وقعت "هيئة الهلال الأحمر السعودي" اتفاقية مع شركة (phi) لطائرات الهيلوكوبتر بقيمة (250) مليون دولار لمدة ثلاث سنوات؛ وذلك لتطوير البنية التحتية والقواعد الصغرى والكبرى، والمهابط الأرضية، وتدريب الطواقم الطبية والمهندسين، وفنيو الصيانة؛ لتزيز الخدمات الطبية الطارئة الجوية في المرحلة الخامسة، وذلك في إطار الاستراتيجية التي تتبعها الهيئة نحو إيجاد نقلة نوعية في مجال الخدمة الإسعافية. "الرياض" تواصل نشر أبرز ملامح الاستراتيجية العشرية لهيئة الهلال الأحمر في الجزء الثالث والأخير من هذا التحقيق؛ لبحث تجربة الإسعاف الجوي، ونموذج المحطة التجريبية لمشروع الرياض، ومستودعات التموين الطبي. قواعد طيران توجهت "الرياض" إلى مهابط الإسعاف الجوي في "نادي الطيران السعودي بمنطقة الثمامة - تبعد عن الرياض حوالي 80 كيلو-، والتقت "أحمد المزيد" -المشرف العام على المشروع الجوي-، وقال: إن مشروع الإسعاف الجوي انطلق عام (2010م) بست طائرات، ثم أضيفت إليها طائرتين، وأصبحت قواعد الطيران منتشرة في الرياض بواقع ثلاث طائرات، وقاعدة في جدة تضم طائرتين، وطائرة واحدة في قاعدة مكة، ومثلها في المدينةالمنورة، مشيراً إلى أنهم في صدد زيادة عدد القاعدات لتنطلق قريباً في كل من "القصيم" و"حائل" بواقع طائرة واحدة لكل مدينة. وأضاف:"اعتمدنا طائرات جديدة في المشروع الجديد، تفيد بشكل أكبر من حيث تحديد المواقع والأجهزة المتقدمة، ووجود تقنية (GPS) داخل الطائرات؛ ليتم تحديد موقع سيارة الإسعاف وتحديد موقع الحالة؛ بهدف ضمان الوصول في أسرع وقت ممكن"، لافتاً إلى أن أي تحديث جديد على الحالة يصل للطائرة بمساندة الجهاز اللاسلكي، بعد أن كانوا يعتمدون في السابق على إحداثيات خطوط الطول والعرض وأبراج الاتصالات القريبة من رقم المتصل، وكذلك على "قوقل أيرث". وأضاف أنهم يجرون بين فترة وأخرى عدداً من الجولات الاستطلاعية والمسحية لرصد العوائق على الخطوط السريعة أو داخل المدن والمباني والأبراج الشاهقة، حتى لا يتفاجأون بها وقت مباشرة الحوادث المختلفة؛ حتى يدركها المسعف الجوي، ذاكراً أن هناك دورات مستمرة في الطب الجوي والدورات الإسعافية ودورات القيادة، حيث إن المسعف الجوي ممكن أن يعمل في الإسعاف الأرضي، بينما لا يمكن تنفيذ العكس؛ لأن الجوي أكثر خبرة وقدرة على استخدام الأدوات المتقدمة، منوهاً أن الطائرات الجديدة مجهزة بمقعدين إضافيين للإصابات المتوسطة، إلى جانب مقعدين للأطباء، كما أنها أصبحت تتسع إلى أربعة مصابين بخلاف الطائرات السابقة التي لم تكن تحتوي إلا على سريرين فقط. وبقيت "الرياض" في القاعدة حتى نهاية نهار ذلك اليوم بانتظار أي حالة قد تقع لتباشرها مع الهلال الأحمر وبفضل من الله لم تقع أي حالة. طائرات جديدة واستقبلت "الرياض" مع الهيئة طائرات جديدة من نوع (سيكور سي أس 76) وتجرّبها الهيئة للمرة الأولى، حيث ينتظر أن تكون الأفضل من نوعها لا سيما في طول مداها وقدرتها على تحمل أجواء المملكة، فضلاً عن أن جميع اجهزتها إلكترونية بعكس الطائرات السابقة التي كانت تجمع ما بين اليدوي والكتروني، ويوجد فيها مستودع لحمل المزيد من المعدات والأجهزة البديلة الخاصة بالعملية الإسعافية، وتم توجيهها لمنطقة القصيم، وكذلك طائرة أخرى من نوع "بيل" الأمريكية، ومن مميزاتها إمكانية إجراء الصيانة الخفيفة، وقدرتها العالية في تحمل ارتفاع درجات الحرارة في المملكة وتم توجيهها لمدينة حائل. حالة إسعافية وخلال تواجد "الرياض" هناك وصل للفريق الإسعافي بلاغ عن وجود حادث تصادم على طريق القصيم، استنفر القائمين جهودهم بتوجيه لمباشرة الحالة فوراً، ورافقت "الرياض" الفريق الإسعافي بعد شرح عدد من تعليمات السلامة. وخلال وجودنا في هليوكوبتر الإسعاف كان هناك متسع من الوقت ليخبرنا الكابتن "عبدالرحمن الخضيري" عن تجربته في الإسعاف الجوي، حيث اشتكى من ثقافة الجمهور، وعدم وعيهم بضرورة إخلاء المكان لهبوط الطائرة، خاصة أن تصرفات غالبيتهم توحي أنهم يعتقدون أن مساحة عشرة أمتار كافية لهبوط