يعيش الزوجان حياة جميلة ومتفاهمة إلى أبعد حد، خاصةً في الأيام الأولى من الارتباط، إلاّ أنه مع مرور الوقت وبعد إنجاب الأطفال، يحدث أن يمل الزوج من مسؤوليات الأسرة، ليجعل كافة الأمور على عاتق الزوجة، فبعض الأزواج -مع الأسف- لا يهمه سوى الذهاب إلى عمله صباحاً، وفي المساء ترك المنزل بما حمل على شريكته، ليتفرغ هو لأصحابه في الاستراحة! وترفض بعض الزوجات تصرفات أزواجهن، الأمر الذي قد يُسبب "مشاكل أسرية" تنتهي إلى الطلاق، وهو ما يؤثر على الأطفال نفسياً، لتستمر معهم طوال مراحل حياتهم، وهو ما يُحتم توعية الآباء أن لكل مشكلة حلا، وأن يكون التفاهم موجودا بين الشريكين، حتى يسعدا بحياة "هانئة" بعيدة عن المُنغصات والتحولات! كما يبرز دور المصلحين والقريبين من الأسرة إن عجز الزوجان عن حل مشاكلهما، من خلال تقديم النصح والمشورة. نقطة توتر وانفصلت "أم فاطمة" عن زوجها منذ عامين ونصف العام، وتعود الأسباب إلى جهتين احداهما العمل، والاخرى الأطفال، مضيفةً أن إنجاب الأطفال نقطة توتر في أُسرتنا، فطليقها لم يكن يتحملهم، مشيرةً إلى أنها تمكنت من الحصول على وظيفة في قسم نسائي بإحدى الشركات، وهو ما جعلها تُرتب أمور طفلتها، إلاّ أن طليقها أصر على عدم ذهابها إلى العمل، وهو ما فاقم الخلاف، حتى حصل الطلاق. ولا تُعد "أم فاطمة" الحالة الوحيدة، ف"مريم علي" طُلقت بسبب كثرة الأولاد، مضيفة أن المشكلة تكمن في أن الزوج لا يتحمل أطفاله، كما أنه يتغير على الزوجة بعد إنجاب الأطفال، مبينةً أنه قبل مرحلة الأطفال لا ينشغل الزوج عن زوجته، بيد أنه يتغير تدريجياً حتى يصبح الأمر ملاحظاً بقوة، مشيرةً إلى أنه من المُهم تأقلم الشريكين مع الزواج عبر عدم التغير مع الزمن أو مع المشكلات التي تقع. رجل أمام مركز شرطة ينتظر استلام حضانة ابنه «إرشيف الرياض» عزل اجتماعي وأوضحت "مريم علي" أن أسباب المشاكل التي حدثت بسبب وجود الأطفال عديدة، منها عدم قبول الزوج بتحمل مسؤولية الأطفال، مضيفةً: "ولدي الصغير في عمر ستة أعوام، كان يحتاج من يذاكر له، وكنت أعمل كل شيء حتى أصبحت في عزلة اجتماعية"، مؤكدةً أنها لم تعد قادرة على الخروج لصديقاتها أو أقربائها، وكانت حياتها الاجتماعية شبه معدومة، في حين أن زوجها لا يريد التعاون معها في تربية الأطفال، ويضع كل أمر عليها، لافتةً إلى أن المرأة تصل إلى "نقطة الانفجار" بسبب تراكم الضغوط النفسية عليها. وشدّدت "أم فاطمة" على أن السعادة لا تأتي من الفراغ، بل من تعاون الزوجين في تربية الأطفال، ف"الضغوط النفسية التي تعاني منها الأم كبيرة، إذ أن الرجل يتمكن من الخروج يومياً لرؤية أصدقائه والعودة متأخراً إلى المنزل، موضحةً أنه مطلوب من الزوجة أن تجلس مع الأطفال وأن تربيهم لوحدها، ثم عليها أداء واجبات المنزل. جلب خادمة وذكرت "أم فاطمة" أن البعض يجلب خادمة ويحولها لكل شيء في عمل المنزل بما فيها تربية الطفل والاعتناء به، مضيفةً أن ذلك يُعد خطراً على صحة الطفل، مشددةً على أن المطلوب تعاون الزوجين في حل المشكلات المتعلقة بإنجاب الأطفال، وإلاّ ستصل الأمور إلى نقطة اللاعودة، ما يحقق الطلاق الحتمي، مؤكدةً أنه يعود السبب في معظم الحالات بسبب إصرار الزوج على رأيه. وقالت "صفية إحسان" -خادمة-: إن رب المنزل الذي تعمل به شدّد عليها أن تراعي أطفاله، مضيفةً أنها تجلس صباحاً وترتب أمورهم للذهاب إلى المدرسة، مؤكدةً أن الزوجة تؤيد هذه الإجراءات، مبينةً أن رعايتها للأطفال تمتد أثناء الذهاب إلى الأسواق، نافيةً حدوث مشاكل تتعلق بين الزوجين بسبب الأطفال، موضحةً أن وجود عاملة منزلية تعمل على راحة الأسرة يسبب ارتياحاً عاماً في المنزل. مشاكل نفسية ورفضت "أم فاطمة" حديث "صفية" وتساءلت: كيف نترك الأطفال عند عاملة منزلية أو مربية؟ نحن من أنجبنا وعلينا تربيتهم حسب قيمنا الإسلامية، وليس ضمن قيم وعادات تختلف عن مجتمعنا، مشيرةً إلى أنها نريد أبناءنا أن يتعلموا العادات والقيم التي تربت عليها، مؤكدةً على أنها لا ترفض مبدأ عمل العاملة المنزلية في شؤون المنزل، لكن أن تمتد إلى الأطفال فهذا ما ترفضه كأم. وقال الشيخ "محمد الجيراني" -قاضي في دائرة الأوقاف والمواريث-: إن المشاكل الصغيرة سرعان ما تتحول إلى مشاكل كبيرة مع التراكم، حيث يؤدي إلى الوصول لنقطة الطلاق والرغبة فيه، مضيفاً أن دورنا يكمن في إصلاح الزوجين ومحاولة منع الطلاق ما أمكننا ذلك، مبيناً أن المشاكل التي تنشأ عن طريق الأطفال يجب حلها بالتفاهم بين الزوجين، أو بمساعدة أحد من المقربين إلى الأسرة، شرط أن يكون موثوقاً فيه من قبل طرفي الاختلاف، مشيراً إلى أن دائرة الأوقاف والمواريث التابعة لوزارة العدل نجحت في حل مشاكل كثيرة من مشاكل تعترض الأسر التي أوشكت على الطلاق. وأضاف أن الطلاق يعني أن الطفل سيحرم من الحنان العام في أسرة مستقرة، وهو ما يسبب مشاكل نفسية أخرى غير ما يترتب عليه الانفصال مشدداً على ضرورة أن يتدخل مصلح إن عجز الزوجان عن حل مشاكلهما بنفسيهما.