أوصى مؤتمر الجماعة والإمامة الذي أقيم تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز (يحفظه الله)، بتحمل المسؤولية من جميع فئات المجتمع وشرائحه، تجاه هذه الصورة المثالية التي تعيشها المملكة من الوحدة والألفة والاجتماع، وقيام الإمامة بصورتها الشرعية، والأخذ على يد كل من يزرع الفرقة والشقاق والفتنة، فالوطن للجميع، وحمايته من هذه المؤثرات والمهددات واجب ديني وطني. وأشاد المؤتمر في توصياته، بالتجربة الرائدة للمملكة العربية السعودية في مواجهة الأفكار المنحرفة التي تستهدف في جملتها مسائل الجماعة والإمامة بشبهات يتم التلبيس بها، وتأييد الدولة فيما تتخذه من خطوات مباركة شرعية وفكرية وعلمية وأمنية وقضائية لتحصين الوطن من دعاة الفرقة وشق عصا الطاعة والاعتصامات والمظاهرات وغيرها مما يخل بصورة الجماعة والإمامة، ويؤكدون على أهمية التعاون والتكامل والتعاضد تحقيقًا للمقاصد ودرءًا للمفاسد. كما أكد المشاركون في المؤتمر في التوصيات، على العناية بالتأصيل الشرعي لمسائل الجماعة والإمامة وتحرير مسائلهما، انطلاقًا من نصوص الشريعة ومنهج سلف الأمة في فهمها، وتضمينها في مناهج التعليم في المراحل الأولى بما يتناسب مع مراحلهم العمرية، واعتماد مفرداتها ومضامينها في مقررات الثقافة الإسلامية في المراحل العليا لما لها من أهمية بالغة في غرس هذه الأسس في نفوسهم، وتحصينهم من المؤثرات التي تخل بهذه الأصول. وأوصى المؤتمر كذلك بتعميم أوراق العمل والكتب المصاحبة للمؤتمر لأهميتها، إلى جانب الإشادة بنوعية المشاركين والأطروحات والأبحاث التي قدمت للمؤتمر، واقتراح تعميم هذه الأبحاث في جامعات المملكة من خلال فعاليات وورش عمل، يتم استضافتهم فيها، تكون موجهة لعموم الطلاب والطالبات لما لها من أثر بناء في التوعية بهذه الأصول العظيمة. كما أكد المشاركون في توصياتهم على دور المرأة المسلمة في غرس هذه الأصول، وتربية الناشئة عليها، وكذلك أهمية تقديم مضامين ناضجة، مدعمة بالنصوص، لتكون مادة إعلامية يتم من خلالها إبراز منهج السلف الصالح في مسألتي الجماعة والإمامة. واقترح المشاركون إقامة الدورات العلمية وحلقات النقاش والمحاضرات التي تؤصل مفهوم الجماعة والإمامة، واستقراء الشبهات المتعلقة بالجماعة والإمامة ورصدها، ثم الرد عليها بالحجة والدليل والبرهان الشرعي والعقلي المقنع المستند إلى الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة. ورأى المشاركون ضرورة العمل على تجاوز التنظير والتأصيل إلى برامج علمية عملية مؤثرة في بناء منظومة القيم المتعلقة بالجماعة والإمامة، وذلك من خلال صناعة وبناء ألعاب اليكترونية مطورة، بما يحقق غرس هذه القيم، ويحمي من الانحراف، ويتطلب ذلك تكوين فرق متخصصة يكون من ضمنها متخصصون في العقيدة، واستغلال أماكن التجمعات الشبابية لعرض مضامين مركزة، يتم إخراجها بشكل يجذب للاطلاع عليها، وتكون واجهات لهذه الملاعب، لما في ذلك من التذكير وتكرار هذه الأصول، وتعميق تأثيرها على المدى البعيد. بالإضافة إلى إقامة مسابقات في مدارس التعليم العام والتعليم العالي، تنطلق من هذه الأصول، وتعتمد الإقناع والإمتاع، وتلخيص وتركيز أفكار ومضامين الأبحاث المقدمة إلى المؤتمر، وصياغتها كحقيبة تدريبية يتم اعتمادها في دورات متقدمة معتمدة، تنفذها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتعزيز المبادرة الملكية من خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- باعتماد لغة الحوار بين أتباع الديانات والحوار المذهبي باعتماد هذه الأصول مادة للحوار في القضايا المتعلقة بالوحدة الوطنية، والتلاحم بين أبناء المجتمع، لما لها من أثر في تحقيق هذه المقاصد، والتعايش بين أطياف المجتمع انطلاقًا منها. كما أوصى المشاركون بإنشاء كرسي بحثي لدراسات الجماعة والإمامة يحمل اسم المؤسس الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، يهتم برصد الأطروحات والكتب والأبحاث سواء التراثية منها أو ما تسهم به الجامعات. وأكد المشاركون على أهمية دراسة الأحاديث ومواقف السلف التى يشبه بها البعض ويستند إليها في ارتكاب الانحرافات والدخول في الفتن التي تؤثر على الجماعة والإمامة، والإجابة عنها بما يحقق انتظام هذه الأصول، وكذلك أهمية إعداد الدعاة والخطباء والأئمة وعقد دورات متخصصة في هذه الأبواب لما لهم من أثر مهم في تحقيق الاجتماع والائتلاف، ودرء مظاهر الفتن عن المجتمع. وكذلك التوصية بطرح وطرق موضوع الجماعة والإمامة انطلاقاً من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح عبر خطب الجمعة والمحاضرات التي تعقدها المؤسسات التعليمية والتربوية والدعوية، مع حسن اختيار من يشاركون في مثل هذه المناشط، وغيرها من التوصيات.