في الأسابيع الماضية استطاعت المصورة السعودية مروة المقيط التفوق على زملائها طلاب الماجستير في قسم التصوير الصحفي بجامعة وستمنستر البريطانية حيث وقع الاختيار عليها للحصول على جائزة (Metro Imaging) للعام 2012م. وهي جائزة سنوية يتنافس عليها جميع طلبة التصوير في أشهر الجامعات البريطانية للتدريب لمدة عام كامل في هذه المنشأة المتميزة. وقد كانت المجموعة التي أهلت مروة المقيط للفوز عبارة عن صور فوتوغرافية تمثل حالات التقلب المزاجية للأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري والاضطراب ثنائي القطبية الذي يجعل الأفراد يتأرجحون بين مزاجين شديدي التناقض فيسيطر فيه الاكتئاب الشديد لدرجة لا يعود الفرد قادر فيها على ممارسة أبسط مهام حياته اليومية. الرائع في هذه السلسلة أنها حقيقية وتعكس حياة إحدى مناضلات هذا الاضطراب، حيث تمكنت المقيط من إقناع امرأة سعودية بأن تفتح لها أبواب منزلها وخزائن الذاكرة والذكريات معاً لينبشا فيها عن بقايا الإنسان. في الخمسين من العمر تمكنت هذه المرأة الشجاعة أن تسخر معاناتها طيلة 27 عاماً لتكون مادة خام للإبداع جعلت المقيط تبدع بالضوء والنثر معاً، حيث حمل اسم كل صورة خاطرة بدلاً من أن يحمل عنواناً موجزاً فجعلت المشاهد لا يملك سوى أن يتوه بين المصوِره والمصوَره معاً في عالم من الصمت والضباب. الألم الصامت يطغى على كل ضجيج العالم»، مروة المقيط، 2012م لا أستطيع أبداً أن أجزم من أنا..»، مروة المقيط، 2012م بين الوهم والحقيقة..أجد نفسي»، مروة المقيط، 2012م