نفى وزير الخارجية المصري محمد عمرو صحة ما يتردد من مزاعم بشأن إرسال إو إمكانية إرسال قوات مصرية إلى سوريا، وقال: "إن مصر لم ولن ترسل قوات إلى سوريا". وحول ما تردد من تسريبات إعلامية مؤخرا، زعمت أن مصر تناقش إرسال قوات لسوريا قال عمرو: "إن هذا الموضوع لم يطرح، وشدد على أنه ليس هناك أي تفكير مصري لإرسال أي قوات مصرية إلى سوريا". وردا على سؤال بشأن المخاوف من أن تقود هذه الأزمة إلى إخراج سوريا من معادلة القوة العربية قال: "إننا لهذا نريد حلا يحفظ لسوريا تكاملها الإقليمي ووضعها في المنظومة العربية لأن سوريا دولة إستراتيجية مهمة للغاية". وشدد وزير الخارجية على أن ما يحدث في سوريا يؤثر ليس فقط على دول الجوار المباشر بل يؤثر على جميع الدول بما فيها مصر ويؤثر على الأمن القومي للمنطقة، وأضاف أنه لا يجب أن ننسى كذلك البعد النفسي، فالسوريون وسوريا لها في نفوسنا كمصريين مكانة خاصة ووضع خاص. وتابع قائلا "إنه وعلى المستوى الاستراتيجي يجب عدم السماح بتقسيم وتفتيت سوريا محذرا من انه لو حدث هذا فستكون "كارثة على المنطقة بأسرها" ولذلك يجب أن يكون الانتقال في سوريا محكومًا ومنظمًا يحفظ لها تكاملها الإقليمي ويحفظ لها تماسك هذا النسيج الثرى المركب". وأكد عمرو أن مصر أكثر دولة حاليا على مستوى العالم لها اتصالات بكل أطياف المعارضة السورية.. وقال "إنني لا اعتقد أن هناك دولة مثل مصر لها اتصالات بالجميع ولها قبول منهم.. وفي الفترة الحالية مصر مقبولة من جميع أطياف المعارضة السورية سواء في الداخل أو الخارج". وأضاف أننا نستخدم هذا الوضع ونقوم باتصالات لمحاولة تجميع المعارضة ونوصل لهم رسالة أنهم ما لم يتجمعوا لن يتعامل معهم أحد بجدية وأن تجمعهم هذا قد يكون عاملا مساعدا لبعض الدول التي تبدو مواقفها غير مواتية وليست مع الثورة لتغيير مواقفها لأن هذه الدول عندما تجد أن هناك بديلا صالحا يستطيعون الحديث معه ويضمنوا مصالحهم ما بعد النظام الحالي.. وهذا سيساعد الكثيرين على تغيير موقفهم. وفيما يتعلق بالمبادرة الرباعية، قال "إن المبادرة الرباعية التي قامت بها مصر وأدخلت فيها تركيا وإيران - رغم أن البعض كان يرى أن إيران ليس لها مكان على مائدة المفاوضات - لكننا كنا نرى أن إيران لا يمكن أن نتجاهلها". وأضاف "إننا قلنا لإيران أنكم الآن جزء من المشكلة وإذا ما واصلتم ستظلون جزءا من المشكلة إلى النهاية، والنهاية معروفة، فلا خلاف في أن هذا النظام في سوريا سيذهب، والخلاف فقط متى سيذهب، بعد أسبوع أو شهر أو عام وبعد ألف أو مائة ألف قتيل.. وقلنا للإيرانيين "إنه إذا ذهب هذا النظام وأنتم مصرون على الوقوف معه ستذهبون معه.. ولكن لو شاركتم في الحل فسيكون لكم مكان". وحول إمكانية عقد القمة الرباعية بين هذه الدول قال وزير الخارجية محمد عمرو: يجب أن نأخذ هذا الموضوع بتأن قليلا وقد عقدنا اجتماعين ونستكشف كل المواقف.. وكل طرف في المجموعة يطرح موقفه.. ونحن في مصر نحاول الوصول لموقف موحد يتمشى مع الرؤية والمبادئ المصرية المتمثلة في ضرورة أن نتحاشى بقدر الإمكان أي تدخل عسكري أجنبي لأن هذا سيعقد المشكلة أكثر وسيؤدى إلى خسائر أكثر.. وأن الحل من الأفضل أن يكون في إطار عربي. وأضاف أن هذا النظام الموجود في سوريا بوضعه الحالي لا مكان له في مستقبل سوريا، ويجب أن يكون هذا أمرا واضحا، وأن مستقبل سوريا يجب تشكيله من جانب السوريين أنفسهم بحوار فعال بين جميع أطياف المعارضة وبين جزء من السلطة مقبول من المعارضة، وتابع قائلا "إنما من على قمة السلطة حاليا في سوريا لا مكان لهم في الوضع القادم في المستقبل". من ناحية أخرى قال وزير الخارجية، بشان مهمة المبعوث الأممى العربي المشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي: "إن مهمته صعبة وهو يعترف بذلك، ونحن قلنا له إننا نؤيده تماما ونتمنى له التوفيق، وقد يكون هناك أمل لأنه مر بمهام صعبة في الماضي ولديه تجارب ويعلم سوريا جيدا وتعامل معهم لسنوات.. ونحن نتشاور دائما معه سواء كمصر أو كمجموعة رباعية.. وقد جاء إلينا وجلس معنا خلال انعقاد الاجتماع الرباعي وقدم لنا ملخصا لاجتماعاته في سوريا، كما التقيت به في نيويورك مؤخرا وتحدثنا في الأمر". وأضاف "إن الإبراهيمي سيكون في القاهرة باستمرار، وسيكون تواصلنا معه مستمرا وهو حريص على التعاون مع المبادرة المصرية". وحول مسألة سحب السفير المصري من دمشق وإمكانية اتخاذ خطوات تصعيديه أخرى عمليا ضد النظام السوري، قال وزير الخارجية: "إنه لا يوجد سفير مصري في سوريا.. والمتواجد حاليا في سفارتنا على مستوى قائم بالأعمال، ومن المهم حاليا وجود قائم بالأعمال حتى نعرف بأنفسنا على الأرض ما يحدث بدلا من أن نعرف ما يحدث من خلال طرف ثالث"، وأشار كذلك إلى أن هناك جالية مصرية في سوريا تقدر بالآلاف، ولابد من أن نكون متواجدين لرعاية هذه الجالية أو إجلائهم في حالة حدوث أي شيء يستدعى ذلك. وقال "إن هناك دولا غربية كثيرة لها تمثيل هناك حاليا"، وأضاف "إن الفعل المصري حاليا يتمشى مع مبادئنا فنحن أكدنا على أهمية توحيد المعارضة وهناك في مصر اجتماعات شبه يومية مع أطياف مختلفة من المعارضة السورية ومسئولي وزارة الخارجية ومساعد وزير الخارجية يجتمع بهم سواء معارضة الداخل أو الخارج.