ابتكر العديد من الأسر حلولاً لتفادي الكثير من الإزعاجات والمضايقات التي قد يواجهونها أثناء تواجدهم مع السائق، وذلك بجعل السائق يرتدي الزي السعودي، حيث أكد الكثير من الفتيات أن هذا الحل قد خدمهن كثيراً، خاصة عند نزولهن للسوق، أو الأماكن العامة، وأثناء التنزه.. أو زيارة الصديقات، أو الذهاب لمقر عملهن، فيما ذكرت أسر أخرى أن السائقين لا يلتزمون بهذا اللباس طوال اليوم، ولكنهم تحت إلحاح الأسرة يجبرون على ارتدائه مع أنه يكون واضحاً أن السائق أجنبي وليس سعودياً. «برستيج العائلة» أجبر السائقين على «الكشخة» وعدم الالتفات أثناء القيادة تمويه وذكرت "ابتهال العمري" أنّها كانت تواجه مشكلة كلما ذهبت إلى السوق مع السائق؛ من معاكسات وأحياناً مضايقات للسائق، وكانت تتلافاها بأن تصطحب معها أحد إخوانها، أو أطفال العائلة، ولكن بدأ إخوانها يتذمرون من مثل هذه المشاوير، فأقترح أحدهم بأن يرتدي السائق ثوباً وشماغاً عندما يصطحبهم إلى السوق، وذلك حتى لا تصيبهم المضايقات، وبالفعل نجحت الفكرة. وأشار "فيصل قاسم " إلى أنّه لاحظ هذا الأمر كثيراً، ولم يفهمه بالبداية عندما كانت تخرج المرأة من السيارة لشراء أغراضها، والذي معها يبقى بالسيارة، ولكنّه عرف بالأخير أنّه سائق العائلة مرتدياً زياً سعودياً للتمويه، والتخلص من المضايقات التي تواجهها النساء. وأضاف "أبو راكان": "لا نستطيع أن نؤكد على أنّ هذا الموضوع أصبح ظاهرة، ولكنه قد يزداد بمناطق دون أخرى، لذلك فالظروف التي تقابل الأسر هي التي من شأنها أن تظهر مثل هذه الأمور، ورب الأسرة معذور إذا صدر قراره بارتداء سائقه الزي السعودي للمحافظة على أهل بيته وبناته من الإزعاج". «برستيج العمة» ألزم السائق على ارتداء الثوب والشماغ ترقيم ومعاكسات وقالت "أم فهد": إن بعض "الشباب -الله يهديهم- لا يفرقون بين السيدة الكبيرة أو الفتاة الصغيرة عندما يكون معها سائق، فتجد هناك من يلاحق السيارة، ومنهم من يرقم، وآخر يرفع صوت المسجل، أملاً أن تلتفت لهم الفتاة، لذلك أقلق أحياناً كلما خرجت مع بناتي لقضاء حوائجهن من السوق، أو ذهبن لكلياتهن، لذلك جعلنا السائق يلبس ثوباً وشماغاً، حتى نطمئن على بناتنا. وأوضح "سالم الياسري" أنّ إحدى أخواته تعمل ممرضة بأحد المستشفيات، ويتطلب دوامها الرجوع في أوقات متأخرة، ولذلك فرضت هي من نفسها على سواقها لبس الثوب والشماغ، مضيفاً أنّ سائقهم اعتاد على الأمر حتى أصبح لديه ثياب أكثر من باقي شباب الأسرة!!. ارتداء السائق للثوب منع الكثير أناقة وبرستيج وشدد "فهد حامد" على أنّ الشباب اليوم أصبحوا أكثر وعياً، خاصةً من لديه أخوات، معترفاً بأنّ هناك بعض الشباب الطائش، ورافضاً في الوقت نفسه تعميم طيشهم على الجميع، مبيناً أنّ ملامح السائق أحياناً هي من توحي بأنّه أجنبي؛ وذلك أنّ بعضهم لا يتقن طريقة لبس الشماغ والعقال، والبعض الآخر من شدة إتقانه تحسبه