لازالت خطوات الفريق النصراوي المتعثرة في دوري زين، لا ترقى لطموحات جماهيره، التي ما فتئت تنتظر من فريقها موسما بعد آخر الذهاب بعيدا في بطولة الدوري، وهي البطولة التي غابت عن مشهد النصر منذ العام 95م. وجاءت نتائج النصر هذا الموسم المتذبذبة، لتنسجم مع القرارات الإدارية المتوالية، التي وضعت الفريق تحت مقصلة التجريب والتبديل بين الأجهزة الفنية، التي توافدت على تدريب النصر في فترة وجيزة لاتتعدى السنوات الأربع وحتى الآن، كان آخرها رحيل المدرب الكولومبي الشهير ماتورانا، بعد أن كان حتى بداية الموسم الجاري مقنعا للإدارة النصراوية، وقبلها منحته الثقة في قيادة المعسكر الصيفي للفريق، والمساهمة في اختيار الأجانب، رغم أن معظم الآراء الفنية التي أطلقها بعض المحللين والنقاد في الموسم المنصرم، أكدت أن المدرب الكولومبي لاجديد لديه في تطوير واستثمار إمكانات الفريق مع غياب قراراته في منح الفرصة للاعبين الشباب في صفوف النصر، هذه الآراء ضلت طريقها، وسط تعنت إدارة النصر حينها، والإصرار على منح الثقة مجددا لماتورانا، ثم مالبثت أن تراجعت بعد بضع جولات من دوري هذا الموسم، وألغي عقد المدرب أخيرا قبل نهايته، وهو الأمر الذي أربك حسابات الفريق في الدوري، حتى مع وصول جهاز فني جديد يقوده الأرجواني المغمور دانيال، بسبب أن مثل هذه القرارات يفترض أن تسبق انطلاقة الموسم، ومع بداية الإعداد الصيفي، إلا أن إدارة النصر واصلت سياسة التجريب في كل موسم دون رؤية مقنعة!!. ولم يقتصر الأمر على الأجهزة الفنية، فكان نصيب النصر المضي في كل موسم دون لاعبين أجانب فاعلين، بل يتم إبعاد بعضهم بعد مرور أسابيع فقط من الموسم، كما هو الحال مع الأرجنتيني مانسو الذي كان يشغر أهم مركز في الفريق وهو صانع الألعاب، حيث لاقى الخبر الأول بالتعاقد معه امتعاض الكثيرين من جماهير ومحبي النصر، على اعتبارات تقدمه في السن وزيادة وزنه، والتي ظهرت بوضوح في الصور الأولى لمعسكر الفريق الفائت في أسبانيا، كما أن التعاقد الآخر مع المدافع الاوزبكي شوكت جاء على طريقة "مجبر أخاك لابطل" بعد أن رفض اللاعب نفسه إلغاء العقد واستبداله بمدافع آخر، كما رأت الإدارة النصراوية بعد أن وقعت مع اللاعب، في دليل واضح على غياب الرؤية الفنية الثاقبة، وغياب الخبراء والمستشارين المخلصين حول الإدارة، في مسألة تقييم صفقات اللاعبين الأجانب قبل التعاقد معهم، وهو ماكبد خزانة النصر في السنوات الماضية مبالغ طائلة، جلها ذهب للشروط الجزائية والسماسرة، والآخر نحو صفقات مضروبة تجرع معها الفريق مر الخسائر والتراجع أمام المنافسين، الذين تسلحوا بالعناصر الأجنبية المؤثرة، وهو ماظل يطرح علامات استفهام متكررة، حول طريقة الاختيارات الفنية النصراوية على صعيد المدربين واللاعبين الأجانب، ومن يقودها في كل موسم نحو المزيد من الفوضى والتراجع، والهدر المادي الذي أثقل كاهل النادي، وأحبطت نتائجه جماهيره الوفية.