بلغ إجمالي القروض الشخصية على الخليجيين 795,9 مليار ريال سعودي، أي حوالي 212,2 مليار دولار نهاية النصف الأول من عام 2012. وقال المستشار الاقتصادي فادي بن عبدالله العجاجي ان متوسط تكلفة خدمة الدين على القروض الشخصية للخليجيين يصل إلى قرابة 51,7 مليار ريال سنوياً (13,8 مليار دولار)، وهو ما يرجح أن معدل ادخار معظم الأفراد الخليجيين يأخذ قيماً سالبة. واضاف أن إجمالي عدد سكان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يتوقع أن يصل إلى 44,3 مليون نسمة في نهاية عام 2012م. لذا يُقدر معدل القروض الشخصية على الخليجيين بحوالي 18 ألف ريال لكل نسمة، أي تقريباً 108 آلاف ريال (28,8 ألف دولار) لكل أسرة خليجية. واحتل الإماراتيون المرتبة الأولى خليجياً من حيث حجم القروض الشخصية في نهاية النصف الأول من عام 2012م، حيث بلغ إجمالي قروضهم الشخصية 264,7 مليار ريال (70,6 مليار دولار)، تلاهم السعوديون بحوالي 254,6 مليار ريال (67,9 مليار دولار)، ثم الكويتيون بحوالي 122,9 مليار ريال، ثم العمانيون بحوالي 54,7 مليار ريال، وأخيراً البحرينيون بحوالي 22,6 مليار ريال . واوضح العجاجي أن معظم القروض الشخصية على الخليجيين هي قروض استهلاكية، فواقع الحال لمعظم أفراد المجتمع الخليجي أن حجم إنفاقهم مرتفع جداً في بداية الشهر مقارنة بنهايته، بل تصل بهم الحال إلى حد الإفلاس في نهاية كل شهر، وبعضهم لا يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك بسبب انخفاض مستوى الدخل مقارنة بحجم الإنفاق على الضروريات. لكن شريحة عريضة منهم تعيش على هامش الاقتصاد وتنحرف بشكل واضح عن الواقعية، وتقحم نفسها في التزامات طويلة الأجل لتحقيق أهداف استهلاكية قصيرة الأجل. وفي معظم الحالات، وعطفاً على أنماط الاستهلاك السائدة في المجتمع الخليجي، تعد القروض حلولا قصيرة الأجل تخلق مشاكل طويلة الأجل. خصوصاً أن معظم القروض هي قروض استهلاكية تمثل استهلاكاً حالياً من دخل يتحقق في المستقبل، وهي ضد الادخار (ادخار سالب) وتجعل الأسرة الخليجية تعيش في المنطقة السالبة، فتدفع تكاليف الاقتراض علاوة على تكليف المعيشة.