثير من المطبات.