تتجدد الإثارة ويطغى التحدي من جديد مع إطلالة دربي الوسطى بين الهلال والنصر، فمهما كانت الظروف التي تسبق مواجهة العملاقين، ورغم المسار الفني الهابط الذي يسيطر على مسيرة الطرفين هذا الموسم، عطفا على المواسم المنصرمة، إلا أن هذه المواجهة تظل الأكثر ترقبا لدى الجماهير بمختلف ميولها، حتى وإن كانت تقام على هامش المنافسة على بطولة الدوري، أو أن نتيجتها لا تمثل أمرا مهما للطرفين كما هي اليوم. ومع أن الكثيرين يتفقون على قيمة المباراة على الصعيدين الجماهيري والإعلامي، وأنها الأكثر اهتماما ومتابعة، إلا أنها على الصعيد الفني في كل مرة تفقد الكثير من وهجها وتوهجها، ولعل الغيابات الفنية على صعيد اللاعبين التي يعاني منها الهلال والنصر قبيل مواجهتهما اليوم تمنح مؤشرات فنية غير مشجعة، رغم أن قمة الفريقين على مدى التاريخ لا ترتبط بغياب لاعب أو لاعبين لان المتعة والتحدي هما الحاضران دوما ولكن عندما يكون الحديث بمقاييس فنية فان لقاءهما اليوم يظل دون مستوى الأمل والترقب، ويبرز اهتزاز الثقة في مدربي الفريقين على قائمة الاهتمامات لدى إدارتي الناديين، ففي الطرف الهلالي بدأت القناعة تتضاءل في بقاء المدرب"التشيكي" هاشيك مع غياب الهوية الهلالية الحقيقية التي تعودت عليها جماهير الهلال داخل الملعب، مع التخبط في الاختيارات وغياب الجرأة المطلوبة لتعزيز موقف الفريق في المباريات، وهو ما يشغل بال الإدارة الهلالية؛ خصوصا وأن الفريق أمام استحقاق آسيوي صعب، ترنو الإدارة الهلالية لتسجيله منجزا مهما في مسيرتها المميزة مع الفريق منذ تسلمها إدارة النادي. فيما باتت حظوظ المدرب الكولومبي ماتورانا في الاستمرار مع النصر في أدنى مستوياتها، رغم القناعة الباكرة والثقة المتكاملة التي منحتها الإدارة النصراوية لماتورانا، عندما بادرت بتجديد التعاقد معه لموسمين ونصف الموسم، بعد ثلاث جولات فقط، من بداية مشواره مع الفريق قبل أن تبدأ بالتخلي عن تلك القناعة، مع ضعف النتائج وغياب الشخصية النصراوية الفنية داخل الملعب، خصوصا في هذا الموسم مع توالي خسائر الفريق وتراجعه في الترتيب، وغيابه التام عن مشهد المنافسة . ورغم كل ذلك إلا أن "دربي" العاصمة يبقى مشهدا كرويا ذائع الصيت، ينتظره الجمهور في كل مرة، على أمل أن تكتمل روعة هذا المشهد بمستويات فنية راقية، يضطلع بها نجوم الهلال والنصر وتستمتع بها الجماهير بتنوع وتعدد ميولها.