الطائرة، متجاهلين قوة المراوح وخطورتها عليهم، ذاكراً أحد المواقف التي تعرض لها الإسعاف الجوي عندما حاول أحد المتجمهرين ركوب الطائرة عند استعدادها للإقلاع. وقال إن الهلال الأحمر وقع اتفاقية مع لجنة تطوير منطقة مكةالمكرمة في مدينة جدة؛ بهدف تخصيص مهابط للطائرات في الحدائق العامة بمساحة (20م × 20م) عليها حرف (H)؛ لتوضح أنها مهابط خاصة للهليوكوبتر، ويتم بعدها نقل المصاب بالعربة من موقع الحادث حتى الطائرة ضمن مسافات قريبة، موضحا أنه تم اختيار مدينة جدة لأن نسبة الحوادث فيها أعلى، مشيراً إلى أنه سيكون للهلال الأحمر مهابط جوية في وسط المدن والعاصمة، منوهاً أن المعدات التي تحتويها الطائرة قد تتجاوز مليوني دولار، فالهلال الأحمر حرص على جودة المعدات الطبية التي يتم استخدامها وحداثتها. وباشر الهلال الأحمر الحالة ونقلها إلى "مستشفى الحرس الوطني"، واستلمها الفريق الطبي هناك، وخلال العودة أوضح "أحمد المزيد" -المشرف العام على مشروع الإسعاف الجوي- أن الرحلة الواحدة التي يجرونها تُكلّف في المتوسط حوالي (11) ألف ريال، موضحاً أن البنزين وحده يكلف (3600) ريال، حيث تبلغ تكلفة اللتر ست ريالات، فيما يتسع مخزن الوقود في الطائرة إلى (600) لتر، إلى جانب عدد من التكاليف التي تخص المعدات ومدى تأثرها بالارتفاع وخلافه، موضحاً أن هناك جدولة مختلفة لمواعيد الصيانة، بعضها مستمر، والآخر قبل وبعد الرحلة، وفي كل مدة زمنية تختلف نوعية الصيانة. المحطة التجريبية وتوجهت "الرياض" في يوم آخر، إلى المحطة التجريبية لمشروع تجربة الرياض والخاصة بالإسعاف الأرضي والتموين الطبي، وتستوعب حوالي (70) سيارة إسعاف، وكان في المحطة أكثر من (20) سيارة مختلفة عن بعضها في السعة السريرية للسيارة الواحدة، إلى جانب ثلاث وحدات قيادة للكوارث والمهرجانات الكبيرة، ويتوجه المسعفون إلى المحطة لأخذ الفرقة الإسعافية لمباشرة الحالة، ثم يعيدون السيارة للمحطة التي يتم فيها تنظيف السيارة وإعادة تموينها بالمعدات اللازمة. ويوجد أكثر من مستودع طبي في المحطة مقسم حسب المعدات التي فيه، أولها مخصص لمعدات التنفس، والثاني للكسور، وآخر للأدوية والمحاليل، ويعمل بها شباب مواطنون مهمتهم تكمن في إعادة تموين سيارات الإسعاف بالمعدات التي تحتاجها، وذلك من خلال غرفة الإنتاج التي يتم فيها تعبئة الصناديق المخصصة لسيارات الإسعاف، ثم تحال إلى غرفة التغليف، حيث يتم تغليف وترميز ما يزيد عن (200) صندوق يومياً. تجهيزات إسعافية وأشار "عبدالعزيز الصامل" -مشرف المحطة التجريبية- إلى أن الصناديق يرمز لها بدلالات معينة تم تدريب المسعفين عليها، موضحاً أن لديهم بنكا مركزيا للأدوية والمستلزمات وآخر فرعي، الأول يحوي على ما لا يقل عن (100) علبة من كل صنف، ويتم تغذية البنك الفرعي من المركزي، مبيناً أنه قد تم تدريب العاملين في المحطة على جميع الأدوات الحديثة في السيارات الجديدة. وشرح "فهد العنزي" -مُسعف- أهم التجهيزات الجديدة في سيارات الإسعاف الحديثة، مبيناً أنه تم تثبيت أسطوانات الأكسجين بالسرير على خلاف السابق، إلى جانب توفير ثلاث اسطوانات احتياطية داخل كل سيارة، وشنطة إنعاش تضم عدداً من الأجهزة المتقدمة، موضحاً أن المشروع وفّر عدداً من الألواح المختلفة لإصابات العظام وتثبيت الكسور بأحجام متنوعة للقدم والساق والظهر. شكر وتقدير تشكر «الرياض» مسؤولي هيئة الهلال الأحمر على تعاونهم في إعداد هذا التحقيق الاستقصائي الذي تطلب إعداده حوالي شهرين، وتخص بالشكر «د.رشيد العيد» -مساعد رئيس الهيئة للشؤون الفنية-، و»إبراهيم الحمدان» -المشرف على وحدة العلاقات العامل بالتشغيل الذاتي- اللذين حرصا على تذليل كافة العقبات، وتسهيل المهمة الصحافية، وتحقيق ما نصبو إليه جميعاً في تطوير الخدمات الإسعافية. الإسعاف الجوي نقلة نوعية في مجال الخدمة الإسعافية الطاقم الفني للإسعاف الجوي «عدسة- صالح الجميعة» «الرياض» حلّقت مع الإسعاف الجوي لإنقاذ مصاب على طريق القصيم أحمد المزيد عبدالرحمن الخضيري عبدالعزيز الصامل