شاباً سعودياً!. وبيّن "عوض القحطاني" أنّه لاحظ في معظم المناطق التي زارها سائقين لعائلات يلبسون الثوب والشماغ، حتى أنّ بعضهم لا يمكن التفريق بينه وبين السعودي، مشيراً إلى أنّ الفضول قد ساقه لسؤال بعضهم عن أسباب ارتداء هذا الزي، فمنهم من قال إنّ الأسر تلجأ إليه مع سائقيها لتلافي الإزعاج، والبعض يرى في ذلك "برستيج"، وهناك من يفرضه على السائق كنوع من الأناقة والنظافة. زي موحد واعترفت "مها العامر" أنّ أسرتها قد فرضت اللباس السعودي على سائقها كنوع من الزي الموحد لكل "مستخدميهم"، وكذلك الخادمات؛ فلهن زي معين يجب أن يلتزمن به، مشيرةً إلى أنّ هذا نوع من الترتيب والنظام الذي تحرص عليه عائلتها، حتى لا يكون هناك فوضى أو عدم تقيد بالنظام المفروض من قبل العائلة، مبينةً أنّه لا مانع لدى المستخدمين من ذلك، ولكنهم يعانون من الجدد منهم، حيث ينسى بعضهم التعليمات؛ مما يعرضهم إلى عقاب والدها، الذي لا يحب الفوضى وعدم الالتزام بالأوامر!. توجيهات صارمة وبلغة متكسرة لفت "توفيق" -سائق آسيوي لدى إحدى الأسر- إلى أنّه كان عليه أن يخلع بنطلون ال"جينز" والقميص، وأن يرتدي الثوب، ويضع الغترة الحمراء والعقال على رأسه؛ حسب أوامر السيدة، التي رأت أنّ ظهوره باللباس المحلي يمنحه شيئاً من الهيبة؛ مما يحد من فضول الكثيرين، خاصة الشباب الذين لا شغل لبعضهم إلاّ المعاكسات، ما إن يرى الواحد منهم سيارة فيها شبح امرأة مع سائق أجنبي حتى تبدأ سلسلة من المضايقات، مضيفاً: "في البداية شعرت بشيء من الضيق، خاصة من الغترة والعقال الذين يحتاجان إلى ضبط بعكس الثوب المريح، ولكن مع الوقت اعتدت ذلك، كما لاحظت أنّ الإزعاج والمضايقات خفت بكثير، بل كادت تنعدم بفضل تطبيقي الصارم للتوجيهات، وبنات السيدة يقلن لا تلتفت كثيراً حتى لا يعرفوا أنّك أجنبي من سحنتك الصفراء وملامحك الآسيوية، والحقيقة أنّهن معذورات في خوفهن وتحفظهن؛ لأنّ بعض المضايقات لا تُحتمل"!!. خشية اصطدام ورأت "حنان فاضل " -أخصائية أسرية- أنّ توجه بعض الأسر لإلباس سائقها الزي السعودي حل مؤقت لتفادي المشكلات والمضايقات التي تعاني منها أثناء خروجها من المنزل، مشددة على أهمية توعية المجتمع، خاصةً الشباب، فهذه السلوكيات تضر وتؤثر على نفسية الفتيات، مضيفةً: "هناك أسر رب الأسرة أو أحد أفرادها الذكور لا يكون متفرغاً بشكل كامل لتلبية متطلبات العائلة؛ مما اضطر السيدة أو الفتيات للخروج مع السائق وقضاء مستلزماتهن بأنفسهن، ومنها الخروج للسوق أو زيارة الأقارب أو التوصيل للعمل أو الكلية، وكثيراً ما نسمع عن المضايقات التي تتعرض لها سيارات النساء، لذلك لجأت هذه الأسر لتدريب السائق على اللباس السعودي والذي هو عبارة عن ثوب وشماغ، وقد سمعت من الفتيات قلة المعاكسات والإزعاجات، لأنّ للباس السعودي هيبة والكل يتحاشى الاصطدام معه، لذلك هي طريقة ناجعة، ولكنها ليست الحل المثالي".